الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. صاحبة أشهر ضحكة ولماذا دفنت مع عابري السبيل؟

في ذكرى ميلاد زينات
في ذكرى ميلاد زينات صدقي ضحكة خالدة خلف ستار الحزن دفنت مع ع

تحل اليوم، الأحد 4 مايو،  ذكرى ميلاد الفنانة زينات صدقي، التي وُلدت عام 1913 بمحافظة الإسكندرية، وتركت بصمتها في ذاكرة الكوميديا المصرية، ليس فقط كممثلة، بل كأيقونة للبساطة والموهبة والصدق الفني.

 قدمت زينات صدقي  أدوارًا صنعت البهجة في قلوب الملايين، لكنها عاشت حياة امتزج فيها المجد الفني بالوحدة، والضحكة الصادقة بالحزن العميق.

في ذكرى ميلاد زينات صدقي ضحكة خالدة خلف ستار الحزن دفنت مع عابري السبيل

لا نملك في ذكراها  إلا أن نبتسم على ضحكاتها، ونترحم على قلبها الكبير الذي أحب الناس، حتى وهو منكسر، زينات صدقي لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت حياة كاملة من الفن والمقاومة، وفي هذا التقرير ومن خلال موقع الأيام المصرية نسرد أهم الجوانب في حياة الفنانة زينات صدقي حتى رحيلها.

زينات صدقي ورقة الكوميديا الرابحة

زينات صدقي، التي لقبت بـ"ورقة الكوميديا الرابحة"، بدأت مشوارها الفني كمطربة في الفرق الفنية، قبل أن يكتشفها الفنان نجيب الريحاني ويمنحها الفرصة لتظهر على المسرح، ومن هنا انطلقت لتشارك في ما يزيد علي 400 عمل فني، تقف فيه إلى جوار عمالقة الفن مثل إسماعيل ياسين، عبد الحليم حافظ، فاتن حمامة، يوسف وهبي، أنور وجدي، وشادية.
على الشاشة، اشتهرت بأداء أدوار الخادمة أو الجارة الشعبية بطريقتها الخاصة، بأسلوب ساخر وذكي، فتفوقت في رسم البسمة على وجوه جمهورها، حتى أصبحت إحدى ركائز الكوميديا النسائية في السينما المصرية الكلاسيكية.

زينات صدقي ورقة الكوميديا الرابحة

الوحدة والخذلان رافقا حياة زينات صدقي 

رغم هذا النجاح الكبير، فإن حياة زينات خلف الأضواء لم تكن بنفس البهجة التي جسدتها على الشاشة، فقد عانت في سنواتها الأخيرة من الوحدة والتجاهل، لم يعد أحد يطرق بابها، ولا أحد يتصل بها ليعرض عليها عملا، ولا حتى ليهنئها بعيد ميلادها، وهي التي كانت في يوم ما، جزء من كل بيت مصري.

 بدأت تبيع أثاث منزلها قطعة تلو الأخرى، لتتمكن من شراء الدواء والطعام، لم تمد يدها لأحد، ولم تطلب مساعدة، حتى عندما عرض أحد الصحفيين القيام بحملة تبرعات لها، أجابت بكبرياء: "أنا مش شحاتة يا أستاذ.. أنا فنانة".

زينات صدقي ومدفن عابري السبيل الذي احتواها

كانت زينات صدقي بلا أبناء، لكن قلبها كان عامرًا بالحب للناس، فأنشأت خلال حياتها مدفنًا أطلقت عليه اسم "مدفن عابري السبيل"، لتدفن فيه من مات بلا أهل أو مأوى، ولسخرية القدر، دفنت هي نفسها فيه بعد وفاتها، في واقعة إنسانية بامتياز تختصر الكثير عن حياتها.

لحظة الاعتراف المتأخر بنجاح زينات صدقي

رغم سنوات التهميش، جاء عام 1976 ليحمل لها لحظة تقدير مؤثرة في نهاية تاريخها الفني، حين صعدت خشبة المسرح لتتسلم وسامًا من الرئيس الراحل أنور السادات خلال احتفالات عيد الفن.

 لم تكن الميدالية هي الأهم، بل تلك النظرات التي استقبلتها من الحضور، والتي قالت لها: "لسه فاكرينك"، بكت يومها زينات صدقي أمام الكاميرات، ليس من الفرح، بل من ألم الاعتراف المتأخر.

لحظة الاعتراف المتأخر بنجاح زينات صدقي

رحيل بصمت.. وذكرى لا تنسى

أصيبت زينات صدقي في سنواتها الأخيرة بماء على الرئة، وظلت بعيدة عن الساحة الفنية، ولم تقدم أي عمل جديد خلال ست سنوات، سوى فيلم "حكاية بنت اسمها محمود" عام 1975، وفي 2 مارس 1978، رحلت في هدوء بالعاصمة القاهرة، لتبقى سيرتها خالدة في وجدان محبيها، كرمز للفن الجميل والإنسانية العميقة.

تم نسخ الرابط