محطات في حياة ميرنا المهندس.. نسمة رحلت مبكرًا وبقي عطرها في ذاكرة الفن

محطات في حياة ميرنا المهندس، رغم مرور عشر سنوات على وفاتها، مازالت تؤكد أن البصمة الصادقة لا تنسى، وأن بعض الوجوه المضيئة لا يغيب وهجها مهما طال الزمن، جمهورها من مختلف الأجيال لا يزال يذكرها بملامحها البريئة وإطلالتها الطفولية وخفة ظلها، لتبقى "النسمة" التي مرت سريعًا ولكن بأثر بالغ.
قدمت الفنانة ميرنا المهندس للدراما والسينما المصرية نموذجًا لفنانة تحمل موهبة فطرية ، ورغم أنها رحلت في ريعان شبابها، فإنها تركت في قلوب جمهورها أثرًا، ويكفي أن اسمها لا يزال يتداوله محبيها، يظهر من حين لآخر لتؤكد أن الحضور الحقيقي لا تصنعه السنوات بل الصدق الفني.
وفي ذكرى ميلادها التي تحل علينا اليوم الموافق 3 مايو، حيث توفيت في مثل هذا اليوم من عشر سنوات، نستعرض محطات في حياة ميرنا المهندس، طفولتها وعلاقتها العاطفية التي لم تكتمل مع الفنان أمير شاهين.

طفولة مختلفة ومواهب متعددة منذ الصغر
ولدت ميرنا المهندس عام 1978، وعاشت طفولة غير تقليدية، التحقت بإحدى المدارس الأجنبية، ودرست الباليه لمدة ست سنوات، ما منحها حضورًا خاصًا أمام الكاميرا، كما التحقت بمعهد الموسيقى حيث تخصصت في الغناء الأوبرالي، ما يعكس تذوقها الفني العالي منذ صغرها.
في سن التاسعة، بدأت أولى خطواتها نحو النجومية من خلال الإعلانات التلفزيونية، قبل أن يكتشفها المخرج أحمد عبد السلام الذي أعجب بموهبتها وقرر منحها فرصة الدخول إلى عالم التمثيل السينمائي.
انطلاقة سينمائية ودرامية قوية مع يونس شلبي
دخلت ميرنا المهندس عالم التمثيل رسميًا عام 1993 من خلال فيلم «مستر دولار» بجانب النجم الراحل يونس شلبي والفنانة سعاد نصر، لتبدأ بعدها في تقديم أعمال درامية بارزة.
من أبرز محطاتها المبكرة، مشاركتها في مسلسل «أرابيسك» من إخراج إسماعيل عبد الحافظ، والذي عرف الجمهور على موهبتها الحقيقية، ثم تألقت في مسلسل «ساكن قصادي» عام 1995، لتثبت حضورها وسط الوجوه الجديدة في الساحة الفنية.
ميرنا المهندس : صراع مؤلم مع السرطان قبل الاعتزال
رحلة ميرنا المهندس مع الفن لم تكن سهلة، فقد بدأت معاناة طويلة مع مرض سرطان القولون الذي تسبب لها في متاعب صحية كبيرة، خضعت خلالها لعدة عمليات جراحية لاستئصال الأجزاء المصابة.
في عام 2002، قررت اعتزال الفن، وارتدت الحجاب ثم النقاب، وابتعدت عن الأضواء، متفرغة للعبادة وحفظ القرآن الكريم، في خطوة لاقت تقديرًا كبيرًا من جمهورها، رغم حزنهم على ابتعادها.
العودة بعد الشفاء وأعمال فنية ناضجة
بعد تحسن حالتها الصحية، عادت ميرنا إلى التمثيل، وقدمت عددًا من الأدوار التي عكست نضجًا فنيًا وإنسانيًا، أبرزها:
فيلم «أيظن» عام 2006
فيلم «العيال هربت» مع حمادة هلال
فيلم «الأكاديمية»
فيلم «زجزاج» عام 2015، وهو من آخر أعمالها السينمائية
أما على الشاشة الصغيرة، فكان مسلسل "أريد رجلًا" من أبرز أعمالها في الفترة الأخيرة، وحقق نجاحًا كبيرًا، غير أن المرض لم يمهلها طويلاً بعده.
حياة عاطفية غير مكتملة وأسرار لم تكشف
عاشت ميرنا المهندس حياة عاطفية معقدة لم تعرف فيها قصة حب مكتملة، أحد المقربين كشف في لقاء تلفزيوني أن حياتها الأسرية كانت مليئة بالتقلبات، وسجن شقيقها في بداية شهرتها، كما واجهت والدتها اتهامات صادمة بقتل والدها، ما ألقى بظلاله على حياتها العاطفية.
ورغم أن الفنان أمير شاهين صرح أكثر من مرة برغبته في الزواج منها، وأكد أنه عرض عليها الزواج في فترات مختلفة، فإنها كانت ترفض دائمًا، بسبب حالتها الصحية المتدهورة.
ظل أمير قريبًا منها حتى آخر لحظات حياتها، وذكر في تصريحات تلفزيونية أنه كان يساندها باستمرار، وظل مخلصًا لذكراها حتى بعد رحيلها.
اللحظات الأخيرة... “سجادة صلاة ومصحف”
سرد عدد من المقربين من ميرنا أن اللحظات الأخيرة من حياتها كانت هادئة ومليئة بالسكينة، حيث وجدت في غرفتها بمستشفى دار الفؤاد سجادة صلاة ومصحف، وهو ما اعتبره جمهورها دليلًا على السلام الروحي الذي بلغته في أيامها الأخيرة.
توفيت ميرنا المهندس يوم الأربعاء 5 أغسطس 2015، عن عمر ناهز 37 عامًا، بعد صراع طويل مع السرطان، وكانت وفاتها بمثابة صدمة كبيرة في الوسط الفني.