حادث ميناء بندر عباس الإيراني.. خبير: لن يكون الأخير

حادث ميناء بندر عباس الإيراني، قال حكيم أمهز، خبير الشؤون الإقليمية، إن الانفجار في بندر عباس ليس مجرد حادث معزول، بل يعكس مشكلة هيكلية متزايدة داخل إيران.
حادث ميناء بندر عباس الإيراني.. خبير: لن يكون الأخير
وأضاف أمهز، في حديثه مع غرفة الأخبار في قناة سكاي نيوز عربية، أن "الحادث في بندر عباس لن يكون الأخير"، مشيرًا إلى أن جميع المؤشرات تدل على وجود زيادة في الخروقات الأمنية، سواء من خلال مجموعات معارضة داخلية أو أطراف خارجية تستغل حالة الاحتقان الشعبي الحالي.

وأشار حكيم أمهز إلى أن النظام الإيراني، الذي كان يعتمد تقليديًا على قوة الأجهزة الأمنية، يواجه الآن صعوبات كبيرة في السيطرة على الوضع الداخلي بسبب مشاعر الغضب والإحباط المتزايدة، خصوصًا بين الشباب الذين يشكلون أكثر من نصف السكان.
حادث ميناء بندر عباس الإيراني
وفي تحليله للمستقبل، شدد أمهز على أن التحديات لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، بل تمتد أيضًا إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في زيادة القابلية للاحتجاجات، مضيفًا أن العقوبات الأمريكية والسياسات الإقليمية التي عززت العزلة ساهمت في خلق بيئة خانقة أصبحت "أرضًا خصبة للاضطرابات."
وحذر أمهز من أن النظام قد يخطئ مرة أخرى في تقدير حجم التهديد، مشددًا على أن "التجاهل أو التعامل الأمني البحت قد يؤديان إلى تصعيد أكبر، وربما يفتحان الباب أمام تحركات أكثر تنظيمًا من الداخل."
من جهته، قدم موفق حرب، محلل الشؤون الأمريكية في سكاي نيوز عربية، تحليلًا موازٍ مرتبطًا بموقف الولايات المتحدة واستراتيجيتها تجاه إيران، مؤكدًا أن الانفجار والحوادث المماثلة تعكسان بوضوح نجاح "استراتيجية الضغط القصوى" التي اعتمدتها واشنطن ضد طهران، لكن بشكل غير مباشر.

وأوضح حرب أن الإدارة الأمريكية، سواء تحت إدارة الرئيس جو بايدن أو دونالد ترامب، اعتمدت سياسة دعم استنزاف إيران من الداخل بدلاً من المواجهة العسكرية المباشرة، وهي سياسة تعتمد على تحفيز العوامل الداخلية مثل الانهيار الاقتصادي، زيادة السخط الشعبي، وتآكل الثقة بين النظام وقاعدته التقليدية.
حادث ميناء بندر عباس الإيراني
وأشار حرب إلى أن انفجار بندر عباس يعد نموذجًا لما وصفه بـ "الإنهاك الممنهج" للنظام الإيراني، مضيفًا أن واشنطن تراهن على أن الوقت هو الأداة الأقوى لتحقيق التغيير في إيران، وليس السلاح.
وفي تحليله للمستقبل، يرى حرب أن الولايات المتحدة تواصل تكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية، بالتوازي مع دعم الحركات المدنية والمعارضة الداخلية بشكل أكثر وضوحًا، مشيرًا إلى أن "أي تصدع داخلي سيؤدي إلى إضعاف مواقف إيران الإقليمية في العراق ولبنان وسوريا."
وأخيرًا، لا يمكن قراءة حادث انفجار بندر عباس بعيدًا عن السياق الأوسع للأزمة الإيرانية، إذ تواجه إيران منذ سنوات سلسلة من التحديات، بدءًا من الانهيار الاقتصادي نتيجة العقوبات، مرورًا بأزمات الشرعية السياسية، وصولًا إلى الانقسامات الداخلية بين أجنحة النظام المتصارعة.