سعيد حسانين: من 600 ألف إلى 5 ملايين.. خطة طموحة لإعادة توزيع السكان في سيناء
قال الدكتور سعيد حسانين، أستاذ التخطيط العمراني، إن الحديث عن تنمية سيناء لا يمكن فصله عن رؤية شاملة تتعامل مع الإقليم ككيان جغرافي واستراتيجي متكامل، يمتد على مساحة ضخمة توازي نحو 14 مليون فدان، وتضم محافظتي شمال وجنوب سيناء، بالإضافة إلى مناطق تقع ضمن النطاق الإداري لمحافظات القناة وهي بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، وأجزاء من الشرقية.
خبير تخطيط: سيناء تمتلك كنزًا من الفرص ومطلوب تنميتها خارج الصندوق
وأضاف الدكتور حسانين خلال لقائه في برنامج صباح الخير يامصر، أن هذه المساحة الشاسعة وما تتمتع به من خصائص طبيعية وجغرافية مميزة، تجعل من سيناء منطقة ذات إمكانيات ضخمة للتنمية الشاملة، إلا أن تنفيذ المخططات التنموية كان دائمًا يتطلب توافقًا دقيقًا بين الموارد المتاحة والظروف المحيطة، سواء من حيث الطبيعة الجغرافية أو الأوضاع الأمنية أو حتى البنية السكانية.
وأشار الدكتور سعيد حسانين إلى أن شبه جزيرة سيناء تطل من الشمال على البحر المتوسط بساحل يمتد نحو 200 كيلومتر، ومن الجنوب على البحر الأحمر وخليج السويس، ما يمنحها موقعًا جغرافيًا استثنائيًا يتقاطع مع محور قناة السويس العالمي، وبالتالي فإن التخطيط لتنميتها يجب أن يتم بأسلوب غير تقليدي وخارج الأطر النمطية المعتادة.
سعيد حسانين: من 600 ألف إلى 5 ملايين.. خطة طموحة لإعادة توزيع السكان في سيناء
وأضاف الدكتور حسانين أن الدولة بدأت بالفعل في التعامل الجاد مع هذا الملف منذ سنوات، من خلال إعداد عدة مخططات استراتيجية لتنمية سيناء بداية من الثمانينات وحتى خطة 2005، وصولًا إلى الرؤية التنموية الحالية التي تستهدف رفع عدد السكان في سيناء من حوالي 600 ألف نسمة حاليًا إلى نحو 5 ملايين نسمة خلال السنوات المقبلة، وهو ما يتطلب بنية تحتية ضخمة واستثمارات اقتصادية واجتماعية شاملة.
أبرز محاور التنمية في سيناء
أوضح الدكتور سعيد حسانين أن أبرز محاور التنمية في سيناء جاءت كالآتي:
التنمية الاقتصادية
وذلك عبر توفير فرص عمل متنوعة خاصة في القطاع الزراعي، حيث تخطط الدولة لاستصلاح نحو 1.1 مليون فدان، أي ما يعادل قرابة 7.5% من إجمالي مساحة سيناء، وقد بدأ التشغيل الفعلي في 280 ألف فدان كمرحلة أولى.
التنمية العمرانية
يتم تنفيذ 7 مدن جديدة في سيناء، أبرزها مدينة شرق بورسعيد (مدينة السلام) التي تستهدف استيعاب مليون نسمة، والإسماعيلية الجديدة بطاقة سكانية تصل إلى 150 ألف نسمة، وتهدف هذه المدن إلى توزيع التنمية بشكل متوازن في أرجاء سيناء.
الإسكان والتوطين
تم تنفيذ أكثر من 60 ألف وحدة سكنية، بينها 5200 وحدة مخصصة للإسكان البدوي لتناسب طبيعة السكان المحليين، بالإضافة إلى 55 ألف وحدة أخرى تم تنفيذها في إطار تطوير المناطق العشوائية، بما يعكس اهتمام الدولة ليس فقط ببناء مجتمعات جديدة، بل أيضًا بتحسين أوضاع المناطق القائمة ورفع جودة الحياة بها.
العدالة الاجتماعية والمجتمعية
أوضح حسانين أن التنمية في سيناء تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية، خاصة للسكان من أبناء القبائل، من خلال توفير أنماط إسكان تناسبهم، ومراعاة نمط حياتهم واحتياجاتهم المجتمعية.
خبير تخطيط: سيناء تمتلك كنزًا من الفرص ومطلوب تنميتها خارج الصندوق
واختتم الدكتور سعيد حسانين بأن التنمية في سيناء تسير على مسارين متوازيين، إصلاح وتنمية المجتمعات القائمة، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة جاذبة، بما يتيح للشباب والشرائح المختلفة من المواطنين خيارات متعددة للعيش والعمل في بيئة متكاملة ومستدامة.
