الجمعة 25 أبريل 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

د.أماني قمر تكتب:تطور زراعة الأسنان دراسة تاريخية وتقنية

د.أماني قمر
د.أماني قمر

شهدت زراعة الأسنان تطور هائل منذ بداياتها الأولى في العصور القديمة وحتى العصر الحديث، حيث أصبحت اليوم من أكثر الإجراءات العلاجية فعالية في تعويض الأسنان المفقودة. 

ونستعرض في هذا المقال المراحل التاريخية والتقنية لتطور زراعة الأسنان، بدءً من استخدام المواد البدائية، مرورًا بالإكتشافات العلمية في القرن العشرين، وصولًا إلى التقنيات الرقمية والإبتكارات المستقبلية التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد 


زراعة الأسنان تُعد إحدى الركائز الأساسية في طب الأسنان التعويضي، لما توفره من حلول وظيفية وتجميلية تُحاكي الأسنان الطبيعية. وقد تطورت هذه التقنية بشكل ملحوظ عبر القرون، مدفوعة بالتقدم في علوم المواد الحيوية، الهندسة الطبية، وتقنيات التصوير.


تعود أولى المحاولات المعروفة لزراعة الأسنان إلى الحضارات القديمة مثل حضارة المصريين القدماء و المايا، حيث تم استخدام مواد مثل أصداف البحر، عظام الحيوانات، المعادن، والخزف. وعلى الرغم من أن هذه المحاولات كانت بدائية وتفتقر إلى المعرفة التشريحية والبيولوجية، إلا أنها تُعدّ أساسًا مهّد لتطور هذا المجال

الانطلاقة العلمية الحديثة
اكتشاف التيتانيوم واندماجه العظمي
في عام 1952، اكتشف البروفيسور بير إنغفار برانيمارك ظاهرة الاندماج العظمي (Osseointegration) خلال أبحاثه على التيتانيوم، حيث تبين أن هذا المعدن يملك القدرة على الاتحاد المباشر والمستقر مع العظام الحية دون أن يرفضه الجسم.

في عام 1965، أجرى برانيمارك أول عملية زراعة أسنان بإستخدام غرسة من التيتانيوم، وقد استمرت الزرعة بالعمل لأكثر من أربعة عقود، مما شكّل نقلة نوعية في الممارسات السريرية لطب الأسنان.


شهدت العقود الأخيرة قفزات نوعية في تكنولوجيا زراعة الأسنان، وشملت هذه التطورات ما يلي: -تحسين تصميم الزرعات
-تطوير أشكال هندسية مختلفة لتناسب تنوع الحالات السريرية.
-معالجة أسطح الزرعات بطرق فيزيائية وكيميائية لتحفيز نمو العظم.
-التصوير والتخطيط الرقمي
-اعتماد الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد (CBCT).
-استخدام برمجيات تخطيط متقدمة لتحديد موضع الزرعة بدقة عالية.
-تقنيات الزرع الموجه بالحاسوب (Computer-Guided Implant Surgery).
-إمكانية إجراء الزراعة الفورية في بعض الحالات.
تطور المواد
-تحسين خواص التيتانيوم واستخدام سبائكه.
-إدخال زراعات الزركونيا الخالية من المعادن لأغراض تجميلية وللحالات التي تتطلب توافقًا بيولوجيًا أعلى.


وتشير الاتجاهات الحديثة إلى دمج تقنيات متقدمة في مجال زراعة الأسنان، منها:
-الذكاء الاصطناعي لتشخيص الحالات وتخطيط العلاج بدقة فائقة.
-الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة الغرسات والبنية الفكية وفقًا للقياسات الفردية.
-تطوير زرعات بيولوجية باستخدام الخلايا الجذعية لتحفيز النمو العظمي الطبيعي.


وتُعد زراعة الأسنان مثالًا حيًا على التفاعل المتقدم بين العلوم الطبية والهندسية، وقد ساهم التطور المستمر في هذا المجال في تحسين نوعية حياة الملايين من المرضى حول العالم. ومع استمرار البحث العلمي والتقني، من المتوقع أن تصبح الزرعات أكثر تطورًا وفعالية في المستقبل القريب

تم نسخ الرابط