ابنتي المراهقة لا تسمع كلامي.. استشاري نفسي: رفض طلباتها يدفعها للعناد والتمرد |خاص

ابنتي المراهقة لا تسمع كلامي، تعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل تعقيدًا في حياة الفتيات، وفي كثير من الأحيان، يتسبب أسلوب التوجيه التقليدي الذي يعتمد على النقد المستمر أو المقارنة مع الآخرين في خلق فجوة بين الفتاة ووالديها، ما يؤدي إلى تمردها ورفضها للنصائح لذلك، من الضروري تبني أساليب تربوية حديثة تساعد في بناء علاقة إيجابية مع المراهقات وتعزز ثقتهن بأنفسهن.
لماذا ترفض المراهقات التوجيهات المباشرة؟
تشير الدراسات إلى أن المراهقين يرفضون التوجيهات المباشرة لأنهم يعتبرونها تدخلًا في حياتهم الشخصية، ويفضل أن يتم إيصال الرسائل التربوية إليهن من خلال القصص والتجارب الواقعية، حيث يستوعبن المغزى منها دون الشعور بأنهن يتعرضن للانتقاد أو القمع.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي: "المراهقون يميلون إلى العناد كرد فعل طبيعي للشعور بالسيطرة أو التوجيه المباشر، والحل الأفضل هو تبني أسلوب الصداقة معهم، ومنحهم مساحة للتعبير عن آرائهم، مع تصحيح المفاهيم الخاطئة بطرق غير مباشرة."
ويضيف: يجب التعامل مع المراهقة كصديقة وليس كسلطة عليا لأنه من الضروري أن تشعر الفتاة بأن والدتها أو والدها ليسا مجرد مصدر للأوامر، بل يمكنهما أن يكونا صديقين يستمعان لها ويتفهمان مخاوفها دون التقليل منها.
والسماح ببعض الحرية ضمن حدود آمنة لأن رفض جميع طلبات الفتاة بشكل صارم قد يدفعها إلى العناد والتمرد لذا، يفضل السماح لها بحضور الفعاليات المدرسية أو الذهاب إلى النادي مع الأصدقاء، طالما أنها ضمن الحدود المقبولة وتحت إشراف آمن.

وأكد أن الصداقات لها دورًا أساسيًا في تشكيل شخصية الفتاة المراهقة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على سلوكياتهن لذا، يجب متابعة هذه التأثيرات دون فرض قيود صارمة، بل من خلال التوجيه غير المباشر.
وأوضح إلى إن أفضل الطرق لتعزيز العلاقة بين الأهل وابنتهم المراهقة، هي تخصيص يوم أسبوعي للخروج معًا إلى أماكن تفضلها، مثل المطاعم أو الكافيهات أو الأنشطة الترفيهية، مما يساعد على بناء جسور من الثقة والتفاهم.
كيف يتم التعامل مع العناد عند المراهقات؟
العناد ليس سلوكًا يظهر فجأة، بل هو نتيجة تراكمات منذ الطفولة، والأطفال الذين اعتادوا على العناد للحصول على ما يريدون يصبحون أكثر صعوبة في التعامل معهم عند المراهقة لذلك، يجب على الأهل التعامل بحكمة، فإذا كان الطفل صغيرًا، يمكن منعه من الشيء الذي يريده ليوم أو أكثر لتقويم سلوكه، لكن مع المراهقين، فإن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وزيادة العناد.

ويؤكد الدكتور جمال فرويز أن: "أفضل طريقة للتعامل مع العناد عند المراهقات هي الاستماع لهن، والتعامل بهدوء، مع محاولة إقناعهن بالطرق غير المباشرة، مثل عرض تجارب الآخرين أو سرد القصص التي توصل الفكرة دون أن تشعر الفتاة أنها مجبرة على تغيير سلوكها."
إن بناء علاقة إيجابية مع المراهقات يتطلب الصبر والتفهم والقدرة على احتوائهن، فكلما شعرن بالحب والتقدير داخل الأسرة، كان من الأسهل توجيههن نحو السلوك الصحيح دون الحاجة إلى فرض السيطرة.