الأطباء يحذرون من خطر سماعات الأذن على صحة السمع.. ممنوعه لأبناء الجيل Z

صحة السمع .. في ظل تزايد استخدام سماعات الأذن اللاسلكية العصرية، حذر مجموعة من الأطباء من تأثيراتها السلبية على صحة السمع، وخاصة بين أبناء الجيل Z، الذين يعانون من مشكلات عصبية مرتبطة بهذه الأجهزة الحديثة، ومع ارتفاع استخدامها، لاحظ الأطباء زيادة في حالات صعوبات السمع بين الشباب، بالرغم من أن الفحوصات الطبية لا تكشف عن أي مشاكل في السمع التقليدي، مما يثير القلق حول التأثيرات العصبية لهذه الأجهزة.
سماعات حجب الضوضاء.. هل هي آمنة؟
يفضل أبناء الجيل Z، وهم مواليد منتصف التسعينات وحتى عام 2010، استخدام سماعات الأذن اللاسلكية التي تعمل على حجب الضوضاء الخارجية، باعتبارها أكثر أمانًا، وتساعد هذه السماعات على تقليل التشويش الصوتي، مما يعني أن مرتديها لا يحتاجون لرفع مستوى الصوت بشكل مبالغ فيه، وهو أمر يعتبره البعض عاملًا إيجابيًا.
ولكن، وفقًا للأطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، فإن استخدام هذه السماعات قد لا يكون بالضرورة آمنًا كما يبدو، فقد لوحظ أن نسبة الشباب الذين يعانون من صعوبات في السمع قد زادت، بالرغم من أن اختبارات السمع لا تُظهر أي عيوب في قدرتهم على السمع بشكل تقليدي، وتكمن المشكلة في الخلايا العصبية الدماغية، حيث يعاني الدماغ من صعوبة في معالجة الأصوات الواردة، وهو ما يرتبط بحالة طبية تعرف باسم "اضطراب المعالجة السمعية".

ما هو اضطراب المعالجة السمعية
اضطراب المعالجة السمعية هو حالة طبية تؤثر على قدرة الدماغ على معالجة وفهم الأصوات في بيئات مليئة بالضوضاء، ويواجه الأشخاص المصابون بهذه الحالة صعوبة في متابعة الحوارات، خاصة إذا كانت هناك أصوات خلفية مزعجة، كما يصعب عليهم فهم المتحدثين بسرعة أو أصحاب اللهجات غير المألوفة.
كان يُربط هذا الاضطراب في الماضي بإصابات الدماغ التي تحدث في مرحلة الطفولة أو خلل جيني في بعض الحالات، ولكن الآن يُعتقد أن الأجهزة الحديثة مثل سماعات الأذن التي تعمل على حجب الضوضاء قد تمنع الدماغ من التدريب الطبيعي على كيفية التعامل مع الضوضاء المحيطة، وهذا التدريب الطبيعي مهم لتطوير القدرة على تمييز الأصوات وفهم الكلمات في بيئات متعددة الأصوات.
تأثير سماعات الأذن على قدرات السمع عند الجيل Z
قالت كلير بينتون، نائبة رئيس الأكاديمية البريطانية لعلم السمع، إن مهارات الاستماع الأكثر تعقيدًا لا تكتمل في الدماغ إلا في أواخر سنوات المراهقة، وبالتالي، فإن اعتماد جيل Z على سماعات الأذن التي تعمل على حجب الضوضاء قد يتسبب في تأخر قدرتهم على معالجة الكلام وفهمه في بيئات مليئة بالضوضاء.
من جانبها، أكدت الدكتورة أنجيلا ألكسندر، أخصائية السمع، أن العديد من الآباء والمعلمين يعتقدون أن حل مشكلات الأطفال المتعلقة بالضوضاء يكمن في استخدام سدادات الأذن أو سماعات الرأس التي تمنع الضوضاء، ومع ذلك، فإن هذا الحل قد لا يكون فعالًا في المدى الطويل ويؤدي إلى تفاقم المشكلة.
اضطراب المعالجة السمعية بين الأطفال
وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، لا يزال العدد الدقيق للأطفال المصابين باضطراب المعالجة السمعية غير معروف، لكن التقديرات العالمية تشير إلى أن ما بين 3 و5 بالمئة من الأطفال يعانون من هذه الحالة بدرجات متفاوتة، وهو ما يبرز أهمية الوعي بهذا الاضطراب وعلاقته بالاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مثل سماعات الأذن التي قد تؤثر على تطور مهارات السمع لديهم.

طرق العلاج والتعامل مع اضطراب المعالجة السمعية
تختلف طرق علاج اضطراب المعالجة السمعية، لكن غالبًا ما تتضمن إعادة تعريض الأذن والدماغ إلى أصوات وكلمات وسط بيئات مليئة بالضوضاء، باستخدام أجهزة سمعية وميكروفونات خاصة، والهدف من هذه العلاجات هو مساعدة الدماغ على التكيف مع الظروف الصوتية المعقدة وتعزيز قدراته على فهم الأصوات في بيئات متعددة الأصوات.
ضرورة الوعي والوقاية
وفي ظل انتشار استخدام السماعات اللاسلكية، يصبح من الضروري أن يكون هناك وعي بمخاطر استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط، خاصة في ظل التأثيرات السلبية المحتملة على صحة السمع، ويجب على الآباء والمربين أن يكونوا على دراية بحالة أبنائهم السمعية ويبحثوا عن طرق للتعامل مع الضوضاء بشكل طبيعي، مما يساعد على تحسين قدراتهم السمعية والمعرفية على المدى الطويل.