مزاعم الفساد وتورط ترامب.. تفاصيل وأسرار وراء استقاله جاستن ترودو|فيديو
بعد نحو عقد من الزمن في السلطة، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن نيته التنحي عن منصبه، في خطوة طال انتظارها من قبل العديد من المتابعين في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعرض لها مؤخرًا.
وتولى جاستن ترودو، البالغ من العمر 53 عامًا، منصب رئيس الحكومة في نوفمبر 2015، مستندًا إلى وعد بإحداث تجديد وأمل في السياسة الكندية، ومع ذلك، فقد تعرض لضغوط شديدة للاستقالة منذ عدة أشهر، حيث انخفضت شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة، وكشفت استطلاعات الرأي أن 33% من الكنديين فقط يفضلون بقاءه في منصبه، في وقت يعاني فيه الاقتصاد بكندا من حالة من الركود الملحوظ.
الضغوط الاقتصادية والفضائح السياسية
واجه جاستن ترودو تحديات اقتصادية كبيرة، مثل التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إضافة إلى أزمة الإسكان المحلية التي شهدت زيادات حادة في أسعار العقارات في بعض المناطق. وقد فاقم هذا الوضع استياء المواطنين من أداء حكومته.
كما تسببت عدة فضائح سياسية في تراجع صورته، حيث تعرض لانتقادات بسبب تلقيه هدايا، بما في ذلك رحلات خاصة وعطلات فاخرة، مما أضر بسمعته.
كما أثارت الانتقادات بسبب غيابه عن "اليوم الوطني الأول للحقيقة والمصالحة" في كندا، حيث فضّل قضاء إجازة بصحبة عائلته على إحدى الشواطئ لركوب الأمواج.
كما أثارت تقارير صحفية عن حصول أفراد عائلة جاستن ترود على مئات الآلاف من الدولارات من مؤسسة خيرية منحها حكومته عقدًا كبيرًا المزيد من الاستياء.
توقيت الإعلان عن التنحي
على الرغم من أن الانتخابات العامة المقبلة يجب أن تُجرى بحلول أكتوبر 2025 بموجب القانون الفيدرالي، إلا أن العديد من أعضاء حزب جاستن ترودو بدأوا في تقييم ما إذا كان حان الوقت لاختيار زعيم جديد.
وفي نهاية العام الماضي، وقع نحو عشرين نائبًا ليبراليًا من المقاعد الخلفية على رسالة تطالب ترودو بالاستقالة أو مواجهة الهزيمة المحتملة.
وكانت اللحظة الحاسمة في منتصف ديسمبر 2024، عندما استقالت نائبته المخلصة كريستيا فريلاند من منصبها بشكل مفاجئ، حيث انتقدت علنًا رئيس الوزراء وتساءلت عن قدرته على مواجهة تحديات ولاية ثانية محتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أشار عدد من المشرعين الكنديين علنًا إلى أن الوقت قد حان لتغيير القيادة.
التوترات مع ترامب وتأثيرها على كندا
من المعروف أن السياسة القومية التي يتبناها ترامب تهدد بفرض رسوم جمركية على كندا، وهو ما حذرت فريلاند من أنه يجب على كندا أخذه "على محمل الجد"، خاصة وأن الولايات المتحدة تعد أكبر شريك تجاري لها. وقد سخر ترامب من ترودو، واصفًا إياه بأنه "حاكم" وليس رئيس وزراء، في إشارة إلى التوترات بين الدولتين.
ماذا يحدث الآن في كندا؟
أعلن جاستن ترودو عن عزمه التنحي في خطاب ألقاه مسااء أمس الاثنين، وذلك قبل اجتماع كان مقررًا للمشرعين الليبراليين يوم الأربعاء لمناقشة مستقبله السياسي، كما أعلن أنه سيعلق أعمال البرلمان حتى 24 مارس 2025، ما سيسمح لحزبه باختيار زعيم جديد.
متى ستُجرى الانتخابات؟
على الرغم من أن الانتخابات يجب أن تُجرى بحلول أكتوبر 2025، إلا أنه من المحتمل أن تُجرى في وقت أبكر بكثير، نظرًا لعدم ثقة أحزاب المعارضة في الحكومة الحالية.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الحالية، من المتوقع أن يفوز الحزب المحافظ بأغلبية في الانتخابات المقبلة، إلا أن هذا المشهد قد يتغير بشكل كبير في حال اختيار الليبراليين لقيادة جديدة.