الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تفسير قوله تعالى «الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات» للشيخ الشعراوي

تفسير قوله تعالى
تفسير قوله تعالى الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات

تفسير قوله تعالى "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات".. يهتم الكثير من الناس بمعرفة تفسير العديد من الأيات القرآنية ولا سيما قوله تعالى "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"، خاصة وأن البعض يربط بينها وبين رابط الزواج.

تفسير قوله تعالى "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات"

اختلف تفسير العلماء لقوله تعالى "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"، إلى عدة آراء جاءت كالآتي:

تفسير قوله تعالى الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات
  • يرى ابن زيد أن الآية تُشير إلى أن الخبيثات من النساء يُناسبن الخبيثين من الرجال، وكذلك الطيبات من النساء يُناسبن الطيبين من الرجال، الأمر الذي يوضح أهمية التقارب بين الأشخاص من حيث الأخلاق والطباع.
  • بينما ذهب مجاهد وابن جبير وعطاء وأكثر المفسرين، إلى أن المقصود هو الكلمات الخبيثة من القول تليق بالخبيثين من الناس، والكلمات الطيبة تليق بالطيبين منهم، مؤكدين أن هذا التفسير أقرب لما جاء في السياق، وأشار الإمام القرطبي إلى دعم هذا التفسير بقوله تعالى: "أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ" التي تنفي التهم عن السيدة عائشة رضي الله عنها وعن صفوان بن المعطل فيما عُرف بحادثة الإفك.
  • ومن جانب آخر، ربط بعض المفسرين هذه الآية بقول الله تعالى: "الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً"، حيث يرون أن الخبيثات هن الزواني، بينما الطيبات هن العفيفات.

تفسير الشيخ الشعراوي لقولة تعالى "وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"

يرى الشيخ محمد متولي الشعراوي أن الزواج في الإسلام يقوم على التكافؤ بين الزوجين، تحقيقًا للتوازن وتجنبًا لاستعلاء طرف على الآخر، مستدلًا بقول الله تعالى: "الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ" [النور: 3]، وبالآية الكريمة: "الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" [النور: 26].

وأشار الشعرواي إلى أن هذه الآية جاءت بعد حادثة الإفك التي اتُّهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها ظلمًا، ودارت حولها الشبهات، مشيرًا إلى أن المراد من الآية توضيح أن التكافؤ الذي يقرّه الله بين الطيبين والطيبات لا يمكن أن ينكسر، ومن ثم فإن عائشة رضي الله عنها كانت طيبة، ولابد أن تتكافأ في طُهرها وطيبتها مع أطيب الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

تم نسخ الرابط