قطع الاتصالات ومسيرات انتحارية، هكذا سقطت الفاشر بيد الدعم السريع (فيديو)
سقطت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، في يد قوات الدعم السريع (RSF) يوم 26 أكتوبر 2025، بعد هجوم واسع النطاق تكلل بالسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في المدينة.
يمكن تلخيص أسباب وكيفية سقوط الفاشر في عدة عوامل رئيسية:
تعرضت الفاشر لحصار خانق من قوات الدعم السريع، التي كانت قد سيطرت بالفعل على الولايات الأربع الأخرى في دارفور. هذا الحصار منع وصول الإمدادات العسكرية والغذائية للمدينة.
أدى الحصار إلى استنزاف موارد القوات المدافعة (الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه)، حيث عانوا من نقص حاد في الذخيرة والغذاء، مما أثر بشدة على قدرة الجنود على المواصلة.
اعتمدت قوات الدعم السريع على قصف مكثف بالمدفعية والطائرات المسيرة لاستهداف المواقع العسكرية الحيوية وتدمير البنية التحتية، مما أضعف دفاعات الجيش تدريجياً.
تلى ذلك السيطرة على الفرقة السادسة، حيث كان مقر الفرقة السادسة مشاة هو المركز القيادي والعسكري الأهم للجيش والقوات المتحالفة معه في دارفور.
ثم نفذت قوات الدعم السريع هجوماً مركّزاً وواسعاً، استطاعت على إثره اجتياح مقر الفرقة والسيطرة عليه بالكامل.
وبعد سقوط هذا المعقل الرئيسي، أقر قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بانسحاب قواته من المدينة، مبرراً القرار بحماية المدنيين من "التدمير والقتل الممنهج". هذا الانسحاب ترك المدينة بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
الانهيار الإنساني والتكتيكي
تسبب الحصار في مجاعة ونقص حاد في الخدمات الطبية والغذاء لأكثر من 800 ألف مدني محاصر، مما ضغط على القوات المدافعة وجعل مهمة الحفاظ على النظام شبه مستحيلة.
أفادت تقارير وشهادات من نازحين عن وقوع عمليات قتل جماعي واستهداف للمدنيين والمرافق الصحية أثناء وبعد السيطرة، مما أدى إلى موجة نزوح جماعي.
بإيجاز، سقطت الفاشر نتيجة لـحصار طويل ومُركز، ونقص في الإمدادات، وانهيار دفاعات الجيش بعد سقوط أهم قواعده العسكرية، مما منح قوات الدعم السريع السيطرة الكاملة على كامل إقليم دارفور تقريباً.
هكذا سقطت الفاشر
نشر حساب " VISTA MAPS" المعني بتحليل معلومات الخرائط ومناطق السيطرة في السودان تفاصيل ما جرى قبل سقوط الفاشر ولماذا سقطت؟
يوم السبت 25 أكتوبر، وصلت مليشيا الدعم السريع إلى نقاط حاسمة داخل المدينة: النقطة الأولى: نحو قصر السلطان علي دينار، ما جعلهم على مقربة مباشرة من مقر الفرقة السادسة مشاة والنقطة الثانية: تحركهم جنوبًا باتجاه ميدان سباق الخيل المجاور لـلواء الدفاع الجوي، وكان هذا التحرك الأخطر.
في تلك اللحظة وبناءً على التطورات في النقطة الأولى بدا واضحًا أن سقوط مقر الفرقة بات وشيكًا وكان يمكن احتواء الموقف دون سقوط المدينة، لولا التقدُّم في النقطة الثانية إذ أدى ذلك إلى سقوط لواء الدفاع الجوي مع مقر الفرقة السادسة سويًا، وانهيار المحور الشرقي بالكامل.
قبل ذلك أقدمت مليشيا الدعم السريع على قطع الاتصالات التي كانت تعتمد عليها القوات داخل المدينة عبر أجهزة متطورة تتصل بالأقمار الصناعية، حصلت عليها من دولة أخرى، وفق ما أشار إليه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.
ونتيجة لهذا الانقطاع في الاتصالات انسحبت بعض القيادات بينما بقيت أخرى، حيث غادرت يوم الجمعة أو قبلها قيادة الفرقة وعددًا من القادة في القوات النظامية، ومسؤولين حكوميين، وأفرادًا من قيادات القوة المشتركة في مهمة خطيرة جدًا وحال انقطاع الاتصال دون تنسيق منظم بين كل القيادات لتنفيذ عمليات الإجلاء والإخلاء والانسحاب.
بقية القيادات العسكرية والإدارية في المدينة من القوة المشتركة والناطقين الرسميين والضباط في القوات النظامية غادروا في موكب من المركبات يصحبهم عدد من المدنيين الذين تمكنوا من إجلائهم معهم، لكن مسيرات الاستطلاع التابعة للمليشيا رصدت الموكب فور خروجه من غرب الفاشر، وأبلغت القوات المتمركزة على الأرض، فخرجت عدة مركبات للميليشيات من المحور الشمالي لتُطوق الحشود المدنية في واحدة من أكثر اللحظات مأساوية في معركة الفاشر وتقتلهم بلا تمييز.
زاد الأمر سواء أن المدنيين ركضوا أمام دفاعات لواء المدفعية فاستغلت مليشيا الدعم السريع الموقف وطوقت الحشود الهاربة واستخدمتهم كدروع بشرية متقدمة خلفهم نحو دفاعات اللواء.

هذا التكتيك أربك القوات المتمركزة داخل خنادق المدفعية إذ عجزت عن تنفيذ استراتيجية "كثافة النيران" التي اعتمدت عليها دائمًا، وهي الاستراتيجية التي حققت نجاحًا في أكثر من 267 معركة وجعلت المحور الغربي للفاشر أحد أقوى خطوط الدفاع.
ظهر يوم الأحد 26 أكتوبر تمكنت المليشيا للمرة الأولى من اختراق الدفاعات الغربية ما أدى إلى سقوط لواء المدفعية بالكامل، الأمر الذي كشف ظهر مركز القيادة الفعلي داخل المدينة، ويبدو أن القيادة الموجودة في تلك اللحظات كانت تضم قادة من القوة المشتركة إلى جانب ضباط من القوات الحكومية، الذين حاولوا إدارة الموقف في ظل الانهيار المتسارع لخطوط الدفاع والاتصال.
كان انقطاع الاتصالات بسبب المعدات التكنولوجية سببا في الهزيمة حيث انهار المحور الشرقي أولًا ثم تبعه المحور الغربي، لتصبح القوات منعزلة تمامًا عن بعضها البعض دون قيادة مركزية أو تنسيق ميداني.
أحد الأسباب العسكرية التي أدت إلى الهزيمة أيضا كانت المسيرات الانتحارية من نوع FPV المرتبطة بأنظمة غير قابلة للتشويش، والتي لعبت الدور الحاسم في تفكيك خطوط المقاومة طوال الشهر الماضي وهناك فيديوهات تبين استخدام مليشيا الدعم السريع مسيرات انتحارية من نوع FPV في مدينة الفاشر.
المسيرات الانتحارية لعبت دورًا حاسمًا وكانت العامل الرئيسي بنسبة 100% في تقدم مليشيا الدعم السريع داخل مدينة الفاشر، حيث استهدفت تمركزات وتحركات ومركبات القوات المسلحة والمساجد وملاجئ المواطنين الموجودة تحت الأرض.
وأمام ذلك، انهارت جميع المواقع الرئيسة: لواء الدفاع الجوي، والفرقة السادسة مشاة، ولواء المدفعية، إلى جانب مركز القيادة والمستشفى السعودي وحي الدرجة الأولى وارتكبت المليشيا مجزرة مروعة تم فيها إعدام وتصفيـة أكر من 400 من الجرحى والمصابين من مدنيين وعسكريين داخل المستشفى السعودي وفي محيطه من منازل حي الدرجة الأولى وقتل حتى الآن قرابة 2000 – 3000 مدني ومقاوم وعسكري بخلاف الأسرى ومن هربوا لمناطق أخري

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.