شهادات مفجعة، تزايد العنف الجنسي ضد الأطفال والنساء في السودان
منذ اندلاع النزاع في السودان، ازدادت مخاطر العنف، بما في ذلك العنف الجنسي، ضد الأطفال والنساء.
هذه الزيادة في مخاطر العنف، وخاصة العنف الجنسي، ضد الأطفال والنساء هي إحدى النتائج المروعة والمباشرة للنزاع المسلح في السودان.
تتفاقم هذه المخاطر لعدة أسباب:
لاشك أن ضعف سيادة القانون وانتشار المجموعات المسلحة يزيد من تعرض المدنيين، وخاصة النساء والفتيات، للاعتداء.
كما أن النزوح القسري والتجمع في أماكن إيواء غير آمنة أو مكتظة يرفع من فرص التعرض للعنف والتحرش.
بالإضافة لتدمير أو تعطيل آليات الحماية والدعم النفسي والقانوني والصحي المخصصة للناجيات من العنف.
التأثير النفسي والجسدي والاجتماعي لهذه الانتهاكات على الضحايا كارثي ويحتاج إلى تدخل عاجل وشامل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
فيما افتتحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أول مركز للنساء والفتيات في ولاية كسلا، حيث يُمكنهن تعلّم كيفية الإبلاغ عن العنف الجنسي وحماية أنفسهن.
تقول ميمونة، وهي أم لثلاثة أطفال: "لقد تعلمتُ كيف أحمي نفسي وأطفالي. كما أعلم الآن أنه إذا سمعتُ بحادثة اغتصاب، يجب عليّ اصطحاب الناجية إلى المستشفى وإبلاغ الشرطة فورًا".

العنف الجنسي بالسودان
رصد العنف الجنسي في السودان لا يزال صعبا بسبب عدم قدرة مقدمي الخدمات على الوصول إلى المناطق المتضررة من النزاعات، والوصم وانهيار مؤسسات سيادة القانون.
ورغم تلك التحديات وثقت الأمم المتحدة عام 2024، حالات عنف جنسي ارتكبت بحق 90 امرأة و36 فتاة و4 رجال وفتى واحد. شملت تلك الانتهاكات ممارسات منها الاغتصاب الفردي والجماعي والشروع في الاغتصاب والاختطاف لأغراض الاستغلال الجنسي. وذكر التقرير أن 82 حالة من تلك الحالات وقعت عام 2023.
وقال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف الجنسي أثناء الصراعات، إن عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تورطت في معظم الحالات. وتورط فيها أيضا أعضاء من الحركات المسلحة وعناصر من القوات المسلحة السودانية.
تم توثيق عدد كبير من حالات الاغتصاب الفردي والجماعي، لا سيما أثناء اجتياح المدن، والهجمات على مواقع النازحين داخليا وضد الفارين من المناطق المتضررة من النزاع. وتعرضت النساء والفتيات للاغتصاب في منازلهن، أو أمام أفراد أسرهن، وفي بعض الحالات بعد اختطافهن لمدد تزيد على عدة أيام أو أشهر.
قصص مفجعة
مع اقتراب الصراع في السودان من دخول عامه الرابع، تواصل الحرب تدمير أجزاء واسعة من البلاد. وقد أدت الاشتباكات إلى أكبر أزمة نزوح عالمية، حيث أُجبر أكثر من 12 مليون شخص على مغادرة منازلهم، ويدفع الأطفال والنساء الثمن الأكبر لهذه الكارثة.
وقد استطاعت ناتالي مينارد من مكتب الأمم المتحدة في جنيف أن تتحدث مع سيدة تدعى “مروة”، وهي ممثلة إحدى هذه المنظمات التي تعمل عن كثب مع المجموعات النسائية المحلية في السودان، بدعم من صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني التابع للأمم المتحدة.
كشفت مروة قصصا مفجعة عن اختطاف الفتيات، والعنف الجنسي الذي تتعرض له جميع الفئات العمرية، وكيف تظهر النساء على المستوى الشعبي مرونة ويحاولن التأثير في عملية السلام.
وصفت مروة الوضع في السودان بأنه "سياق غير مسبوق"، حيث تواجه النساء والفتيات معاناة هائلة، مشيرة إلى أن نزوح العائلات وانفصالها عن بعضها البعض وفقدان جميع الممتلكات.

وشرحت ذلك بالقول: "فمثلا، كانت غالبية النساء يعملن في المصانع أو يبعن الطعام في الشوارع. هذا القطاع النسائي تكبد خسائر فادحة جراء الحرب التي دمرت البنية التحتية، مما أوقف الصناعة والنقل والزراعة وكافة أنشطة كسب العيش. فقد الناس جميع مصادر دخلهم، لكن هذا الأثر كان أشد وطأة على النساء والفتيات اللواتي تأثرن بشكل غير متناسب من النزاع، فهن من يتحملن أعباء الحرب ويحاولن الحفاظ على تماسك عائلاتهن وتوفير الغذاء لهن ولمجتمعاتهن".
وأوضحت أن تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي أثر عليهن بشكل كبير. ومضت قائلة: "لقد ازداد العنف الجنسي بشكل كبير، وتعاني النساء الآن من الصدمات والوصمة. هناك أيضا جرائم بسبب ذلك. مؤخرا، كان لدينا بعض حالات اختطاف فتيات. تم اختطاف العديد من الفتيات دون أي آلية لتعقبهن أو استعادتهن. هذا يحدث الآن في السودان".
تحدثت مروة عن مصير الفتيات الصغيرات اللواتي يتعرضن للاختطاف والتزويج القسري أو الاستعباد الجنسي، موضحة "إنه نوع من إهانة العائلات، فبالنسبة لنا كمجتمع محافظ، اختطاف الفتاة هو من أفظع الخطايا". وأضافت أن هذه الممارسات لا تهدف فقط للاستعباد أو البيع، بل هي أيضا "نوع من هزيمة الناس من الداخل، لجعلهم يستسلمون".
وأشارت إلى أن هذا الأمر يحدث في مناطق متفرقة من السودان ولكن بالتحديد في مناطق دارفور وأيضا على الحدود بين دارفور وتشاد، مشيرة إلى أن هذه المنطقة هي الأخطر.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.