أستاذ علوم سياسية: مصر تعتمد سياسة خارجية متوازنة وتوسع تحالفاتها شرقا وغربا

الندوة التثقيفية الـ42 للقوات المسلحة، أكد الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، على أهمية الندوة التثقيفية الـ42 للقوات المسلحة التي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتبرًا أن هذه الفعالية تمثل جزءً من التواصل المستمر بين القيادة السياسية والرأي العام المصري.
وأشار إلى أن مشاركة الرئيس السيسي في هذه الندوة، التي تعقد سنويًا، تعبر عن إدراك عميق من الدولة لأهمية الناس وموقعهم في قلب المعادلة الوطنية.
واستعرض الدكتور سعيد الزغبي كيف واجهت مصر منذ 2011 قوى الشر التي كانت تسعى إلى تفكيك الدولة وإسقاطها في أتون الفوضى مثل: بعض دول الجوار.
وبين أن حديث الرئيس السيسي عن العناية الإلهية ودورها في إنقاذ مصر ليس فقط إيمانًا روحانيًا، بل تعبير عن حجم التحديات التي كادت أن تطيح بمؤسسات الدولة، لولا قدرة المصريين وقيادتهم على المواجهة والصمود.
وشدد على أن قوى الشر - كما وصفها الرئيس - كانت تستهدف الدولة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ولكن مصر خاضت هذه المعركة بتدرج ووعي، بدءًا من ثورة 30 يونيو التي مثّلت الانطلاقة الحقيقية نحو مشروع وطني شامل، وصولًا إلى الإصلاح المؤسسي والاقتصادي منذ عام 2015.
أشار الدكتور الزغبي إلى أن الدولة المصرية بعد 2011، وخاصة منذ بداية مرحلة البناء الحقيقي في 2015، تبنت مفهومًا جديدًا في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية، أطلق عليه مصطلح “الابتكار السياسي”، معتبرًا أن الرئيس السيسي هو من رسخ هذا المفهوم عبر سياسات تقوم على التوازن بين الأبعاد المختلفة: السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.
وشرح أن الابتكار السياسي لا يقتصر على الإدارة التقليدية، بل يشمل أيضًا بناء وعي شعبي جديد، وابتكار وسائل غير تقليدية في المواجهة، مثل التركيز على التنوير، والإصلاح المؤسسي، وإطلاق المشاريع القومية الكبرى في الصحة والتعليم والزراعة والتخطيط.
كما نوّه إلى أن الابتكار السياسي امتد إلى السياسة الخارجية أيضًا، إذ تبنت مصر دبلوماسية متوازنة، تبعدها عن الارتهان لقوة دولية واحدة، وتفتح أمامها مجالات أوسع للتحالفات الإقليمية والدولية، بما يعزز من قدرتها على المناورة وتحقيق المصالح الوطنية.
في تحليله لخطاب الرئيس، توقف الزغبي عند السبع مفردات التي استخدمها الرئيس لتعريف الحرب، والتي لم تقتصر على السلاح فقط، بل شملت مفاهيم أعمق مثل: المعرفة، والعلم، والاقتصاد، والإرادة، والوعي.
وأشار إلى أن مواجهة مصر للإرهاب لم تكن أمنية فقط، بل كانت حربًا شاملة للوعي والبناء. واستشهد بعملية القضاء على الإرهاب في سيناء خلال عام 2018، التي كانت مكلفة ماديًا وبشريًا، لكنها شكلت نقطة تحول حاسمة في تحقيق الأمن القومي.
وأكد الدكتور الزغبي أن النجاحات الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها مصر، مثل انخفاض البطالة إلى 4.8%، ما كانت لتتحقق لولا دحر الإرهاب، موضحًا أن القضاء على قوى الظلام أتاح بيئة مستقرة للنمو والاستثمار، وأن المشروعات القومية جاءت نتيجة مباشرة لهذا الانتصار الأمني والسياسي.
وتحدث الدكتور الزغبي عن ما سماه "الابتكار العسكري"، وهو ما تجلى في تنويع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على حليف استراتيجي واحد كما كان في السابق.
وأوضح أن مصر خرجت من عباءة الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، وبدأت في التوجه شرقًا نحو قوى أخرى مثل الصين وروسيا، بل وانضمت إلى تكتلات اقتصادية وعسكرية جديدة مثل: مجموعة بريكس.
ولفت إلى أن هذا التحول أتاح لمصر حرية أوسع في بناء سياسات دفاعية مستقلة ومتنوعه، أثبتت فعاليتها خصوصًا خلال الأزمات العالمية مثل: الحرب الروسية الأوكرانية.
كما أشار إلى أن مصر وضعت أكثر من 13 سيناريو بديل لاستيراد القمح خلال هذه الأزمة، ما يعكس الرؤية الاستراتيجية الاستباقية التي تنتهجها القيادة المصرية.
الموقف المصري من غزة: قيادة إنسانية ودبلوماسية ذات بعد استراتيجي
وعند سؤاله عن تقييمه لموقف مصر تجاه الحرب على قطاع غزة، أشار الدكتور الزغبي إلى أن الابتكار السياسي والدبلوماسي ظهر بوضوح في إدارة هذه الأزمة. فقد تبنت مصر ثلاث مسارات متوازية: المسار الإنساني، والدبلوماسي، والسياسي طويل المدى.
المسار الإنساني تمثل في إدخال أكثر من 80% من المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، وفي بعض الحالات، عبر الجو بعد إغلاق المعبر من الجانب الإسرائيلي.
المسار الدبلوماسي انعكس في تحركات الرئيس المكثفة على الصعيد الدولي، لتذكير العالم بأن حل الأزمة يكمن في وجود دولة فلسطينية مستقلة، وليس فقط في وقف إطلاق النار.
المسار السياسي ارتبط بترسيخ مفهوم السلام المستدام، والعودة إلى حدود ما قبل 1967، وهو المطلب المصري الدائم الذي يعيد القضية إلى أصلها السياسي.
كما أشار الدكتور الزغبي إلى المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، المقرر عقده في القاهرة في نوفمبر المقبل، واعتبره خطوة جديدة تؤكد أن مصر لن تتخلى عن دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية.
مصر صوت العالم في القضية الفلسطينية
اختتم الدكتور الزغبي مداخلته بالتأكيد على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي ومتجذر، لا يرتبط بالمصالح أو الظرفيات.
واستشهد بأن مصر كانت أول من حارب من أجل فلسطين عام 1948، وهي اليوم تتحدث باسم المجتمع الدولي دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وشدد على أن الرئيس السيسي وضع القضية الفلسطينية في صلب السياسة الخارجية المصرية، ودفع باتجاه موقف دولي أكثر وعيًا بخطورة استمرار الاحتلال، مؤكدًا أن الشعب المصري بكافة مؤسساته سيبقى في صف الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة.
اقرأ أيضًا:
أستاذ علاقات دولية: مصر استحضرت العالم إلى قمة شرم الشيخ وأكدت ريادتها
خبيرة طاقة: مصر تخوض معركة تنموية تتجاوز البعد الاقتصادي إلى بناء الإنسان
ماذا قال الرئيس السيسي عن رفع أسعار البنزين خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة؟
رسائل الرئيس السيسي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ42 للقوات المسلحة 2025
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات