مدبولي: النيل قضية وجودية لمصر، ونتعامل مع تحديات المياه برؤية علمية وتكنولوجيا حديثة

الخميس 16/أكتوبر/2025 - 05:08 م

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن قضية مياه النيل تمثل لمصر قضية وجودية لا تقبل التهاون أو المساومة، مشددًا على أن التعاون العادل والمبني على المنفعة المشتركة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة لجميع شعوب دول حوض النيل.

وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تواجه منظومة مائية معقدة تتسم بمحدودية الموارد، إذ تعتمد البلاد بنسبة تتجاوز 98% على نهر النيل، في ظل تحديات سكانية متزايدة وانخفاض نصيب الفرد من المياه إلى ما دون حد الندرة المائية العالمي.

وأشار مصطفى مدبولي إلى أن الدولة المصرية لا تكتفي بتوصيف التحديات، بل تتبنى حلولًا علمية وعملية، إذ تم تنفيذ عدد من المشروعات الرائدة، من بينها محطات المعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي الأكبر على مستوى العالم، إلى جانب تحديث نظم الري واستخدام الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتقدير الاحتياجات المائية وتحليل التغيرات الساحلية.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، مساء اليوم، في ختام فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، المنعقد خلال الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعنوان: "حلول مبتكرة للتكيف مع تغير المناخ واستدامة المياه".

ورحب مدبولي بالمشاركين من أكثر من خمسين دولة حول العالم، مؤكدًا أن أسبوع القاهرة للمياه أصبح منصة عالمية تجمع صناع القرار والخبراء والباحثين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، ويعكس تزايد الوعي العالمي بأهمية التعاون لمواجهة التحديات المائية في ظل التغيرات المناخية.

وأوضح أن النسخة الثامنة من الأسبوع جاءت هذا العام بشعار “الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية”، وناقشت 5 محاور رئيسية مترابطة، هي: التعاون، والمناخ، والابتكار، والحلول القائمة على الطبيعة، واستدامة البنية التحتية.

وأشار إلى أن الفعاليات شهدت حوارًا جادًا بين الدول والمنظمات، خاصة حول قضايا الأمن المائي، والتمويل، والتكامل الإقليمي، موضحًا أن مصر تعتبر الأمن المائي أحد أركان الأمن القومي، وأن التعامل مع قضية نهر النيل يستند إلى احترام القانون الدولي ورفض أي سياسات أحادية في إدارة الموارد المائية المشتركة.

وانتقد رئيس الوزراء الأطراف التي تروج لمفاهيم مغلوطة بشأن ملكية النهر أو نسب المساهمة في مياهه، مؤكدًا أن نهر النيل نظام هيدرولوجي بيئي متكامل تشترك فيه دول الحوض بحقوق وواجبات متساوية، ولا يمكن استخدام التنمية كذريعة للإضرار بالآخرين.

وأكد مدبولي أن مصر ستظل شريكًا فاعلًا في دعم التنمية الإفريقية، عبر مشروعات واقعية في مجالات المياه والطاقة والزراعة، لافتًا إلى أن التنمية الحقيقية لا تنفصل عن مبدأ عدم التسبب في ضرر للغير، كما ينص عليه القانون الدولي.

واختتم رئيس الوزراء كلمته برسالة إلى المشاركين، قائلاً: “دعونا نغادر هذا الأسبوع حاملين رسالة واضحة: إن الماء ليس سببًا للنزاع، بل أساس للحياة والتعاون والسلام، ومن القاهرة - من قلب وادي النيل - نجدد العهد بأن تظل مصر رائدةً في إدارة مواردها، مؤمنةً بحق الجميع في التنمية، وبأن مستقبلنا المشترك يبدأ من قطرة ماء”.

اقرأ أيضًا: