الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

عقب نجاح قمة شرم الشيخ للسلام:

ماذا قدمت مصر لفلسطين؟ اللواء وائل ربيع يكشف عن خطة إعادة إعمار غزة

اللواء وائل ربيع
اللواء وائل ربيع

ماذا قدمت مصر لفلسطين،  رصد اللواء الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة والمتخصص في الأمن الإقليمي، الجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور مصر في تغيير الصورة الذهنية النمطية التي كانت سائدة لعقود حول الشعب الفلسطيني وحقه في الأرض. 

وأوضح، أن هذا التغيير ليس من باب المجاملة، بل هو حقيقة يشهد بها العالم، إذ أصبح ينظر للقضية الفلسطينية بشكل مغاير عما كان عليه سابقًا، حين كان البعض يشكك في أحقية الفلسطينيين.

وأشار إلى أن هذا التغيير اعتمد على 3 محاور رئيسية: أولها صمود الشعب الفلسطيني غير المسبوق خلال العامين الماضيين، حيث أصر الفلسطينيون على التمسك بأرضهم رغم محاولات التهجير، وتحركهم بين الشمال والجنوب عدة مرات في سبيل البقاء داخل الوطن، ثانيها، تمثل في وضوح وثبات الرؤية المصرية منذ 7 أكتوبر 2023.

وأكدت القيادة السياسية المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رفضها المطلق لأي تهجير للفلسطينيين، وحرصها على دعم صمودهم في أرضهم، مع التأكيد الدائم على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

ثالث هذه المحاور كان الإعلام، الذي أظهر وحشية ما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية وتعدٍ على حقوق الفلسطينيين، مما أثار موجات من التظاهرات العالمية في أوروبا وأماكن أخرى، تجاوزت حتى ما شهدته بعض الدول العربية.

شدد مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية، أن توقيع الاتفاق ليس نهاية، بل هو بداية مسار طويل ومعقّد يتطلب مفاوضات وصبرًا، خاصة في ملف إعادة الإعمار في غزة، وهو ملف بالغ الأهمية، وقد أولته مصر اهتمامًا خاصًا، إذ لم تقتصر الجهود المصرية على دعم حقوق الفلسطينيين إعلاميًا وسياسيًا فقط، بل امتدت إلى التخطيط المستقبلي لإعادة إعمار القطاع.

وأشار، إلى وجود خطة هندسية كاملة أعدتها الدولة المصرية لإعادة إعمار غزة، وقد تم عرضها على الشاشات المصرية، مشيدًا بجودة التصميم وشمولية الخطة التي تراعي كافة الجوانب، من التسكين المؤقت إلى إعادة بناء البنية التحتية، كما أكد على جدية القيادة السياسية المصرية، إذ أعلن الرئيس السيسي عن عقد مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في نوفمبر المقبل، أي بعد أسبوعين فقط، في تحرك سريع يعكس الحرص على التنفيذ وليس فقط على التخطيط.

واعتبر أن مصر كانت سبّاقة على هذا الصعيد، ولم يسبقها أحد في طرح خطة إعادة إعمار بهذا الحجم والدقة، ذاكرًا أن ما تم تدميره في قطاع غزة يحتاج إلى ما قد يصل إلى 50 مليار دولار، مشيرًا إلى حجم الركام الذي يحتاج إلى إزالته، وقدره البعض بالمليارات من الأطنان، مؤكدًا أن حجم الكارثة في غزة لا يمكن تصوره إلا لمن شاهد المعاناة اليومية لأهالي القطاع الذين لا يستطيعون تمييز منازلهم وسط الأنقاض.

وأكد أن هذا الصمود من الشعب الفلسطيني، رغم المعاناة، يعكس وعيًا شديدًا بأهمية التمسك بالأرض، حيث فضّل البعض الإقامة فوق ركام بيوتهم على مغادرتها، وهو دليل حي على أن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم مهما كانت الظروف، مضيفًا أن هذا الوعي الشعبي، إلى جانب التخطيط المصري، يجب أن يُستثمر في المرحلة المقبلة للبناء على حالة الزخم الدولي غير المسبوقة الداعمة للقضية.

توحيد الصف الفلسطيني، مصر تستضيف مؤتمر للفصائل الشهر المقبل

وفي هذا السياق، شدد على أن أحد أهم الملفات التي يجب العمل عليها فورًا هو توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما تعكف مصر على ترتيبه من خلال مؤتمر مرتقب للفصائل الفلسطينية في الشهر المقبل. 

ولفت إلى أن الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية كان أحد الأسباب التي أدت إلى ضعف القضية الفلسطينية لفترات طويلة، وكان لسياسات إسرائيل دور كبير في تعميق هذا الانقسام، خاصة في عهد نتنياهو.

وأوضح أن أي تقدم حقيقي في القضية الفلسطينية يستوجب وحدة وطنية فلسطينية، تستطيع أن تتحدث بصوت واحد أمام المجتمع الدولي، لتكتسب المصداقية المطلوبة، مؤكدًا أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، هو الضمان الأول لاستمرار الضغط الدولي لصالح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفي ما يخص الضمانات الدولية لتنفيذ الاتفاق، أبدى اللواء وائل ربيع تحفّظًا، قائلًا إن هناك من المتفائلين - وهو أحدهم - من يتخوف من احتمالية تراجع إسرائيل عن التزاماتها، ولكن في ذات الوقت أشار إلى أن التوقيت مختلف الآن، فالدعم الدولي والتأييد الشعبي العالمي غير مسبوق، وهناك 4 جهات ضامنة للاتفاق: مصر، قطر، تركيا، والولايات المتحدة، إلى جانب دعم كبير من قوى دولية كألمانيا، فرنسا، بريطانيا، باكستان، وإيطاليا.

وأكد أن تلك الدول أصدرت مواقف واضحة برفضها تصدير السلاح لإسرائيل، أو التعاون معها عسكريًا، وهو ما يمثل ورقة ضغط مهمة. 

كما أشار إلى أن الزخم الدبلوماسي الذي وفرته مصر من خلال مؤتمر شرم الشيخ الأخير، كان أحد العوامل الرئيسية التي تضيق هامش المناورة أمام الحكومة الإسرائيلية.

وبالحديث عن نزع سلاح حماس، أشار إلى تعقيد المسألة، موضحًا أن القانون الدولي لا يمنع المقاومة المسلحة طالما أن هناك احتلالًا قائمًا، وهو ما تستند إليه حماس في موقفها الرافض لتسليم سلاحها. 

وأكد أن أي حديث عن نزع السلاح يجب أن يكون جزءًا من منظومة كاملة تشمل تسليم السلطة الفلسطينية الموحدة للقطاع، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وبدء الإعمار.

وأوضح أن المطالبة بنزع سلاح حماس دون منح الفلسطينيين دولة حقيقية وسلطة مستقلة أمر غير واقعي، كما شدد على أهمية تحديد ما المقصود بنزع السلاح، متسائلًا: هل المطلوب إزالة البنادق الخفيفة أم الأسلحة الثقيلة؟ وأكد أن مصر تسعى لخلق توازن سياسي وأمني يتيح استقرار الوضع، عبر مسارات متوازية: إعادة الإعمار، توحيد السلطة، وضمان الأمن.

وشدد ربيع على أن أي تقدم في المسار السياسي لا يمكن أن يتحقق دون ضغط دولي مستمر، ووحدة وطنية فلسطينية حقيقية، ومتابعة تنفيذية دقيقة لكل ما تم الاتفاق عليه. 

كما أعاد التأكيد على أهمية الدور المصري المركزي في كل ما يجري، وأن القاهرة لا تزال هي الضامن الأكثر جدية للقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضًا:

هل نجحت قمة شرم الشيخ للسلام 2025؟ المستشار إبراهيم الديب يوضح

رسائل قمة شرم الشيخ للسلام 2025، أستاذ علوم سياسية يكشف التفاصيل

ترامب من قمة شرم الشيخ: اتفاقات أبراهام وضعت الأساس لسلام حقيقي في المنطقة

قمة شرم الشيخ للسلام 2025، ترامب يغادر مصر بعد توقيع اتفاق انهاء حرب غزة

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات

تم نسخ الرابط