ماذا فعلت مصر لفلسطين اليوم 2025، خبير: منعت التهجير وأفشلت مخطط إسرائيل

الجمعة 10/أكتوبر/2025 - 09:49 م

دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، أكد الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، أن الدور الذي لعبته مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لم يكن دورًا عابرًا أو بروتوكوليًا، بل مثّل محورًا أساسيًا في حماية القضية الفلسطينية ومنع تهجير سكان قطاع غزة، منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي.

وأوضح الدكتور تركي أن مصر التزمت بمواقفها الثابتة تجاه الحقوق الفلسطينية، وفعّلت أدواتها السياسية والدبلوماسية والإنسانية بشكل متكامل، مما ساهم في التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان، وفتح مسارات دخول المساعدات الإنسانية، والبدء في جهود إعادة الإعمار.

وأشار الدكتور إسماعيل تركي إلى أن الموقف المصري الثابت كان حجر الزاوية في عملية التهدئة، رغم محاولات بعض الجهات المشبوهة التقليل من دور القاهرة أو التشكيك فيه، لافتًا إلى مشاهد عودة الغزيين إلى منازلهم المدمرة ورفعهم الأعلام المصرية فوق قوافل الإغاثة، كمؤشر على عمق التقدير الشعبي للدور المصري.

اقرأ أيضًا:

رئيس الوزراء يُثمن الجهود الدولية في تسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب

فرحة مدبولي وعبدالعاطي، صورة بالأمم المتحدة تكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

سنجر: توافق مصري - أمريكي لحل القضية الفلسطينية

وزير الخارجية: القضية الفلسطينية في صدارة المباحثات المصرية الأردنية بالقاهرة

أوضح أستاذ العلوم السياسية أن مصر تمتلك خبرات تاريخية طويلة في إدارة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وتتمتع بقدرة عالية على التواصل مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وليس فقط حركة حماس، مضيفًا أن مصر، منذ أربعينات القرن الماضي، كانت طرفًا فاعلًا في كل مراحل النزاع والتسوية، مما أكسبها ثقة الأطراف المتنازعة وقدرة على التأثير.

وأشار إلى أن إسرائيل تدرك جيدًا أهمية الدور المصري، خاصة في ظل حفاظ القاهرة على اتفاقية السلام لعدة عقود، وتحركاتها المتقدمة في كشف المخططات الإسرائيلية، والتي ساهمت في حشد الدعم الدولي تجاه غزة، ودفع العديد من الدول لتبني الرؤية المصرية بشأن التهدئة.

وكشف الدكتور إسماعيل تركي عن وجود تحول ملحوظ في الموقف الأمريكي، الذي انتقل من دعم غير مشروط لإسرائيل إلى تبني خطط تهدئة تتماشى مع المبادرة المصرية، معتبرًا أن هذا التحول وفر غطاءً سياسيًا للمفاوض المصري، بقيادة جهاز المخابرات العامة، للضغط على الطرفين وتحقيق نتائج ملموسة.

في الجانب الإنساني، شدد الدكتور تركي على أن مصر كانت أول من تحرك على الأرض، حيث جُهزت مدينة العريش ومرافقها اللوجستية لاستقبال المساعدات، كما شارك أكثر من 35 ألف متطوع من الهلال الأحمر المصري، ونحو 10 آلاف من الجمعيات الأهلية، في جهود الإغاثة، مما مكّن مصر من إدخال ما يزيد عن 70% من المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكد أن هذا التحرك لم يكن فقط لأسباب إنسانية، بل يأتي أيضًا في إطار الحفاظ على الأمن القومي المصري، من خلال منع التهجير وتثبيت السكان في أماكنهم.

وأوضح إسماعيل تركي أن أكثر من 11 ألف فلسطيني، غالبيتهم من غزة، يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية، في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالبنية الطبية في القطاع، لافتًا إلى تنظيم زيارات ميدانية لقادة ودبلوماسيين دوليين مثل: الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني، للاطلاع على الوضع الإنساني عن قرب.

كما أشار إلى أن مصر تعمل بشكل فعّال داخل غزة، عبر لجنة دولية تدير عملية إزالة الأنقاض وفتح الطرقات، إلى جانب إنشاء مراكز ومخيمات لإيواء المتضررين من العدوان.

واستقبلت القوافل المصرية مئات العائلات الغزية التي فقدت منازلها، مع توقعات بتوسعة هذه الجهود خلال المرحلة المقبلة.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور تركي على أن الدور المصري لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه، إذ استخدمت القاهرة كافة أوراقها السياسية والإنسانية لإفشال المخططات الإسرائيلية.

وعبر الغزيون عن امتنانهم العميق لهذا الدور، مؤكدين أن تدخل مصر كان حاسمًا في منع إبادة القطاع وتهجير سكانه.