أستاذ علوم سياسية: دور مصر في وقف إطلاق النار في غزة تاريخي

الجمعة 10/أكتوبر/2025 - 09:45 م

حل الدولتين، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تحويل غزة إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، كانت تحمل في طياتها هدفين رئيسيين؛ أولهما أن ترامب لم يكن مطلعا على الواقع الحقيقي في القطاع، إذ كانت المعلومات تنقل إليه عبر سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل صورة منقوصة وغير واقعية، وثانيًا، كان يسعى لاختبار ردود الفعل الإقليمية، لا سيما من مصر ودول الخليج، عبر طرح إغراءات اقتصادية كبرى لتسويق المشروع.

وأشار سلامة إلى أن مصر، بقيادتها السياسية الواعية، تمكنت من تفنيد الادعاءات الإسرائيلية وتقديم صورة دقيقة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، والتي تعتبر غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وبين أستاذ العلوم السياسية، أن التواصل المستمر من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الإدارة الأمريكية ساهم بشكل واضح في تغيير مواقف واشنطن، وأعاد تسليط الضوء على المسؤولية السياسية والإنسانية التي تتحملها الولايات المتحدة تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضًا:

الرئيس السيسي يرحب بانعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك ويصفه بـ"الفرصة التاريخية"

أبو الغيط: حل الدولتين الضامن لبقاء مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة

وزير الخارجية في مؤتمر حل الدولتين: القضية الفلسطينية القضية المركزية في المنطقة

الخارجية: مشاركة مصر بمؤتمر حل الدولتين انطلاقا من دورها لدعم القضية الفلسطينية

وحول طبيعة الهدنة الحالية، أوضح سلامة أنها تختلف جذريًا عن سابقاتها في نوفمبر أو يناير الماضيين، إذ تحظى هذه الهدنة بدعم عربي واسع وغطاء دولي كبير للقضية الفلسطينية، وهو ما تجلى بوضوح في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين.

ونوه الدكتور حسن سلامة بأن هذا التقدّم جاء نتيجة جهد دبلوماسي مصري خالص، ساهم في تحريك الرأي العام العالمي وتفنيد الرواية الإسرائيلية، مشددًا على أن مصر لا يمكن تجاوزها في أي تسوية تخص القضية الفلسطينية، أو أي من قضايا الإقليم، فهي دولة محورية ومفتاحية.

وأضاف حسن سلامة أن مصر تطرح دائمًا حل الدولتين كخيار عادل ومنصف، وتعترف بجميع الأطراف، دون انحياز، بخلاف بعض القوى التي تدّعي الوساطة وهي منحازة بالكامل، بحسب تعبيره.

وأكد أن موقف مصر لا يدعو إلى إلغاء إسرائيل أو إقصائها، بل يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل، على أساس العدالة واحترام الحقوق، وليس من منطلق فرض القوة.

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني الداخلي، أشار الدكتور حسن سلامة إلى أن أي تسوية سياسية لا يمكن أن تتم دون إنهاء الانقسام الفلسطيني، كاشفًا عن استعداد مصر لاستضافة مؤتمر وطني جامع يضم نحو 14 فصيلًا فلسطينيًا، في لحظة وصفها بـ"المفصلية" في تاريخ القضية الفلسطينية.

واختتم الدكتور سلامة تصريحه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب تحت الاحتلال، بل هي قضية عربية ومصرية في جوهرها.

وقال: "لن تهدأ المنطقة ما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة"، مستشهدًا بتصريح الرئيس السيسي: “أعطوا الفلسطينيين حقهم أولًا، ثم تحدثوا عن السلام والتنمية”، مشددًا على أن الاستقرار الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون عدالة سياسية وإنصاف حقيقي للشعب الفلسطيني.