رب ضارة نافعة، كيف تستفيد مصر من فيضانات النيل في الصحراء الغربية؟

اقترح الدكتور عبدالعزيز الكفراوي رئيس لجنة التدريب بنقابة مهندسين القاهرة، و ابن الوزير الراحل حسب الله الكفراوي، الاستفادة من فيضانات نهر النيل في توشكى لإقامة مناطق سكنية باتجاه الشمال إلى منطقة الواحات بمسافة حوالي ١٧٠ كم شمالا.

وكتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "واضح جدا إن السيطرة على السد الإثيوبي أصبحت منفلتة وأن العواقب ربما غير مقدرة …. تناقلت بعض الأخبار (وإن صحت ) والفيديوهات المنقولة عن أفراد عن إنه بعد امتلاء منخفضات توشكي بالكامل ….فاضت واندفعت المياه نحو الشمال إلى منطقة الواحات بمسافة حوالي ١٧٠ كم…شمالا …المسافة كلها بالصحراء ليس بها مناطق سكنية …. المسار رسمته المياه ذاتيا على الأرض وهذا مؤشر خير يمكن على أساسه البدء فورا في عمل مسار جديد نحو الشمال أتي بالانحدار الطبيعي إلى الميول الطبيعية بالمنطقة …. ممكن جدا الاستفادة من تلك الظاهرة الطبيعية بالامتداد أكثر نحو الشمال وربما ملء منخفض القطارة بالفائض من ذلك الطوفان المصطنع… وأيضاً تحسبا لأي تصرف عدائي مستقبلا….من قِبل أعداء مصر …أرى دوما رحمة ربنا سبحانه وتعالى موجودة …ويمكن جدا وإن صحت تلك المعلومة أن نستفيد بالرحمات من بطون الأزمات …بالبدء في تنفيذ محور مائي للتنمية بجنوب مصر ممتد إلى ما شاء الله بالتنمية والتعمير ….نحن شعب مجتهد ويعمل …وثقتي أن المولى عز وجل سينجينا لأننا عندما تأتينا الأخطار والأزمات ….كنا دوما مستعدين وجاهزين…أرجو من عنده معلومة عن هذا الأمر أن يؤكدها".

نظام إدارة المياه في مصر

مما لا شك فيه أن منخفضات توشكى (التي تشكلت فيها بحيرات توشكى) هي جزء حيوي من نظام إدارة المياه في مصر، وتعمل كـ صمام أمان طبيعي للسد العالي.

مفيض توشكى هو قناة مصممة لـ تصريف المياه الزائدة من بحيرة ناصر (خلف السد العالي) عندما يتجاوز منسوب المياه الحد الآمن (عادة 178 مترًا). تتدفق هذه المياه عبر قناة المفيض إلى سلسلة من المنخفضات الصحراوية الطبيعية، مشكلة ما يُعرف باسم بحيرات توشكى.

عندما تكون سنوات الفيضان قوية جداً، وتمتلئ البحيرات بأقصى سعتها التخزينية (التي قدرها بعض الخبراء بين 80 إلى 120 مليار متر مكعب)، فإن المياه الفائضة تستمر في التدفق والانتشار في المنخفضات المتصلة بها في الصحراء الغربية، وهو ما يفسر وصول المياه إلى مسافات بعيدة نحو الشمال.

تأثير انتشار المياه نحو الواحات

على الرغم من أن التقارير الحديثة من خبراء الموارد المائية تشير إلى أن بحيرة السد العالي لم تصل بعد إلى مرحلة تتطلب فتح مفيض توشكى بشكل كامل لتصريف مياه فيضان "غير مسبوق" نحو الواحات (مع نفي بعض الشائعات حول ذلك)، إلا أن ظاهرة تمدد المياه عندما تمتلئ البحيرات هي ظاهرة طبيعية، ولها تأثيرات بيئية وزراعية مهمة على المنطقة المحيطة.

يعد تغلغل كميات ضخمة من مياه الفيضان العذبة في المنخفضات عاملاً رئيسياً في تغذية الخزان الجوفي للمياه في الصحراء الغربية. هذا التغذية الحيوية تدعم آبار المياه الجوفية التي تعتمد عليها مناطق الواحات القريبة (مثل واحة العوينات).

ويؤدي تشكّل مسطحات مائية ضخمة (بحيرات توشكى) إلى زيادة نسبة الرطوبة في الجو المحلي، مما يخلق مناخاً أفضل للزراعة في المنطقة القريبة ويدعم نمو محاصيل محبة للرطوبة.

المياه التي تصل إلى منخفضات توشكى تكون قد وصلت قبل بناء السد العالي، وهي محملة برواسب وطمي النيل القادم من الهضبة الإثيوبية، مما يزيد من خصوبة الأراضي التي تلامسها المياه بشكل مباشر.

لا يمكن إعادة المياه التي تتدفق إلى منخفضات توشكى وبحيراتها مرة أخرى إلى مجرى النيل أو بحيرة ناصر بسبب طبيعة انحدار الأرض، مما يعني أن كميات ضخمة من المياه تتبخر من هذه المسطحات المائية الصحراوية.

وإذا كان التدفق غير متحكم به، فإنه قد يهدد انتشار المياه بشكل كبير البنية التحتية القائمة أو المناطق الزراعية في الواحات الأقرب مسافة.

باختصار، يمثل تمدد المياه من منخفضات توشكى نحو الشمال نتيجة الفيضانات العالية ظاهرة بيئية هامة، حيث تعمل على زيادة المخزون المائي الجوفي، لكنها في نفس الوقت تمثل فقداناً لكميات ضخمة من المياه من خلال التبخر.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.