النقل تسير الرحلة الـ22 من قطارات العودة، مصر تواصل احتضان الأشقاء السودانيين
في محطة القطار، وبين صوت صفارات المغادرة وهمسات الوداع، تصطف حقائب كثيرة، لا تحمل فقط ملابس أو مقتنيات، بل ذكريات لرحلة قاسية عاشها الآلاف من الأشقاء السودانيين على أرض مصر، حيث وجدوا الملاذ والسكينة في وقت كانت فيه بلادهم تضج بالصراعات.
اليوم، تواصل مصر احتضانها لهؤلاء الأشقاء، ولكن هذه المرة في طريق العودة إلى الوطن، ففي مشهد إنساني مهيب، تستعد الهيئة القومية لسكك حديد مصر لتسيير القطار الثاني والعشرين من قطارات العودة الطوعية، المبادرة التي أطلقتها الحكومة المصرية لتأمين عودة آمنة وكريمة للسودانيين المقيمين في مصر، الذين اختاروا الرجوع إلى بلادهم بعد أن بدأت ملامح الاستقرار تعود تدريجيًا.
اقرأ أيضًا:
اليوم، رحلة جديدة لعودة السودانيين طواعيةً إلى بلدهم من محطة مصر
بالصور، السكة الحديد تسير الرحلة الـ20 ضمن مبادرة العودة الطوعية للأشقاء السودانيين
عودة السودانيين من مصر الى السودان، النقل تسير الرحلة الطوعية الـ18 (صور)
بالصور، انطلاق الرحلة الـ19 لقطارات عودة السودانيين الطوعية من مصر إلى السودان
القطار المقرر انطلاقه مساء اليوم من محطة القاهرة إلى محطة السد العالي، ليس مجرد وسيلة مواصلات؛ بل هو شريان من جسور المحبة التي تمتد بين مصر والسودان.
ومنذ انطلاق المبادرة، لم يكن الأمر مجرد تنظيم رحلات، بل مشروع إنساني متكامل، نفذ بدقة ورعاية على أعلى المستويات، بتوجيهات من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل.
عشرون ألف قصة.. وعشرون ألف وداع
خلال الأشهر الماضية، نجحت الهيئة في نقل أكثر من 20 ألف راكب سوداني عبر 21 رحلة سابقة، كان آخرها القطار الحادي والعشرين الذي انطلق يوم الثلاثاء 30 سبتمبر، ووصل إلى السد العالي ليلًا، بعد أن حُمل بمشاعر مختلطة بين الحنين والقلق، بين شكرٍ عميق لمصر، وتطلّع نحو بداية جديدة في السودان.
في كل عربة من عربات القطار، ثمة حكاية: أم تحتضن أطفالها، شاب يتطلع إلى العودة لبناء وطنه، أو مسن يودع مصر بعد أن عاش على أرضها سنوات، وفي هذا القطار لا تصدح الأغاني، بل الأصوات الخافتة التي تحكي عن أخوّة بين شعبين جمعتهما الجغرافيا، والتاريخ، والمصير.
الرحلات تتم وفق خطة منظمة وضعتها الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالتعاون مع الجهات المعنية، إذ يتم تأمين القطارات وتوفير الخدمات الطبية والإدارية اللازمة، إلى جانب مرافقة منسقين لضمان راحة الركاب على مدار الرحلة الطويلة.
كما يتم تخصيص القطار فور عودته إلى محطة أسوان لخدمة الركاب المحليين، حيث ينطلق مجددًا في اليوم التالي الساعة 11:30 صباحًا، في تأكيد على كفاءة إدارة الموارد ودقة التشغيل.
المبادرة المصرية ليست فقط حلًا لظرف إنساني، بل تأكيد على متانة العلاقة بين القاهرة والخرطوم، إنها رسالة واضحة من الشعب المصري، تقول: “نحن معكم في المحنة، كما كنا دومًا في السراء والضراء”.
وبينما تتحرك عجلات القطار على القضبان، تتحرك معها قلوب كثيرة، بعضها يتجه جنوبًا نحو الوطن، وبعضها سيظل ممتنًا للبيت الذي فتح ذراعيه وقت الشدة.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.
