أسرة سودانية بأكملها تفقد بصرها لهذ السبب وتحفظ القرآن، ما القصة؟

تعيش أسرة سودانية في قرية تابعة لمدينة الفاو، بولاية القضارف شرق السودان، التي تقع على بعد 251 كليو مترًا شرق العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تعرضت الأسرة لمأساة إنسانية، وأصبحت من مجرد حادث عادي إلى قضية رأي عام.
أسرة سودانية بأكملها تفقد بصرها لهذ السبب وتحفظ القرآن، ما القصة؟
أصيب عشرة أفراد من العائلة السودانية بفقد بصرهم بالكامل، بعد أن تعرضوا للإصابة بمرض "الجلوكوما" الوراثي، المعروف شعبيا بداء "الماء الأسود"، وفي الوقت نفسه يعاني باقي أفراد العائلة من نفس هذا المصير، حيث يبدا المرض بالعمى تدريجيًا ثم ينتهي بالعمى.

تضم الأسرة السودانية التي تقع ضحية الإصابة بمرض الجلوكوما "الماء الأسود" 31 فردًا، تكافح من أجل العيش للحصول على لقمة العيش، وسط هموم مثقلة بتكاليف العلاج والديون، في ظل انعدام وجود أي دعم رسمي من جانب الجهات الرسمية في السودان، وسط تصريحات ووعود كاذبة.
بداية قصة الأسرة السودانية مع مرض الماء الأسود
يحكي أحد أفراد العائلة السودانية، ويدعى سيبويه حسب الله آدم، أحد أفراد الأسرة، عن تفاصيل رحلة عائلته مع المرض اللعين، موضحًا أن رحلة المعاناة بدأت مع والده عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وظهرت عليه أعراض ضعف شديد في النظر أثناء رعي الأغنام.
ويشير سيبويه إلى أن الأمر تطور سريعًا إلى فقدان بصره بالكامل، مضيفًا بقوله: "في البداية لجأنا إلى المعالجين الشعبيين، ثم سافر والدي وأخي يوسف إلى الخرطوم عام 2005، حيث تبيّن أن المرض هو جلوكوما وراثية".
انتشار مرض الجلكوما "الماء الأسود" بين الأبناء
ويوضح سيبويه، أن المرض بدأ يتفشى داخل الأسرة، بسرعة كبيرة كالنار في الهشيم، حيث فقد أخ الأكبر يوسف بصره، ثم لحق به سيبويه نفسه، ثم أعقبه خمس من شقيقاته، وصولاً إلى الشقيق الأصغر هشام.
وأضاف سيبويه، أنه تم إجراء العديد من العمليات الجراحية، داخل المستشفيات المتخصصة بالعاصمة السودانية بالخرطوم، ولكن محاولات الأطباء باءت بالفشل، ولم تُفلح في وقف تقدّم المرض، لتسفر عن إصابة عشرة أفراد وأصبحوا مكفوفين بالكامل، وبقي الآخرون على حافة العمى.
ويؤكد سيبويه، أن الطفل عندما يولد يتم ولادته بشكل طبيعي، لكن ما إن يصل إلى سن السابعة أو الثامنة، تظهر لديه علامات ضعف في النظر، يتطور تدريجيًا حتى يصل إلى فقدان البصر التام.
حياة يومية شاقة بسبب الماء الأسود “الجلوكوما”
ورغم قسوة التجربة، تحول الأسرة السودانية التكيّف مع واقعها المرير، يقول سيبويه: "لم نستعمل يوماً عصا المكفوفين. نمارس حياتنا بشكل طبيعي. أعمل أنا وبعض إخوتي في نسج الأسِرّة التقليدية المعروفة محلياً بـ (العناقريب) المصنوعة من الخشب الخام والمشدودة بحبال من سعف النخيل أو الحبال البلاستيكية".
أما الوالد، فقد عمل في مهن متعددة قبل أن تنهك صحته بسبب إصابته بمرض السكري، بينما عانى الابن الأصغر "هشام" من صدمة نفسية قاسية، لكنه اليوم يواصل دراسته بمساعدة معلميه.
ويؤكد الأب حسب الله آدم أن الأطباء أبلغوه قبل عشرين عامًا، بأن جميع أبنائه سيُصابون بالعمى، وهو ما تحقق تدريجيًا.
عبء اقتصادي وضغوط المعيشة
تتفاقم مأساة الأسرة مع الضغوط المعيشية. يقول سيبويه: "نعيش على الديون، ولدينا التزامات مالية تجاه المركز الصحي. لم نتلقَ أي دعم حكومي ثابت، فقط وعود لم تُنفذ".
عزاء بالإيمان وحفظ القرآن
ورغم المصاعب، وجدت الأسرة عزاءها في الإيمان والقرآن الكريم، إذ أتم سيبويه ومعظم شقيقاته حفظ القرآن في خلاوي ولاية الجزيرة، ويقول: "نحمد الله على كل حال، فقد جعلنا هذا الابتلاء أكثر قرباً من كتاب الله، وأشد رضاً بالقضاء والقدر".
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.