مع استمرار تدفق المياه من سد النهضة، هل من الممكن أن ينهار سد الروصيرص؟

مع استمرار تدفق المياه بغزارة من مفيض سد النهضة الإثيوبي، بات من الممكن أن ينهار سد الروصيرص، لكن هذه المخاطرة ترتبط بظروف معينة بالغة الخطورة، وتعتبر سيناريو كارثيًا يركز عليه الخبراء عند الحديث عن التأثيرات السلبية لـسد النهضة الإثيوبي.
وسد الروصيرص (خزان الرُوصِيْرِص) هو أحد السدود الكهرمائية الرئيسية في السودان، ويقع على النيل الأزرق بالقرب من مدينة الروصيرص بولاية النيل الأزرق. يعتبر هذا السد ذا أهمية استراتيجية قصوى للسودان، خاصة بعد إنشاء سد النهضة الإثيوبي (GERD) في المنبع.
الخطر الأكبر الذي يواجه سد الروصيرص حاليًا لا يتعلق بالضرورة بضعف هيكلي داخلي في السد، بقدر ما يتعلق بـالضغوط المائية الهائلة التي قد تفرض عليه بسبب سد النهضة الواقع في المنبع.
العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر انهيار سد الروصيرص
الخبراء المائيون في المنطقة، خاصة في السودان ومصر، يركزون على أن السيناريو الأكثر خطورة هو التدفق المفاجئ وغير المنضبط للمياه من سد النهضة.
وأشاروا إلى أن سد الروصيرص (في السودان) هو أقرب سد إلى سد النهضة الإثيوبي، ومن ثمّ إذا قامت إثيوبيا بـتصريف كميات ضخمة جداً ومفاجئة من المياه عبر بوابات سد النهضة، خاصة في غير مواسم الفيضان المعتادة أو في أوقات يكون فيها سد الروصيرص ممتلئاً، فإن هذه الموجة المائية العملاقة قد تشكل صدمة مائية قوية (Hydraulic Shock) تفوق قدرة سد الروصيرص على التصريف أو التحمل.
وأوضحوا أن قدرة السدود السودانية، مثل الروصيرص وسنار، على امتصاص وإدارة تدفقات بهذا الحجم تكون محدودة جداً، مما يهدد بـتجاوز طاقة التصريف أو التسبب في فيضانات طوفانية.
أيضًا في مواسم الفيضانات، فإنه إذا استمر سد النهضة في تصريف كميات كبيرة جداً من المياه بشكل إجباري (كإجراء لتخفيف الضغط عن جسم سد النهضة نفسه بسبب زيادة التخزين)، فإن بحيرة سد الروصيرص قد تمتلئ وتتجاوز منسوب التخزين الآمن بسرعة كبيرة.
وحذر الخبراء من أن هذا الارتفاع السريع وغير المتوقع في المنسوب يزيد الضغط على هيكل السد وقد يعرضه لخطر التآكل أو الانهيار الجزئي أو الكلي.
ونوه الخبراء في تقارير بحثية، إلى أن سد الروصيرص هو سد قديم نسبياً، على الرغم من أعمال التعلية التي تمت له، فإن عمره التشغيلي الطويل يجعله أكثر عرضة للمخاطر مقارنة بالسدود الحديثة، خاصة في ظل الظروف المائية غير المسبوقة التي يخلقها وجود سد النهضة.
هذا يعني - وفق الخبراء - أن سد الروصيرص قد يكون على وشك الانهيار في أي لحظة، أو على الأقل أصبح معرضاً لسيناريوهات انهيار ناجمة عن سوء إدارة أو فشل محتمل في سد النهضة الإثيوبي، وهي المخاطر التي لا يستطيع السودان التحكم بها بمفرده. إذا انهار السد، فإن الدمار سيكون كارثياً على المناطق المجاورة في السودان.
من جانبه، حذر الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، من استمرار الفيضان العالي من سد النهضة، بالتزامن مع توالى فيضان نهر النيل، مؤثراً على مناطق عديدة في السوان لليوم السادس على التوالي، منبهاً إلى احتمالية انهيار سد الروصيرص في السودان، إذا استمر التصريف الكبير لأسبوع آخر أو أقل.
وقال شراقي، عبر فيسيوك، اليوم ، إن مياه التصريف من سد النهضة انخفضت قليلاً أمس الثلاثاء، إلى 633 مليون م3 بدلاً من 750 مليون م3، إلا أنه يظل مرتفعاً أكثر من ضعف الإيراد الطبيعي في هذا الوقت 300 مليون م3، مشيراً إلى أن الصور الفضائية تظهر غمر مياه الفيضان كثيراً من الأراضي الزراعية وبعض القرى على طول النيل الأزرق ومنطقة الخرطوم والنيل الرئيسي شمال الخرطوم.
شراقي أكد أن السد العالي يستقبل مياه الفيضان بكفاءة منذ أوائل سبتمبر من السدود السودانية وحالياً من فيضان سد النهضة بالإضافة إلى باقي المصادر.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.