الأربعاء 01 أكتوبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مصرع سفير جنوب أفريقيا في فرنسا بظروف غامضة، هل يقف الموساد وراء اغتياله ولماذا؟

هل يقف الموساد وراء
هل يقف الموساد وراء مقتل سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا؟

بكل تأكيد، حادث وفاة سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل متيتوا، أثار الكثير من الغموض والجدل، خاصةً مع الظروف التي أحاطت بالعثور على جثته.

فقد عُثر على جثة السفير نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا (58 عامًا) في باريس يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025.

وتم العثور على الجثة أسفل فندق شاهق (فندق حياة غرب باريس)، وتشير التقارير الأولية إلى أنه سقط من نافذة في الطابق الـ22 من الفندق.

الغموض يحيط بالحادث، خاصةً بعد أن أبلغت زوجته عن اختفائه بعد تلقيها رسالة "مقلقة" منه، ووجود تقارير تشير إلى أن نافذة الغرفة في الطابق الـ22 قد "فُتحت عنوة" رغم كونها آمنة.

فندق حياة غرب باريس

وكانت زوجته قد أبلغت عن اختفائه قبل يوم، بعد أن وصلتها منه رسالة نصية "مقلقة" عبر الهاتف مساء اليوم السابق.

مكتب المدعي العام في باريس فتح تحقيقًا في الحادث، وتتولى فرقة مكافحة الجرائم ضد الأشخاص (BRDP) التحقيق في القضية لتحديد ما إذا كانت الوفاة انتحارًا أم حادثًا أم عملًا إجراميًا.

تكهنات حول وقوف "الموساد" وراء الوفاة
بالنسبة للتشكك حول وقوف الموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) وراء الاغتيال، فإن هذه التكهنات يتم تداولها بكثرة في وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي، ولم يصدر أي تأكيد رسمي أو دليل يثبت ذلك من قِبل السلطات الفرنسية أو الجنوب أفريقية.

ترتبط هذه التكهنات بالتوتر الكبير في العلاقات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل في الفترة الأخيرة، خاصةً بعد دعوى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
فجنوب إفريقيا هي الدولة التي رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية في غزة. وقد أثار هذا الموقف غضبًا إسرائيليًا رسميًا كبيرًا.
وكانت العدل الدولية قد أصدرت أواخر يناير 2024 حكما أوليا في القضية، إذ أمرت إسرائيل باتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها لمنع الأعمال التي يمكن أن تندرج تحت اتفاقية الإبادة الجماعية.

سفير جنوب افريقيا

كما أمرت تل أبيب بمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والحفاظ على الأدلة بشأن الجرائم المرتكبة في القطاع.

وفي مايو الماضي، أصدرت المحكمة الدولية أمرا إلزاميا بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبي القطاع، لكن إسرائيل رفضت الامتثال للقرار.

لماذا السفير؟
اتهام الموساد بالوقوف وراء اغتيال السفير الجنوب إفريقي بباريس لم يأت م فراغ، فقد كان السفير مثيثوا وزيرًا سابقًا للشرطة، ثم وزيرًا للرياضة والثقافة، وهو شخصية ذات ثقل سياسي في بلاده، مما يجعل أي وفاة غير طبيعية له محط شبهات سياسية.

حتى الآن، تُجري السلطات الفرنسية تحقيقًا لتحديد سبب الوفاة، وتدور التكهنات حول إمكانية أن يكون انتحارًا (بسبب الرسالة المقلقة)، أو حادثًا، أو اغتيالًا سياسيًا، إلا أن ربط الاغتيال بالموساد يبقى الأقرب للتصديق نتيجة للعداء السياسي بين بريتوريا وتل أبيب.

مواقف السفير نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا ضد إسرائيل يرتبط أساسًا بالتوجهات العامة والسياسات الرسمية لبلاده، جنوب أفريقيا، والتي اتسمت تاريخياً بمعارضة قوية للاحتلال الإسرائيلي.

على الرغم من عدم توفر تصريحات محددة له كسفير في باريس تهاجم إسرائيل بشكل مباشر، فإن موقعه وخلفيته السياسية تعكس موقفًا واضحًا.

فقد كان السفير مثيثوا يمثل دولة هي الأكثر عداءً لإسرائيل على المستوى الدبلوماسي في الآونة الأخيرة. وقد تجسد هذا الموقف بشكل أساسي من خلال دعوى محكمة العدل الدولية، وبصفته سفيراً، كان مثيثوا ممثلاً لهذه السياسة العدائية في واحدة من أهم العواصم الأوروبية.

أيضًا كان مثيثوا قيادياً بارزاً في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، وهو الحزب الحاكم الذي يحمل إرث نضال نيلسون مانديلا ضد الفصل العنصري (الأبارتايد)، ويقارن علناً بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا السابق وسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

خلفيته في قيادة قطاعات حساسة وكونه عضواً في أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب الحاكم، يضعه في مصاف الشخصيات التي تنفذ سياسة الدولة، والتي كانت في الآونة الأخيرة سياسة صدام دبلوماسي مباشر مع إسرائيل.

باختصار، يمكن القول إن مواقف السفير نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا ضد إسرائيل لم تكن تصريحات فردية بقدر ما كانت تمثيلاً مباشراً وقوياً للسياسة الخارجية العدائية لجنوب أفريقيا، ولا سيما دوره في الفترة التي تصادمت فيها بريتوريا مع تل أبيب بشأن الحرب في غزة.

هذا الموقف السياسي القوي لبلاده هو الذي دفع بعض التكهنات غير الرسمية للربط بين وفاته الغامضة والاحتمال غير المؤكد لاغتيال سياسي.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط