خبير: زيارة رئيس سنغافورة لمصر يعكس التقدير للتجربة المصرية من نمر أسيوي
زيارة رئيس سنغافورة لمصر، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمؤسسة الأهرام، أن علاقات مصر وسنغافورة ممتدة وتجاوزت نصف قرن من التعاون والتفاهم، وقد شهدت هذه العلاقات تعزيزًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وصولًا إلى الزيارة الحالية للرئيس السنغافوري إلى القاهرة، والتي تحمل في طياتها العديد من الدلالات السياسية والاقتصادية.
أشار إلى أن زيارة الرئيس السنغافوري لمصر تكتسب أهمية خاصة، سواء من حيث التوقيت أو المخرجات المتوقعة.
زيارة رئيس سنغافورة لمصر تعكس انفتاح السياسة الخارجية على دول العالم
وأوضح أن هذه الزيارة تعكس انفتاح السياسة الخارجية المصرية على مختلف دول العالم، شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، حيث لا يترك الرئيس عبد الفتاح السيسي منطقة في العالم إلا ويطرق أبوابها، سعيًا لتعزيز المصالح الوطنية، ودعم الاقتصاد المصري، وفتح آفاق جديدة أمام السلع والمنتجات المصرية في الأسواق الخارجية، فضلًا عن الاستفادة من التجارب التنموية للدول الأخرى، وعلى رأسها تجربة سنغافورة.
وأضاف أن سنغافورة تُعد من دول النمور الآسيوية التي حققت طفرة اقتصادية كبيرة، مما يجعلها نموذجًا ملهمًا لمصر في بناء شراكات اقتصادية مع مختلف الدول.
كما أشار إلى أن العلاقات المصرية السنغافورية شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس السيسي، خاصة في منطقة جنوب وشرق آسيا، حيث أصبح التوجه نحو الشرق جزءًا أساسيًا من الأجندة المصرية، سواء على مستوى بناء الشراكات الاقتصادية أو الاستراتيجية.
سنغافورة خامس أكبر مستثمر أجنبي في السوق المصرية وصاحبة التجارب التنموية
وأكد الدكتور أحمد أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من زيارة ملك إسبانيا إلى مصر، ما يعكس التقدير الدولي المتزايد لمكانة مصر وثقتها الاقتصادية، فمصر اليوم تتمتع بفرص واعدة للاستثمار في مشروعاتها القومية العملاقة، وتتميز بالاستقرار السياسي والأمني، مما يجعلها بوابة مهمة للدول، وخاصة سنغافورة، نحو الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفيما يتعلق بالمخرجات الاقتصادية للزيارة، أوضح الدكتور أحمد أن التعاون بين البلدين يشمل زيادة حجم التبادل التجاري، وجذب المزيد من الاستثمارات السنغافورية، خاصة في مجالات البنية التحتية، مثل محور التنمية في قناة السويس، والمشروعات القومية في العاصمة الإدارية الجديدة. وأشار إلى أن سنغافورة تُعد خامس أكبر مستثمر أجنبي في السوق المصرية، وهي من الدول صاحبة التجارب التنموية والاقتصادية المتميزة.
إقرأ أيضًا
الرئيس السيسي يستقبل ملك إسبانيا بقصر الاتحادية (صور)
التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي
وفي هذا السياق، تناول الدكتور أحمد سبل الاستفادة من الخبرات السنغافورية في مجال التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، مؤكدًا أن الاقتصاد الدولي اليوم يقوم على فكرة التكامل وتبادل المزايا النسبية، فسنغافورة تمتلك مزايا اقتصادية عديدة، منها تجربة ريادة الأعمال، المشروعات الصغيرة، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مشروعات الطاقة المتجددة، ومصر بدورها تمتلك فرصًا استثمارية واعدة في مشروعاتها القومية، ولديها ميزة نسبية في مجال الطاقة، حيث أصبحت مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة، في إطار جهودها لمواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات.
كما أشار إلى أهمية التعاون في مجالات الثقافة والتنمية والتكنولوجيا، بما يعكس حرص مصر على تبادل الخبرات مع الجانب السنغافوري، وجذب المزيد من الاستثمارات، والاستفادة من التجربة التنموية التي جعلت من سنغافورة دولة ذات مكانة عالمية مرموقة.
كل ذلك يأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاقتصادية بين البلدين، إلى جانب الهدف الآخر للسياسة المصرية، وهو حشد الدعم الدولي للقضايا العربية.
تقارب الرؤى السياسية بين البلدين
وفي نقطة محورية، تطرقت الإعلامية مريم إلى تقارب الرؤى السياسية بين مصر وسنغافورة في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث كانت سنغافورة داعمة للموقف المصري. ورد الدكتور أحمد بأن السياسة المصرية تسير على مسارين متوازيين: الأول هو دعم العلاقات الثنائية وبناء شراكات قوية مع مختلف دول العالم، بما يعزز التنمية الداخلية ويعود بالنفع على المواطن المصري؛ والثاني هو دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأوضح أن مصر نجحت في بناء جدار عالمي من الدعم والتعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية، وسنغافورة كانت من الدول المهمة التي صوتت لصالح القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي وافقت عليه 142 دولة.
كما أن سنغافورة تتماهى مع الرؤية المصرية بشأن وقف العدوان الإسرائيلي، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري، والعمل على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
أكد على أهمية توقيت الزيارة، خاصة قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تمثل فرصة لحشد دول شرق آسيا، وعلى رأسها سنغافورة، لدعم المقاربة المصرية.
كما أشار إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد الدعم والتضامن الذي أبدته إسبانيا تجاه الموقف المصري، مما يعكس حرص مصر على طرح القضية الفلسطينية في مختلف المحافل وعلى جميع المستويات، سواء الآسيوية أو الأوروبية أو غيرها.
جلسة مباحثات بين السيسي ونظيره السنغافوري
ويذكر أن انطلقت قبل قليل بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قصر الاتحادية جلسة مباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وثارمان شانموجار أتنام، رئيس جمهورية سنغافورة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستقبل الرئيس السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، ثارمان شانموجار أتنام، رئيس جمهورية سنغافورة، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية مصر العربية، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتعد زيارة رئيس سنغافورة، محطة بارزة في مسار التعاون الثنائي بين البلدين، حيث من المنتظر أن تسهم في تبادل الخبرات بمجالات التنمية المستدامة إلى جانب بحث ملفات التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.
