الأربعاء 17 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

غزة بين أنياب ترامب.. تفاصيل المخطط السري لتحويل القطاع إلى منتجعات عقارية

ترامب وحلم السيطرة
ترامب وحلم السيطرة على قطاع غزة عقاريا

غزة التي تتأرجح بين الاجتياح البري وتجويع سكانها اصبحت أسيرة أطماع الحليف الثنائي، فبينما يصرخ الفلسطينيون من ألم النزوح، تأتي أحلام ترامب وحكومة نتنياهو في تقسيم القطاع عقاريًا على طاولة الاجتماعات السرية في البيت الأبيض والدعم الكامل لإسرائيل في هجومها على أكثر من جبهة.

فبينما يزداد الألم الفلسطيني يوميًا بسبب النزوح والحصار، طرحت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بدعم من الحكومة الإسرائيلية، رؤية مثيرة للجدل تهدف إلى إعادة هيكلة وإعمار غزة، بمخطط ترامب السري، الهادف إلى تحويلها نحو منتجعات عقارية عالمية على شواطئ القطاع، بعد أن تضع الحرب أوزارها، ما أثار مخاوف الفلسطينيين نحو أهم بقاع البلد الممزق بفعل الاحتلال.

أطماع ترامب، جعلته يسن أنيابه، ويظهر علنًا ليعلن عن خطة فعليه كشف عنها رسمياً في 4 فبراير 2025، والتي كشف خلالها عن أنها لن تقتصر على إعادة الإعمار بطريقة المقاول العالمي فحسب، بل امتدت نحو تهجير السواد الأعظم من الفلسطينيين المحاصرين بين الأنقاض، إلى الدول المجاورة، ليصبح قطاع غزة، ريفييرا أمريكية خاضعة للسيطرة الكاملة من ملك العقارات والبارات الذي قادته الظروف نحو اعتلاء كرسي البيت الأبيض.

مخطط ترامب بشأن إعمار قطاع غزة على طريقته، لاقى رفضًا واسعًا على المستويين العربي والدولي، معتبرين أنه يمس السيادة الفلسطينية وحق العودة، ويشكل تهديدًا لوحدة ووجود الشعب الفلسطيني داخل القطاع.

من فندق كومودور إلى شاطئ القطاع..  بداية صفقة غزة العقارية؟

من قلب الأزمات والمحن تكمن أعظم الفرص، وفي الوقت الذي تنتشل طواقم الحماية والإسعاف، جثث الضحايا من تحت الأنقاض والركام، هناك من يفرك يديه ببعضهما لأنه يرى مصلحته في صفقات المقاولات.

من بعيد بدا دونالد ترامب في طليعة هؤلاء المغتنمين، الذي صعد نجمه من بين أنقاض الاقتصاد الأمريكي في سبعينات القرن الماضي ليصبح أيقونة في عالم العقارات، يبدو اليوم وكأنه يعيد تدوير أطماعه القديمة لكن هذه المرة ليس في نيويورك، بل في غزة.

ترامب رجل الصفقات العقارية

المنطقة الأكثر توترًا في الشرق الأوسط باتت بحسب رؤيته، مشروعًا محتملاً لإعادة الإعمار والسيطرة على العقارات الفاخرة، فهل يبدأ ترامب فعليا في انتهاز الفرصة ويحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من نزاع وجود إلى فرصة عقارية لابد من اقتناصها؟

 ترامب من فندق كومودور إلى مشروع غزة

بدأ ترامب مسيرته العقارية بشراء فندق كومودور المهجور في نيويورك عندما كانت المدينة تواجه خطر الإفلاس. 

حوّله إلى فندق جراند حياة وبهذا الانقلاب العقاري، أطلق إمبراطوريته الواسعة التي امتدت إلى الفنادق والمنتجعات والكازينوهات.

الأزمة المالية التي شهدتها نيويورك في سبعينات القرن العشرين لبناء إمبراطورية عقارية

الكاتبة الأمريكية جويندا بلير، مؤلفة كتاب عائلة ترامب «ثلاثة أجيال من المقاولين ورئيس» ترى أن ما يفعله ترامب في غزة اليوم يشبه إلى حد كبير ما فعله قبل خمسين عامًا في نيويورك. 

وتقول الكاتبة: "نيويورك لم تكن منطقة حرب، لكنها كانت على شفا الانهيار وغزة اليوم تعيش انهيارًا حقيقيًا".

نيويورك تواجه شبح الإفلاس عام 1975

 أطماع تحولت لخطة: تحويل غزة إلى مشروع عقاري تحت السيطرة الأميركية

الرئيس الأمريكي أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 فبراير 2025، عن خطة ينقل بموجبها جزءًا كبيرًا من الفلسطينيين نحو دول كالأردن ومصر وغيرها، فيما تُسلم إسرائيل السيطرة على غزة للولايات المتحدة بعد نهاية الحرب.

ترامب وصف المشروع بأنه ليس مجرد إعادة إعمار بل امتلاك أمريكي طويل الأمد لقطاع غزة، مع إمكان قيام دول أخرى أو أفراد ببناء أجزاء منه تحت إشراف أميركي.

أشار أيضًا إلى أن الفلسطينيين الذين قد يتم نقلهم لن يكون لهم الحق في العودة، مضيفًا أن البديل سيكون منازل أفضل بكثير، وهو ما أثار انتقادات بأنه إلغاء عملي لحق العودة الفلسطيني.

وقال ترامب في تصريح مثير "الساحل مذهل، والطقس رائع يمكننا فعل أشياء عظيمة هنا".

رفض عربي ودولي للخطة

عدد من الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية أدانوا الخطة معتبرين أن تهجير الفلسطينيين أو نقلهم إلى بلدان أخرى انتهاك لحقوقهم ومستوى خطير من الاقتراف الذي قد يُصنف كتهجير قسري.

الخارجية المصرية أكدت رفضها لأي إجراءات تهدف إلى نقل السكان الفلسطينيين خارج أراضيهم، وطلبت من المجتمع الدولي التمسك بحق العودة والسيادة الفلسطينية.

وأعلنت الدول العربية مقترحات بديلة تهدف إلى إعادة الإعمار داخل القطاع دون تهجير سكانه، وضمان أن يبقى الحكم للإدارة الفلسطينية أو لجنة مؤقتة يشارك فيها خبراء مستقلون، مع إشراف دولي.

 تصريحات إسرائيلية تؤكّد الطموحات العقارية

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وصف غزة بأنها ثروة عقارية هائلة وقال إن هناك مفاوضات جارية مع الأميركيين حول كيفية تقسيم الأرض والنسب المئوية بعد الحرب، معتبرًا أن مرحلة الهدم تمت بالفعل وأن الوقت قد حان للبناء وتوسيع المشروع العقاري.

سموتريتش

إسرائيل من جهتها أعطت إشارات مبكرة للتنسيق مع الخطة الأميركية، خصوصًا فيما يتعلق بإخلاء بعض السكان وإعداد الأراضي للسيطرة الأميركية المحتملة.

 تحوُّل غزة من ساحة حرب إلى ريفييرا: ما وراء الورق

فكرة ترامب لتحويل غزة إلى ما وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط" لم تظهر من فراغ، فقد اعتُبر القطاع موقعًا مناسبًا من الناحية الجغرافية المطلّة على البحر، إمكانياته العقارية كبيرة، خصوصًا بعد أن تهدمت بنية المدن بفعل الحرب.

المقترحات تضمنت أيضًا أن تكون الولايات المتحدة هي السيدة الفعلية للقطاع بعد الحرب، تتولى تنظيف ما تبقى من الألغام والمباني المدمرة، وتعهدت بإعادة البناء تحت إشرافها.

 من وراء الكواليس: كوشنر والبعد العقاري للنزاع

صهر ترامب، جاريد كوشنر، كان قد صرّح قبل عام بأن العقارات البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة استثمارية ضخمة، مقترحًا إعادة توطين السكان في أماكن أخرى وتنظيف المنطقة، حسب وصفه.
كوشنر الذي وصف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بنزاع عقاري، كان مهندس صفقة القرن التي تضمنت وعودًا بمليارات الدولارات لكن دون أي حلول سيادية للفلسطينيين.

جويندا بلير: هكذا يفكر ترامب

ترى بلير أن نظرة ترامب لأي أزمة تُختصر في ثلاثة أسئلة: كيف يمكن تحقيق الربح، ما المكاسب الشخصية والسياسية و كيف يمكن تجاوز القواعد أو تعديلها؟

وتضيف: "الربح في حالة غزة ليس ماليًا فقط، بل شعور هائل بالقوة والسيطرة أمام العالم، خاصة مع أزمة جيوسياسية بهذا الحجم".

 آراء من داخل الإدارة الأمريكية السابقة

فيكتوريا كوتس، نائبة مستشار الأمن القومي السابقة، قالت: "هذه ليست خطة تهجير، بل خطة لإعادة الإعمار بعد الحرب، ترامب ببساطة أول من قدّم تصورًا لليوم التالي في غزة".

وأضافت أن الفلسطينيين عليهم عدم تجاهل الخطة بل التفاعل معها أو تقديم بدائل أكثر واقعية.

هل تتحول غزة إلى مشروع عقاري أم وطن محتجز؟

الواضح أن الخطة التي طرحتها الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو تتعدّى مجرد إعادة إعمار بعد كارثة الحِرب إلى مخطط كبير لإعادة توزيع السكان والسيطرة على الأراضي وتحويل غزة إلى مشروع تنموي عقاري بسطوة أميركية.

 الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: حين يتحول الوطن إلى صفقة

لم تكن غزة، يومًا، مجرد بقعة جغرافية للنزاع، بل قلب الصراع العربي الإسرائيلي، وهي اليوم تُعرض في خطابات ترامب وكوشنر كأنها أرض معروضة للبيع بعد الحرب. 

حملة اعتقالات للفلسطينيين

هذه النظرة تلقي الضوء على تحوّل الصراع من نزاع وجود إلى نزاع ملكية.

وفي ظل الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، وغياب أي أفق سياسي حقيقي، تبدو مثل هذه الخطط مثيرة للقلق، بل وتهدد بإعادة إنتاج الكارثة الفلسطينية بطريقة عصرية تارة باسم الإعمار، وتارة أخرى باسم التنمية المستدامة.

في المقابل، الرد العربي والدولي كان صارمًا وواضحًا: لا لتهجير السكان، نعم لإعادة إعمار غزة في مكانها، وسيادة فلسطينية، وضمان حقوق كانت مُقرًّا بها في الشرعية الدولية.

نزوح الفلسطينيين بعد الاجتياح البري

اقرأ أيضًا:

دعوة دولية لوقف الحرب.. مصر ترحب بتقرير أممي يدين إسرائيل بإبادة غزة

بين ناطحات السحاب في نيويورك وشواطئ غزة، تتقاطع نظرة ترامب للفرص، في الأولى صعد نجم إمبراطوريته، وفي الثانية، ربما يحاول استنساخ النموذج، لكن الفارق هنا أن غزة ليست مجرد عقار مهجور

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط