ممنوع استخدام المصعد للدليفري، هل هو حق أم تمييز عنصري؟
توجد العديد من المباني السكنية والإدارية في مصر ودول أخرى تضع لافتات تحمل عبارة "ممنوع استخدام المصعد للدليفري" أو "المصعد للسكان فقط".
أسباب هذا القرار
يدعي أصحاب هذا القرار، أن الأمر يعود للحفاظ على المصاعد، مشيرين إلى أن المصاعد تُستخدم بشكل مكثف من قِبل السكان والموظفين، ومن ثمّ فإن دخول عمال التوصيل (الدليفري) الذين يحملون أحيانًا طلبات ثقيلة أو صناديق كبيرة يزيد من الضغط على المصاعد، مما يؤدي إلى زيادة معدل الأعطال وارتفاع تكاليف الصيانة.
السبب الثاني يعود للأمان والخصوصية، إذ يعتبر بعض السكان أن السماح لعمال التوصيل باستخدام المصعد يمثل انتهاكًا للخصوصية والأمان. وجود أشخاص غير مقيمين داخل المبنى، خاصة في أوقات متأخرة من الليل، يثير قلقًا لدى البعض.
أما الادعاء الثالث فيعود للنظافة، إذ قد يكون عمال التوصيل أحيانًا غير ملتزمين بقواعد النظافة، وقد يترك بعضهم بقعًا أو أوساخًا داخل المصعد، وفق هؤلاء السكان.
البدائل المتاحة
هناك عدة بدائل للدليفري، منها إمكانية استخدام المصعد الخدمي في حال وجوده، إذ أن بعض المباني الكبيرة توفر مصعدًا خاصًا للخدمات والتحميل، يُسمح لعمال التوصيل باستخدامه.
البديل الثاني بتسليم الطلب في الدور الأرضي، إذ يطلب الأمن أو مسؤولو المبنى من عمال التوصيل ترك الطلب في الدور الأرضي، ويقوم العميل بالنزول لاستلامه.
أما البديل الثالث فهو السماح بالاستخدام عند الضرورة، إذ أنه في بعض الحالات، يمكن أن يسمح الأمن لعمال التوصيل باستخدام المصعد إذا كان الطلب كبيرًا أو ثقيلًا جدًا، أو إذا كان العميل من كبار السن أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
معارضو المنع
يعارض البعض هذا القرار لأسباب تتعلق بالسهولة والعدالة:
يتسبب المنع في إرهاق عمال التوصيل، خاصة عند توصيل الطلبات إلى الأدوار العليا. وهذا يؤثر سلبًا على أدائهم ويجعل عملهم أكثر مشقة.
أيضًا يجبر القرار العملاء على النزول لاستلام طلباتهم، مما قد يكون صعبًا على كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقة أو المرضى.
والأهم من هذا كله، أن القرار غير منصف، إذ يعتبر البعض أن القرار تمييزًا عنصريًا ضد فئة معينة من العمال، خاصة أنهم يقومون بتقديم خدمة ضرورية.
اقرأ أيضًا:
يخلق مالا تعلمون، اكتشاف كوكب يشبه الأرض على بعد 40 سنة ضوئية