استكمالا لمسلسل الجرائم، إسرائيل تُمثل بالجثث وتتاجر بأعضاء الفلسطينيين (خاص)
في ظل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستمرارًا لمسلسل الاعتداء على الفلسطينيين، تظهر جريمة جديدة في الأفق وهي التمثيل بالجثث وتجارة الأعضاء، فضلًا عن التهجير والتجويع اللذان تتبعهما.
وفي هذا الصدد، وفي تصريح خاص للأيام المصرية قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي بشأن رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي زعم فيه أن مصر تقيد حرية حركة سكان قطاع غزة الراغبين في مغادرة المنطقة - على بيان الخارجية المصرية - بشأن رفض مصر للتهجير -، أن هذا الرد يحمل في طياته تناقضاً صارخاً ويُعدّ محاولة للتلاعب بالمصطلحات القانونية الدولية، والادعاء بأن "حرية كل شخص في اختيار مكان إقامته" هي "حق من حقوق الإنسان في أوقات الحرب" هو تبرير غير قانوني وجريمة واضحة تُعرف باسم *النقل القسري للسكان المدنيين*.
وأوضح سلامة، أن القانون الدولي الإنساني (IHL)، يحدد بوضوح أن النقل القسري أو الترحيل الجماعي للمدنيين جريمة حرب، إذ أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تنص صراحة على: "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أي بلد آخر، مهما كانت الدوافع."
وأشار سلامة لعنصر القسر، أن الادعاء بـ "الاختيار الحر" للمأوى، يتجاهل تماماً الظروف التي يتم فيها هذا "الاختيار"، موضحًا أن المدنيون في غزة ليسوا أمام خيارات، بل هم تحت قصف متواصل وتدمير للمنازل والمستشفيات، مما يدفعهم إلى النزوح قسراً. هذا النزوح ليس اختياراً حراً، بل هو نتيجة مباشرة للأعمال العسكرية غير القانونية التي ترتكبها قوات الاحتلال.
استفزاز مباشر لمصر
لفت سلامة، إلى أن رد نتنياهو ليس مجرد تبرير قانوني خاطئ، بل هو *استفزاز مباشر* لمصر، لأسباب عدة:
تجاهل المواقف المصرية، إذ يأتي الرد بعد تأكيدات مصرية متواصلة برفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة إلى سيناء. هذا الرد يمثل تحدياً لهذه المواقف ويحاول فرض أمر واقع جديد.
استغلال الوضع، إذ يحاول نتنياهو استغلال الوضع الإنساني الكارثي في غزة لتمرير خطة التهجير، ويستخدم لغة تبدو "إنسانية" لتبرير جريمة حرب.
ضغط سياسي، إذ يُعد هذا الرد جزءاً من حملة ضغط سياسي على مصر والدول العربية الأخرى لقبول أو التغاضي عن مخططات التهجير.
ونوه سلامة، إلى أن هذه التصريحات باختصار هي محاولة سافرة لتبييض جريمة النقل القسري للسكان، إنها ليست مجرد "ادعاءات غير قانونية"، بل هي جزء من استراتيجية إجرامية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً، وتحدٍ صريح للموقف المصري الرافض لهذه المخططات.
الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في يوم 22 من سبتمبر الجاري للعام 2025،
أكد سلامة أن هذا الاعتراف تعزيز الشخصية القانونية للدولة الفلسطينية: الاعتراف بدولة فلسطين من قبل دول مؤثرة مثل فرنسا يمنحها شرعية دولية أقوى، مضيفًا أن هذا لا يمنح فلسطين فقط وضعاً رمزياً، بل يعزز قدرتها على الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية.
ولفت سلامة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لها دور في تمكين فلسطين، كدولة معترف بها، أن تواصل رفع الدعاوى ضد الاحتلال الإسرائيلي في المحكمة الجنائية الدولية، مما يزيد من الضغط القانوني على إسرائيل، مضيفًا أن الاعتراف بفلسطين كدولة يعمل على تأكيد "حل الدولتين"، وأن الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة نحو ترسيخ "حل الدولتين" كخيار دولي وحيد، هذا يضع مزيدًا من الضغط على إسرائيل لوقف سياساتها التي تعيق هذا الحل، مثل التوسع الاستيطاني.
وأضاف سلامة أن الاعتراف بفلسطين كدولة يعمل على إعادة تعريف الاحتلال، إذ أن الاعتراف بفلسطين كدولة يعزز الموقف القانوني الذي يرى أن الأراضي الفلسطينية هي أراضٍ محتلة، وأن الأنشطة الاستيطانية هي انتهاكات للقانون الدولي، وخاصة المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.
اقرأ أيضًا
مصر تسير قافلة المساعدات الإنسانية الـ 32 من زاد العزة إلى غزة
نتنياهو يتراجع، إسرائيل قدمت مقترحًا لا يتضمن المبادئ الخمسة أو تهجير الفلسطينيين
تأثيرات على الأرض
قال سلامة أن الاعتراف بفلسطين أيضًا يُعد ضغط سياسي، إذ أن الاعتراف من قبل دول غربية يُعدّ تحولًا في المواقف التقليدية، مما يزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسياً. هذا قد يضطر إسرائيل لإعادة النظر في سياستها الحالية.
وأضاف سلامة أن الدعم الدولي الكبير بفلسطين كدولة قد يؤدي إلى زيادة المساعدات الاقتصادية والإنسانية، وربما الدعم العسكري، من قبل الدول المعترفة.
كما أشار سلامة إلى أن اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين يضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج خاصة وأنها تعارض هذه الخطوة، مما قد يقلل من نفوذها في المنطقة، "ومرحبا بعزلة الولايات المتحدة"، على حد قوله.
وأكد سلامة أن بشكل عام، الاعتراف بدولة فلسطين يمثل نقلة نوعية في التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، حيث ينتقل التركيز من مجرد "دعم" إلى "اعتراف" بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة، مضيفًا أن هذا لا يغير الواقع على الفور، لكنه يمهد الطريق لواقع قانوني ودبلوماسي جديد في المستقبل.
منطقة المواصي.. منطقة إنسانية
وفي السياق ذاته قال، إبراهيم الدراوي الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني، أن إسرائيل مازالت تقتل الفلسطينيين حتى في الأماكن الآمنة وما يتم استهدافه في هذه الأوقات هي منطقة المواصي التي أعلنت عنها إسرائيل أنها منطقة آمنة لأنه "لا عهد للصهاينة" على حد تعبيره، مضيفًا أن التمثيل بالجثث هو شيء مُشين فضلًا عن قتل الأطفال والنساء.
وأضاف الدراوي، أن المساعدات الإنسانية في أماكن مُخصصة وسمحت بها إسرائيل ومن يقوم بعملية توزيعها شباب غزة وإغاثة غزة، ورغم ذلك يتم استهداف من يحاول الحصول عليها، مشيرًا إلى أن كل هذه الأمور والمشهد القاتم دليل على أن إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين وخير دليل على ذلك عملية "الچنرالات 1 و2 وجدعون 1 و2"، وكلها أمور تسير في منحى تصعيدي بين إسرائيل والجانب الفلسطيني.
ولفت الدراوي إلى عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج والتجويع الممنهج التي تقوم به إسرائيل، وما تدّعيه من اختيار الحرية الحقيقية لكل شخص فلسطيني أن يذهب أو يظل، فهو كارثة حقيقية على القضية الفلسطينية، على حد وصفه هذا الوضع.
وأشار الدراوي، إلى أن هناك 7 معابر، فتحتهم إسرائيل أمام الفلسطينيين وخرج ما يقرب من 70 ألف مواطن فلسطيني من مطار بن جوريون ولكنهم لم يستطيعوا إخراج الكل الفلسطيني وبالتالي إسرائيل تريد إلقاء الكرة في ملعب آخر على حد تعبيره سواء كان بدخول المساعدات أو غيره ويريدوا إلقاءه أو تبعاته على مصر
وقال الدراوي، أن التمثيل بالجثث الفلسطينية ليس بجديد بل أنهم يتاجرون بالأعضاء وهذه كارثة حقيقية يعاقب عليها القانون الدولي لأنها جرائم ضد الإنسانية ويجب أن يحاسب الاحتلال على هذا الأمر.
بالنسبة للرؤية المستقبلية
قال الدراوي آسفًا، أن الرؤية المستقبلية للمشهد الفلسطيني رمادية وضبابية إلى حد كبير خاصة بعد تصريحات ترامب ونتنياهو وعملية ريڤيرا الشرق الأوسط وحلم التهجير وحلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى وتسير الأمور في منحنى تصعيدي، واتخذت في هذا الإطار القاهرة سياسة خشنة تجاه إسرائيل وأمريكا في الفترة الأخيرة وخاصة في وسائل الإعلام ورأينا الدبلوماسيين يتحدثون أنه لا مساس للأراضي المصرية ولا خروج للفلسطينيين من أراضيهم ولن نسمح بتهجير الفلسطينيين الطوعي أو القسري من خلال القاهرة.
انتهاكات إسرائيلية في غزة
تأتي هذه التصريحات في ظل ما تداولته وسائل الإعلام العربية والعربية حول إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان له، إن وزارة الخارجية المصرية تفضل سجن سكان غزة الراغبين في مغادرة منطقة الحرب رغما عنهم.
وأضاف البيان أنه على النقيض تماما من ادعاء وزارة الخارجية المصرية، تحدث رئيس الوزراء عن حرية كل شخص في اختيار مكان إقامته، مشيرًا إلى أن اختيار مكان الإقامة هو حق أساسي من حقوق الإنسان في جميع الأوقات وخاصة في أوقات الحرب.
كما تلقى المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، شهادات من بعض الأطباء بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بجثامين الفلسطينيين، والتي تتراوح ما بين التشويه ونبش المقابر والسرقة وهناك شبهات لسرقة الأعضاء، وحكوا أن بعض الجثامين وصلت لهم بدون بعض الأعضاء ولكن لم نتحقق من هذه المعلومة بحد ذاتها وطلبنا إجراء تحقيق دولي مستقبل لمعرفة إذا ما تم سرقة أعضاء من جثامين الفلسطينيين.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.