صورة مؤلمة من أمام معهد الأورام، المتسولون احتلوا تندات أهالي المرضى بالقوة

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة وصفوها بالمؤلمة، عن مجموعة تندات مظللة تبرع بهم فاعل خير أمام معهد الأورام بالقاهرة، من أجل أهالي المرضى الذين ينتظرون ربما لأيام للاطمئنان على مرضاهم، بأحد الأماكن القريبة من المستشفى أثناء علاج أولادهم وأهاليهم.

وكتب أحد النشطاء أسفل الصورة: “دي صور مش من الساحل الطيب و لا الشرير .. دي صور مش من على كورنيش إسكندرية ولا ممشى العالمين في الساحل.. دي صور مجموعة جلسات مظللة تبرع بيهم فاعل خير أمام معهد الأورام عشان أهالي المرضى ترتاح في مكان قريب من المستشفى أثناء علاج أولادهم وأهاليهم.. يقوم المتسولين تسيطر على المكان و الأماكن المظللة و تسيب أهالي المرضى مرمية على الأرصفة في الحر و الشمس عشان المتسولين احتلوا المكان”.

وأضاف موجهًا شكوته إلى وزارة الداخلية: “بطاطين، و شنط و مايوهات و شاي و قهوة و كل مستلزمات البقاء و السعادة و البهجة ... الأطفال اللي انتم شايفينهم بالمايوه دي ماشية في الشارع كدة قصاد المستشفى ... و بتنزل النيل قصاد المستشفى و هتلاقوا الصور في التعليقات ... يعني حتى لو دي أهالي مرضى، و قاعدين منتظرين أهلهم ... ولادهم دي هيجيلها بلهارسيا و أمراض الدنيا بسبب إهمال أهلهم فيهم ... و النوم في الشوارع بالشكل ده أكيد شئ مرفوض و غير قانوني”.

واستطرد: “الناحية التانية أهالي المرضى قاعدين في الشمس و الحر و باين عليهم الحزن و اليأس ... بس تحت التندة، هتلاقي ضحك و شاي و قهوه و مايوهات و جرايد و حياة كاملة”.
واختتم بتوجيه نداء عاجل إلى وزارة الداخلية، قائلا: “نداء إلى الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية برجاء مراجعة محيط منطقه معهد الأورام لأن المتسولين منتشرين هناك بشكل دائم و بيستغلوا أهالي المرضى و مسيطرين على أماكن استراحتهم اللي وفرتها لهم الدولة و فاعلي الخير”.
معاناة أهالي المرضى أمام معهد الأورام
يعاني أهالي المرضى في المعهد القومي للأورام في مصر من صعوبات كبيرة، لا تقل قسوة عن معاناة مرضاهم أنفسهم. هذه المعاناة ليست وليدة اللحظة، بل هي مشكلة مزمنة تتكرر مع كل مريض وعائلته.
أبرز مظاهر المعاناة
الانتظار لساعات طويلة: يضطر الأهالي والمرضى للانتظار لساعات طويلة، وأحيانًا لعدة أيام، للحصول على دور في الكشف أو تلقي جرعة العلاج. هذا الانتظار يكون غالبًا في ظروف صعبة، على أرصفة الشارع أو على سلالم المستشفى.
مشقة السفر: يقطع الكثير من المرضى وأسرهم مسافات طويلة من المحافظات والقرى البعيدة إلى القاهرة للحصول على العلاج. هذه الرحلة الشاقة تضيف عبئًا ماديًا ونفسيًا، وتزيد من إرهاق المريض وعائلته.
نقص الأدوية والأجهزة: يعاني المعهد من نقص في بعض الأدوية، ما يضطر الأهالي لشرائها من الصيدليات الخارجية بأسعار مرتفعة. كما تتعطل بعض الأجهزة الهامة مثل أجهزة الإشعاع، مما يؤدي إلى تأجيل مواعيد العلاج وزيادة قلق المرضى.
العبء المالي: تكاليف السفر والإقامة وشراء الأدوية الناقصة تفرض عبئًا ماليًا هائلاً على الأسر، خاصةً أن الكثير منهم من ذوي الدخل المحدود.
الضغوط النفسية: يواجه الأهالي ضغوطًا نفسية هائلة بسبب رؤية ذويهم يعانون، بالإضافة إلى الشعور بالعجز أمام نقص الخدمات. كما أن عدم توفر الدعم النفسي لهم يزيد من إحساسهم بالإحباط واليأس.
جهود للتخفيف من المعاناة
هناك بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تسعى للتخفيف من هذه المعاناة، مثل:
مؤسسات دعم مرضى السرطان: تعمل بعض المؤسسات مثل مؤسسة بهية وجمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان على توفير الدعم النفسي والمادي للمرضى وأسرهم، وتقديم بعض الخدمات العلاجية المساعدة.
الجهود الحكومية: تسعى وزارة الصحة المصرية إلى توفير رعاية صحية متكاملة لمرضى السرطان، من خلال تطوير المراكز العلاجية وتوفير الأدوية الأساسية.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال معاناة الأهالي أمام معهد الأورام قائمة، مما يتطلب تضافرًا أكبر من الجهود الحكومية والمجتمعية لتوفير رعاية أفضل للمرضى وذويهم.
اقرأ أيضًا: