الوجه الخفي لـ"يانجو بلاي" من روسيا إلى تل أبيب، هل هي منصة ترفيهية أم أداة تجسس؟

الجمعة 05/سبتمبر/2025 - 09:45 ص

اقتحمت منصة يانجوبلاي الساحة الرقمية في الشرق الأوسط، مقدمة نفسها كتطبيق ترفيهي شامل مقره دبي، يضم محتوى متنوعًا من الأفلام والمسلسلات والموسيقى والألعاب، وبفضل حملات تسويقية ضخمة، اكتسبت المنصة شعبية سريعة، ولكن وراء هذه الواجهة، بدأت تظهر تساؤلات جدية حول هويتها الحقيقة وارتباطاتها، خاصةً بعد الكشف عن علاقتها العميقة بشركة روسية تحمل أصولًا إسرائيلية.

الأصول الروسية والعقوبات الغربية

تعود جذور يانجوبلاي إلى شركة ياندكس الروسية العملاقة، التي تعرف بـ جوجل روسيا لتعدد خدماتها الرقمية، وتأسست الشركة عام 1997 على يد رجل الأعمال أركادي فولوز، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعيش في تل أبيب، ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، واجهت ياندكس عقوبات غريبة، مما دفعها لإعادة هيكلة أعمالها.

أدى هذا التقسيم إلى ظهور شركتين جديدتين: Nebius Group التي تركز على الذكاء الاصطناعي ومقرها إسرائيل، و Yango Group التي استحوذت على العلامة التجارية يانجو وخدماتها الدولية، بما في ذلك يانجو بلاي، ورغم أن يانجو جروب تتخذ من دبي مقرًا لها، إلا أنها لا تزال تحتفظ بعلاقات تجارية قوية في إسرائيل، حيث تدير خدمات مثل Yango Taxi و Yango Deli ولديها كيان قانوني مسجل باسم Yango Enterprise Israel Ltd.

**الوجه الخفي لـ"يانجو بلاي"، من روسيا إلى تل أبيب، هل هي منصة ترفيهية أم أداة تجسس؟**

توقيت الإطلاق وعلاقات الإدارة

تزامن إطلاق يانجو بلاي في مطلع 2024 مع بداية الحرب على غزة، وهو توقيت أثار الكثير من الشكوك حول دوافعها، كما أن العلاقة بين مديري يانجو بلاي وإسرائيل لم تكن خافية، فوفقًا لتحقيق استقصائي أجرته صفحة كايرو تايم على فيسبوك، تم الكشف عن أن 12 من مديري الصفحة الرسمية للمنصة كانوا موجودين في إسرائيل، ورغم إزالة هذه الأسماء لاحقًا بعد انتشار الخبر، إلا أنها أضافت طبقة أخرى من الغموض حول إدارة المنصة.

الخصوصية والبيانات، المخاوف الكبرى

أحد أبرز المخاوف التي تحيط بالمنصة هو حجم البيانات التي تطلب الوصول إليها من المستخدمين، فوفقًا لشروط الاستخدام، تطلب يانجو بلاي صلاحيات واسعة، بما في ذلك الوصول إلى سجل التصفح، والملفات الشخصية، والصور، والموقع الجغرافي، وحتى التسجيلات الصوتية، وهذه الصلاحيات تفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول كيفية استخدام هذه البيانات ومن يمكنه الوصول إليها، خاصةً أن الكيان القانوني المسؤول عن التطبيق، واسمه Funtech Loyalty Card Services L.L.C، هو شركة غامضة تفتقر إلى أي معلومات عن ملكيتها أو إدارتها.

أجندة خفية أم مجرد ترفيه؟

تثير هذه المعطيات تساؤلات حول ما إذا كانت يانجو بلاي مجرد منصة ترفيهية برئية، ام أنها جزء من اجندة أعمق تستهدف جمع البيانات والتأثير على الوعي العربي، ففي عالم اليوم، أصبحت البيانات أكتر قيمة من أي وقت مضى، ويمكن استخدامها لتشكيل الرأي العام والتأثير على المجتمعات بشكل غير مباشر.