الإثنين 01 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

إنني من أشد المعجبين بدور الإعلام، ربما كان هذا السبب الأكبر الذي دفعني لامتهن هذه المهنة ذات يوم،  لأني أرى فيها متسعًا من الأمل يمنحني دفعة إلى الأمام كلما انزلقت قدماي في واقع من الخذلان، دوما كنت أرى فيها وسيلة بناء وحجر عثرة في طريق قوى الشر، بجانب كونها وسيلة يمكن أن تبدل ذلك المشهد المرير.

تعلمت منذ كنت طالبًا في الجامعة، أن مهنة الإعلام لا يقتصر دورها على نقل الحقيقة، ولا تكتفي بدور المشاهد لكن يمكن أن تشارك في جزء منها، تكشفها وتلقي الضوء على أبعادها جوانبها الخفية، تعيد اكتشاف سلبيات الحياة، تعيد ترتيب أفكار المجتمع، لا أنكر أني منبهر بها، إلى الحد الذي فاق انبهار المحب لمحبوبه.

لكن برغم هذا الشغف، بدُت أتساءل عن ثمن هذا الدور وهل يمكن لنا أن نتحمله بمفردنا؟

آخذ على هذه المهنة واستنكر ظلمها أبنائها! كيف نصفق  لنور أقلامنا التي تضيء طريق الآخرين، ونحن نعيش في بقعة من الظلام، كيف نساهم في بناء المجتمع ونحن عاجزون عن ترميم أنفسنا، كيف نكشف عن تسوس يأكل جذور المجتمع وهو يعشش فينا، الواقع أننا نرصد معاناة الغير بكل دقة، واكتفينا بالصمت فيما يتعلق بما نعانيه، كأننا لا نمتلك حق الانتماء لتلك القصة، لنكتفي بدور المشاهد.

يقين يشوب الظلام

رغم هذا التناقض، لدي يقين وإيمان أن إصلاح الإعلام يبدأ من داخله حين نضع أيدينا على مواطن القصور، حين نملك الشجاعة لنكشف عن اوجاعنا كما نكشف عن أوجاع الآخرين، حين نكف عن التظاهر بالقوة ونحن أوهن من بيت العنكبوت.

ومع ذلك، هناك شعاع نور يمنحني يقين بأن الغد سيحمل لنا الكثير، من الأمل، ومن النور؛ ذاك الذي منحنا ذات يوم، وسندركه حتما عندما يحين موعده..

تم نسخ الرابط