
ها أنت تقرأ العنوان «المرأة الإماراتية» بلغة الضاد، فهل تذكّرت يوماً لم تكن تعرف غير «لغة البكاء»، وكانت بجوارك امرأةٌ تعلّمك «لغة الضحك»؟
كانت هي المرأة الوحيدة القادرة على فهم «لغة البكاء» منك، وصناعة «الضحك» لك.
كنتَ تبكي وهي تفهم السبب، فتسارع إليك لتُحِلَّ الضحك محل البكاء، بحاء «الحب» قبل حاء «الحليب». فهل عرفتها تلك المرأة؟
نعم، إنّها «المرأة الإماراتية» التي قرأتَ عنوانها اليوم، وهي أمّك: أمُّ «الوطن» وأمُّ «البدن» في آنٍ واحد.
الكلُّ قرأ اليوم «المرأة الإماراتية» عنواناً مطبوعاً، ومعظم الذين شاهدوه على الواجهات أو شاركوا فعالياته بالمسيرات، لديهم أبناء وأحفاد أو إخوة وأبناء عمومة صغار.
وكنا نحن يوماً من هؤلاء الصغار، وندرك اليوم مدى ضعف المواليد الجدد، وكيف تصبر الأمهات عليهم بصبر أيوب، بالتفاني ونكران الذات.
تذكّر حين لم تكن تجيد الكلام، وكانت «لغة البكاء» هي وسيلتك الوحيدة للتعبير. كنتَ تبكي كلما شعرت بالضيق، وكانت أمّك هي الملهمة الملبية لحاجاتك.
وأنا على يقين أن معظمكم لديه إخوة صغار أو أبناء عمومة أصغر سنّاً، وتعرفون مدى ضعف المواليد، وكيف تحتضنهم الأمهات بالحب والتفاني.
أصدقائي الذين قرأوا عنوان «يوم المرأة الإماراتية» اليوم، وتفاعلوا معه من «الفجيرة إلى الغويفات»، قد كبروا: فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، ومنهم من لا يزال صحيحاً قوياً ما شاء الله في مجتمع الإمارات.
لكن، مهما بلغتم من القوة والعنفوان، أليست قوة المرأة الإماراتية «الأم» حاضرةً في حياتكم؟
سؤالٌ أرادت القيادة الرشيدة أن تكون إجابته دائماً: «نعم، يومَ المرأة الإماراتية».
إنّ «يوم المرأة الإماراتية» ليس لتدليلها فقط بتقديم الإفطار في السرير، أو بإغراقها بالهدايا الاستعراضية، وإنّما لإبقاء الحب والحنان الحقيقيين في مسيرة الحياة. هذا هو جوهر ما قصدته القيادة الرشيدة من تخصيص هذا اليوم.
أيها الإماراتي...
يومك قيمة مضافة «Added value» لحياتك بوجود المرأة الإماراتية بجانبك: أمّاً، زوجةً أو بنتاً.
فمهما بلغتَ من الشموخ أو بقيتَ متواضعاً، فلتكن هي رفيقتك في المسيرة.
هي إلى جانبك وأنت تقود السفن والبواخر، أو الدبابات والمدرعات في الحقول والميادين، أو الطائرات في السماء، أو حتى كنت سندباداً بحرياً، فأنت لا تزال النوخُذة، لكنها بجانبك لتسقيك القهوة الإماراتية بكل حنان.
إنّها «المرأة الإماراتية»
الكاتب الإماراتي: أحمد إبراهيم
https://www.KatibEmaraty.com