تشتعل الأجواء العالمية وتتصارع الدول وتؤلف التحالفات وتتحد تمهيدًا لحرب قادمة لا محالة وسط تحليلات دبلوماسية وعسكرية وتصريحات نارية من أعلى السلطات في الكيانات الكبرى في العالم تحمل في طياتها قرب ساعة الصفر لبدء الحرب العالمية الثالثة والتي لن تبقي ولن تذر، وتتسارع وتيرتها بصورة لم يشهدها العالم من قبل.
البداية الحقيقية للتوتر كانت عقب تصريح ناري أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده لن تتردد في تزويد إيران بالأسلحة النووية لمواجهة قوى الاستعمار ودعاة الهدم والتخريب، كاشفًا بأنه تواصل مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون بأنهما سيمدان إيران بعشرة رؤوس نووية بقدرات تدميرية غير مسبوقة.
وقال بوتين: إذا كان لإسرائيل الحق في امتلاك السلاح النووي فلماذا يُحرم على إيران امتلاكه؟ وهدد الرئيس الروسي جميع دول الناتو بأن سفنهم وقواعدهم العسكرية تقع بالكامل ضمن مدى الصواريخ الروسية.
كما توترت الأجواء مرة أخرى عقب تصريحات ترامب الذي هدد مجددًا بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تنهِ الحرب على أوكرانيا، وقد رد بوتين على هذا التهديد قائلًا: مصلحة بلادي هي الأهم وقد اعتدنا على العقوبات واستطعنا أن نتجاوزها ونتعامل معها.
ترامب يهدد إيران مجددًا.. بأن الهجمات ستكون قاسية
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بشن حرب جديدة على إيران وقال: ستكون الهجمات المستقبلية عليكم قاسية، وأنه على إيران المتسلطة على دول الشرق الأوسط أن تعلم بأن الأمر سيكون أسهل بكثير وأشد دمارًا هذه المرة، مبينًا أنه على مدار أربعين عامًا كانت إيران تقول: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، وقد حان موعد العقاب.
وكانت رسالته الأخيرة: إما الابتعاد عن تخصيب اليورانيوم وإما ستلتهمكم الحرب. لكن إيران تحصن مواقعها النووية حسب ما أورده معهد العلوم والأمن الوطني بأن طهران بدأت بتحصين وترميم منشآتها النووية. وترد طهران أن طلبكم مرفوض بناءً على ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية مشيرة إلى أن الجانب الأمريكي طالب القيادة الإيرانية بالتنازل عن اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. كما قالت الصحيفة إن ترامب اقترح أن تمتلك إيران برنامجًا نوويًا يعتمد على الوقود المستورد، وقال إنه في حالة الرفض فلا سبيل لنا سوى الحرب، وهذا ما أكده ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي مشيرًا إلى قرب الحرب.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد نشرت مقالًا تناولت فيه ما دار بين الساسة الأمريكيين والإسرائيليين مشيرة إلى أن إسرائيل حصلت على موافقة أمريكية لضرب طهران مجددًا وذلك إذا حاولت إيران ترميم منشآتها النووية أو تعزيز قدراتها الصاروخية، وأكدت الصحيفة أن نتنياهو يريد الخروج من معاركه بنصر مبين ولا يهمه عامل الوقت أو أعداد الضحايا.
وذكر الصحفي جاييم لفنسون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب موافقة أمريكية مكتوبة لمواصلة الحرب والتدمير لطهران وحتى في غزة ليكسب بها المعارضة في إسرائيل التي تشن عليه حملات ضخمة لمحاكمته وعزله وسجنه بتهم تتعلق بالفساد والرشوة واستغلال السلطة.
تدمير دول الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل وبدعم أمريكي مطلق
قال جيفري ساكس البروفيسور في جامعة كولومبيا الأمريكية إن واشنطن أسقطت الأسد لرغبة ملحة من الحكومة الإسرائيلية التي دعت إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، ودعمت ولا زالت إسقاط كل حكومة تعارض سياستها، وكانت تلك الدعوة في عهد ميشيل أوباما الرئيس الأمريكي الذي استحسن الفكرة وعمل على تنفيذها بجدية.
وأوضح أن الخطة تُسمى تيمبر سيكامور، بالتعاون الأمريكي ودول أخرى في المنطقة، واعتمدت على متمردين مأجورين ومقاتلين من الجهاديين ومنهم من تولوا السلطة مؤخرًا في سوريا، فضلًا عن خلق الفوضى ومعاداة النظم القائمة، مشيرًا إلى أن أمريكا خططت ومولت وخربت 6 دول أخرى في الشرق الأوسط وهي: لبنان، العراق، سوريا، ليبيا، الصومال، والسودان بهدف إضعافهم ونهب ثرواتهم والسيطرة المطلقة عليهم وجعلهم تحت الوصاية وإفشال أي محاولات للصلح أو السلام.
تجهيزات عسكرية صينية للحرب المرتقبة
في خضم هذه الأجواء المتوترة والتهديدات المتبادلة من القوى العظمى، كشفت الصين مؤخرًا عن قاذفتها الشبحية الجديدة "إتش 20"، حيث الظل الذي لا ينكشف والضربة التي تصيب ولا تُرد. ويرى الخبراء العسكريون أنها منافس قوي للقاذفة الأمريكية "بي 23"، بل تتفوق بتركيزها على الضرب والإصابة البعيدة والتخفي بدقة متناهية. ويبلغ مداها 8500 كم مما يمنحها الإصابة المباشرة دون الاقتراب من الأهداف، كما تبلغ حمولة القاذفة 40 طنًا، مما يجعلها من أكبر القاذفات في العالم، كما تُعد ورقة ضغط شديدة وتحمل رسالة أن السماء لم تعد تحت السيطرة الأمريكية وحدها.
وقد أعلن وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو في هذا الصدد أن الولايات المتحدة والغرب لا يشكلون تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا لبلاده مبينًا أن هناك فارقًا كبيرًا بيننا، وقال: نحن نملك القدرة على حشد خمسة ملايين مقاتل مدربين ونقلهم بأساطيل متكاملة في أي نقطة في العالم، وإذا اقتضى الأمر التضحية بهم، ولدينا القدرة على التعبئة السريعة بـ100 مليون جندي.
تحالف روسي صيني ضد أمريكا
نتاج طبيعي للسياسة الأمريكية ضد معظم دول العالم، إما بفرض عقوبات عليها أو فرض رسوم جمركية أو أساليب الهيمنة والاستفزاز المستمر وتصدير الأزمات، قررت عدد من الدول الكبرى التحالف لمواجهة هذه الهيمنة الأمريكية. وكانت أولى هذه الدول هي روسيا والصين قبل أن تنضم إليهما كوريا الشمالية. وبعد أيام من قرار ترامب بتحريك عدد من السفن العسكرية النووية بالقرب من الأراضي الروسية، أصدرت وزارة الدفاع الروسية قرارًا بإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الصين.
هدفت هذه المناورة إلى تعقب الغواصات الأمريكية وكيفية التعامل معها، وذلك في مياه بحر اليابان بمشاركة مقاتلات "واي 8" الصينية المخصصة لمواجهة الغواصات، بجانب طائرات "آي آي 38" التابعة للأسطول الروسي والمتمركز في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى وحدات من طائرات الهليكوبتر العسكرية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عسكريين أن المناورة أكدت على التفوق العسكري المشترك ونجاحها في الكشف والرصد وسبل تدمير الأهداف المعادية.
أمريكا تعلن عن وحش جديد في عالم الطيران
وشهدت الأجواء المتوترة إعلان أمريكا عن وحش جديد كما وصفه خبراء الطيران والمراقبون العسكريون "إف 22 رابتور" الأمريكية ضد المقاتلة "سوخوي 57" الروسية العملاقة. وتعتبر المقاتلة الأمريكية شبحًا من الجيل الخامس في العالم وتحلق بسرعة 2.25 ماخ وتخترق السماء بارتفاع 65 ألف قدم وتحمل صواريخ AIM-120 وAIM-99، ومزودة برادار AN/APG-77فائق الذكاء. أما جسم الطائرة فمصنوع من مواد تمتص الرادار، ويستطيع محركها دفعها ليمكنها من المناورة. لكن تكلفتها تصل لأكثر من 3500 مليون دولار، مما جعل أمريكا توقف إنتاجها عند 187 طائرة.
الاستعدادات الروسية للحرب المرتقبة
لم تعلن روسيا عن كافة الاستعدادات للحرب، لكنها أعلنت عن مقاتلة فقط وهي "سوخوي 57"، واعتبرتها الرؤية المستقبلية للمجال الجوي. وتعد طائرة شبحية بمحركين نفاثين تبلغ سرعتها القصوى 2 ماخ ومداها القتالي 3500 كلم، كما تحمل داخليًا وخارجيًا صواريخ R-77 وقنابل موجهة بدقة، كما تتمتع بقدرات الحرب الإلكترونية وتستطيع تبادل بيانات المعركة مع الطائرات والدفاعات الأرضية. وجناحاها مصممان للمناورة الجادة.
استعدادات كوريا الشمالية للحرب
تستعد كوريا الشمالية، العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت النقاب عن أول غواصة، وأن قدرات بلادها ستكون حاضرة وجاهزة بشكل كامل في الدفاعات البحرية في أي مياه دون قيود. ويمكن للغواصة حمل 10 صواريخ نووية ومجهزة بأحدث أجهزة الملاحة، كما يمكنها إطلاق صواريخ نووية من تحت الماء إلى جانب صواريخ نووية عابرة للقارات وتعمل بالوقود الصلب.
وصرح الرئيس الكوري بأنه إذا كانت إسرائيل تمتلك قبة حديدية فنحن نمتلك مطرقة نووية ستسحقها بلحظة، وأن أي تدخل أمريكي ضد إيران سنعتبره تهديدًا مباشرًا لكوريا الشمالية، وقال إن إسرائيل وكيل أمريكا في الشرق الأوسط ويجب مسحها من الوجود، وأن أي تدخل غربي سيكون الجيش الكوري جاهزًا لرده ولن نتهاون في رد ساحق.
إيران تنتقد دول الخليج.. وتتوعد
انتقدت إيران بشدة دول الخليج وقال الرئيس الإيراني خامنئي إن الخليج صامت عما يدور في دول الجوار، وعليه أن يتحمل العواقب، وأن من يظن أن الحياد سيحميه لا يعرف النار الإيرانية. ونحن لن ننسى من تخلى عنا وقت الضيق وسنرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها. وقال: أنتم لا ترون ما نراه، إسرائيل تريد المنطقة بدون أسلحة نووية لتكون هي الأقوى ومن تمتلك الردع النووي. وأضاف: انظروا ما فعلته بسوريا ولبنان وفلسطين، والدور القادم عليكم وأنتم لا تملكون شيئًا هجوميًا لأن أمريكا تحافظ على تفوقها الساحق ويمكنها احتلالكم.
باكستان تهدد بحرب نووية في المنطقة
أبلغت باكستان الولايات المتحدة بأن أي هجوم نووي على إيران سيقابل بهجوم باكستاني على إسرائيل، وأنه في حال تدخل أي دولة في الحرب بشكل مباشر مع إسرائيل ضد إيران سيدخل الجيش الباكستاني بجانب إيران.
وقال الرئيس الروسي بوتين: هناك شعور سيئ بداخلي وأتوقع حدوثه قريبًا، ستكون الحرب العالمية الثالثة على الأبواب وستكون دامية، لأن إسرائيل تريد السيطرة على منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها بالكامل، تريد كل الدول لها، ولكن النصر المطلق سيكون لإيران ونحن معها بكل تأكيد. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين.