الإثنين 25 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

العدالة الغائبة.. صرخة «عرفات» إلى وزير الداخلية

الايام المصرية

عندما يغيب العدل، ينهار صرح الأمان، وتفقد القوانين هيبتها، ويصبح المجتمع ساحة مفتوحة يمرح فيها الباطل، ويُطارد فيها الحق وأصحابه. 

القضية التي نحن بصددها ليست مجرد واقعة قانونية، بل مرآة تعكس وجهاً مؤلماً يطرد الاستثمار، ويغرس الخوف في قلوب أبناء الوطن بالخارج، ويجعلهم يهربون بمدخراتهم بعيداً عن أرضٍ لم تعد آمنة لأحلامهم.

المهندس المصري، عرفات عبدالعال أحمد، قضى أكثر من عشرين عامًا في الغربة، جمع فيها بعرق جبينه ودموع غربته «تحويشة العمر»، وادخرها لتكون عونًا له ولأبنائه حين يعود إلى الوطن. 

وهناك في إحدى دول الخليج ظهر في حياته «مستريح» في صورة صديق يدعى محمود شفيق، نسج بخيوط الخداع قصة استثمار عقاري واعد في مصر، وزيَّن له أحلام الربح السريع وضمان المستقبل، وتحت وطأة الضغوط والإغراءات والصداقة وحسن الظن، سلم المهندس المغترب كل ما يملك لـ«مستريح شبرا الخيمة» أربعة وستون ألف دولار، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة ملايين جنيه، ليكتشف لاحقًا أنه سلم قلبه وماله إلى «مستريح» محترف.

حرر «المستريح» شيكًا بالمبلغ كاملاً ليكسب مزيدًا من الثقة، ثم توارى خلف قناع الصداقة والأمانة الزائفة، وما إن وقعت الكارثة حتى تكشفت الحقيقة المرة؛ فقد أصيبت ابنة المهندس الضحية بمرض نادر استلزم علاجًا عاجلًا في أوروبا، فاستغاث الأب المكلوم بصديق العمر الذي استولى على كل أمواله، لكنه لم يجد سوى خنجر الغدر يطعنه في قلبه، وجملة آثمة لا تزال ترن في أذنه: «إضرب دماغك في الحيط.. فلوسك ضاعت ويعوض عليك ربنا». 

سقطت الكلمات على قلبه كالصاعقة، ومعها سقطت آماله في إنقاذ طفلته، لينتهي الأمر ببتر قدمها بعدما عجز عن علاجها.

سنوات طويلة مضت، والمهندس الشريف يطرق أبواب العدالة، يبحث عن حقه الضائع أو حتى عن تفسير لمصير أمواله، لكن «المستريح» المحترف واصل إنكاره واستخفافه.

لم يجد عرفات سوى القضاء ملاذًا، فأقام دعواه، لتصدر المحكمة حكمًا صريحًا بحبس المتهم ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، لكن الحكم ظل حبرًا على ورق، والمتهم ظل حرًّا طليقًا، يراوغ العدالة ويواصل حياته دون خوف أو خجل.

عاجل | وزارة الداخلية تصدر قرارين جديدين اليوم (تعرف عليه)

صرخة من «عرفات» إلى وزير الداخلية 

المهندس عرفات ضحية الغدر والخيانة يناشد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بسرعة التدخل وأن يأمر بتنفيذ الحكم وضبط الجاني الهارب، ليس فقط إنصافًا لمظلوم استنزفه الغدر وقهرته المحن، بل دفاعًا عن معنى العدالة نفسها التي لا يجوز أن تبقى حبيسة الأدراج بينما الجاني يمرح آمنًا.

إن إنصاف المهندس المظلوم عرفات عبدالعال، هو استرداد لهيبة الدولة وغرس لليقين في قلوب الناس بأن العدل، وإن تأخر، لا بد أن ينتصر.

تم نسخ الرابط