ماذا يريد ساويرس من حديد قطاع الأعمال؟، تغريدة x تكشف نواياه الخفية

أشعل الملياردير المصري نجيب ساويرس، الجدل من جديد بتصريحات تأليبية، عبر منصة “إكس”، سخر فيها من أداء شركات القطاع العام، واصفًا إدارتها بـ”الفاشلة”، ومالها بـ”السايب”، في إشارة إلى المثل الشعبي “المال السايب يعلم السرقة”، ما يشير إلى غياب الرقابة وفساد الإدارة في المؤسسات الحكومية.
وجاءت تغريدة ساويرس تعليقًا على الأنباء المتداولة حول إعادة تشغيل جزئي لمصنع الحديد والصلب، أحد أعرق قلاع الصناعة في مصر، والذي تأسس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وقال ساويرس: “ما بنتعلمش القطاع العام مدير فاشل والمال سايب”، في إشارة واضحة إلى فشل تجربة إدارة الدولة للمشروعات الصناعية.

وردًا على تعليق أحد المتابعين حول نجاح الصين، أشار ساويرس إلى أن الصين لم تحقق تقدمها إلا بعد فتح اقتصادها أمام القطاع الخاص والتخلي عن الفكر الاشتراكي، مضيفًا أن أكبر الشركات في العالم اليوم مملوكة للقطاع الخاص.
بين ساويرس والحكومة.. جدل مستمر حول "الحديد والصلب"
وتتزامن تصريحات ساويرس مع تصاعد النقاشات حول مصير شركة الحديد والصلب المصرية، وسط انقسام في الرأي العام بشأن جدوى تصفيتها، فبينما يرى البعض أنها أصبحت عبئًا اقتصاديًا، يرى آخرون أنها رمز تاريخي يجب الحفاظ عليه.
وأكد هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال السابق، في تصريحات إعلامية أن الوزارة لم تغلق سوى 3 شركات خاسرة فقط، من بينها الحديد والصلب، مشيرًا إلى أن “تخليد الأصنام”، أي الإبقاء على شركات خاسرة بلا أمل، لم يعد مقبولًا، وأن الشركات التي لا أمل في إصلاحها يجب تصفيتها.
الصناعة تدعم مصنع الحديد والصلب بوقف الهدم ودراسة إعادة التشغيل
من جهتها، أصدرت وزارة الصناعة بيانًا كشفت فيه أنها أوقفت عمليات هدم مصنع الحديد والصلب في حلوان، بعد استشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ودراسات ميدانية قام بها عدد من المسؤولين، موضحة أن هناك خطة لإعادة تشغيل جزء من المصنع لإنتاج بلاطات الصلب، والاستفادة من خام الحديد المصري بعد معالجته، بالإضافة إلى دراسة استغلال الأراضي الشاسعة للمصنع في إقامة مشروعات صناعية وتشغيل العمالة.

خسائر فادحة وهبوط في البورصة
وفي خضم هذه التجاذبات، سجل سهم شركة الحديد والصلب تراجعًا بأكثر من 6%، وسط تدهور مستمر في الأداء المالي، وتشير البيانات إلى أن الشركة تكبدت خسائر تقارب 8.5 مليار جنيه، فيما بلغت ديونها مبلغًا مماثلًا وبحسب مسؤولين، فإن الشركة عانت في فترات من عدم القدرة حتى على دفع رواتب موظفيها.
اقرأ أيضًا: هل تم بيع مصنع الحديد والصلب؟ وزير الصناعة يفجر مفاجأة (فيديو)
تفاصيل تحويل مصنع الحديد والصلب بحلوان لمجمع للصناعات النسيجية والمغذية للملابس الجاهزة
محاولات لوقف نزيف الخسائر
وعلى الرغم من الأوضاع المالية المتردية، أكدت الشركة القابضة للصناعات المعدنية أن هناك محاولات لوقف نزيف الخسائر، من خلال:
- تحسين تركيز خام الحديد
- إعادة تأهيل الوحدات المنتجة
- تقليل استهلاك الطاقة

الشراكة مع القطاع الخاص لتمويل التطوير
وتبقى قضية “الحديد والصلب” نموذجًا للصراع القديم الجديد بين أنصار الخصخصة المدعومة برؤية اقتصادية، وأولئك المتمسكين برمزية المشاريع القومية الكبرى، وفي وسط هذا الجدل، يصر ساويرس على أن الحل يكمن في منح القطاع الخاص دورًا أكبر، قائلاً ضمنًا: “القطاع العام لا يجيد الإدارة.. والحل في الرأسمالية”.