"ماكس"، تطبيق روسي ينافس واتساب لم يرض المستخدمين

أعلنت الحكومة الروسية عن قرار جديد يقضي بضرورة تثبيت تطبيق "ماكس" (MAX)، الذي يتم دعمه من قبل الدولة، على جميع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية المباعة في البلاد بدء من سبتمبر المقبل، ويعتبر "ماكس" تطبيق المراسلة الجديد منافسًا رئيسيًا لتطبيق "واتساب"، في خطوة تسعى من خلالها روسيا إلى تعزيز سيطرتها على الفضاء الإلكتروني في ظل التوترات السياسية مع الغرب.
التطبيق الجديد: خطوة نحو السيطرة على الفضاء الرقمي
في بيان رسمي، أكدت الحكومة الروسية أن تطبيق "ماكس" سيُدمج مع العديد من الخدمات الحكومية، ويعتبر جزء من استراتيجية موسكو لتعزيز الأمن السيبراني وتحقيق استقلال رقمي عن المنصات الأجنبية، ومن المقرر أن يكون التطبيق جزء من قائمة التطبيقات الإلزامية المثبتة مسبقاً على جميع الأجهزة التي تباع في روسيا، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وسيبدأ تطبيق هذا القرار بدءاً من الأول من سبتمبر 2025.
"ماكس" يُصمم لمنافسة واتساب مع ضمان الخصوصية
ويأتي تطبيق "ماكس" كبديل روسي لتطبيقات المراسلة الغربية مثل "واتساب" و"تليجرام"، ويروج له باعتباره تطبيقاً أكثر أمانًا، حيث يقلل من أذونات الوصول إلى بيانات المستخدم مقارنة بتطبيقات المراسلة الأخرى، وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت التطبيق الجديد حول احتمال استخدامه لتعقب المستخدمين، إلا أن الحكومة الروسية نفت تلك الادعاءات، مؤكدة أن "ماكس" لا يحتوي على آليات تجسس.
التطبيقات المحلية: تعزيز المساواة في سوق التكنولوجيا
ضمن الجهود التي تبذلها روسيا لتعزيز سيطرتها على السوق المحلي، أعلن أيضًا أن تطبيق "LIME HD TV" سيثبت مسبقًا على أجهزة التلفزيون الذكية المباعة في البلاد اعتبارًا من يناير 2026، وهو التطبيق الذي يتيح مشاهدة القنوات الحكومية الروسية مجانًا، كما سيتم تفعيل "روستور" (RuStore)، متجر التطبيقات المحلي، ليكون إلزامياً على جميع الأجهزة العاملة بنظام أندرويد، إضافة إلى أجهزة أبل.

روسيا تحاصر منصات واتساب وتليجرام
وفي خطوة موازية، أعلنت روسيا عن تشديد الرقابة على منصات المراسلة الأجنبية، حيث بدأت بتقييد بعض المكالمات عبر "واتساب" و"تليجرام"، متهمًا إياهما بعدم التعاون مع السلطات الروسية في قضايا الاحتيال والإرهاب، ووصفت موسكو هذه الإجراءات بأنها جزء من "الدفاع السيبراني" في مواجهة المنصات الأجنبية التي ترفض مشاركة المعلومات مع أجهزة الأمن الروسية.
عدد مستخدمي "ماكس" في تزايد رغم الانتقادات
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الانتقادات ضد التطبيق الجديد، أظهرت البيانات الرسمية أن 18 مليون مستخدم قد قاموا بتحميل تطبيق "ماكس" منذ إطلاقه، على الرغم من أن بعض وظائفه لا تزال في مرحلة الاختبار، ويعد هذا الرقم مؤشرًا على اهتمام المستخدمين الروس بالتطبيق الجديد، خاصة بعد إعلانات الحكومة بدعمه وترويج استخدامه ضمن إطار محلي.
"ماكس": أداة للخصوصية أم أداة للرقابة؟
بينما يرى البعض أن تطبيق "ماكس" يقدم بديلًا محليًا موثوقًا من حيث الأمان والخصوصية، أبدى منتقدون شكوكهم حول قدرة التطبيق على تجنب رقابة الدولة في المستقبل، ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المخاوف حول كيفية استخدام الحكومات للتكنولوجيا الحديثة في مراقبة الأفراد وتعقب أنشطتهم عبر الإنترنت.
تحديات أمنية في "ماكس" رغم دعم الحكومة
وفي تقرير حديث، أكدت وزارة الداخلية الروسية أن تطبيق "ماكس" يعد أكثر أمانًا من تطبيقات المراسلة الأجنبية، إلا أن تلك الادعاءات تعرضت للاختبار بعد أن تم القبض على أول مشتبه به في قضية احتيال باستخدام التطبيق، وهذا الحادث قد يفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول مدى فعالية النظام الأمني للتطبيق الجديد في محاربة الجريمة الإلكترونية.
المستقبل الرقمي لروسيا: توازن بين الأمن والحرية
في ضوء هذه التحولات، يبدو أن روسيا بصدد تغيير معالم فضائها الرقمي بشكل جذري، وبينما تحاول الحكومة ضمان الأمان السيبراني والاستقلال الرقمي، فإن مستقبل التطبيقات المحلية مثل "ماكس" يعتمد على كيفية تحقيق توازن بين فرض الرقابة وحماية خصوصية المستخدمين في مواجهة تهديدات الإنترنت المتزايدة.