من هي فاطمة عيد؟ صوت الريف الذي استقر في وجدان المصريين

من هي فاطمة عيد؟، من قلب القرى المصرية البسيطة، انطلقت الفنانة فاطمة عبد الرحمن محمد صالح، التي عرفت لاحقًا باسمها الفني "فاطمة عيد"، لتصبح واحدة من أبرز رموز الغناء الشعبي في مصر، بصوتها الدافئ وأسلوبها الصادق، استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور، حاملة في أغانيها تراثًا شعبيًا نابضًا بالحياة والمشاعر.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل من هي فاطمة عيد؟ وفقًا لآخر البيانات الرسمية المعلنة، وجاءت التفاصيل كالتالي:
من هي فاطمة عيد ؟ التفاصيل الكاملة
وردًا على تساؤل من هي فاطمة عيد؟ فولدت فاطمة عيد في مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، وسط بيئة ريفية عريقة كانت شاهدة على خطواتها الأولى في عالم الغناء.
ومنذ سن السادسة، بدأت موهبتها تتفتح، وكانت تشارك بالغناء في أفراح العائلة والجيران، لتصبح صوت الفرح في قريتها، وتلقب بـ"صاحبة الصوت الحلو" بين الأهل والمعارف.
غناء بلا مقابل، ومحبة الناس هي المكافأة
في بداياتها، لم يكن الغناء مصدر رزق، بل كان نابعًا من شغفها العميق بالفن، وكانت تغني في الأفراح والمناسبات دون أجر محدد، وتكتفي بما يُقدم لها من حب الناس وكلمات التقدير، أو بعض النقود الرمزية التي لم تكن تطلبها، لكنها كانت تعبيرًا عن امتنان الحضور لصوتها المبهج.
رغم بساطة بداياتها، لم تخلُ المسيرة من مواقف صعبة، إذ تعرضت للضرب من بعض زملائها المطربين المحليين حين بدأت في الغناء منفردة، معتبرين أنها تخطت دورها، إلا أن الخلاف لم يدم طويلًا، وعاد الجميع للتعاون، رغم استمرار فاطمة في القيام بالدور الأكبر دون أن تنال المقابل العادل.
الغناء في المدرسة، أولى خطوات انتشار فاطمة عيد
لم تمنعها الظروف من متابعة التعليم، فدرست حتى الثانوية العامة، وكانت دائمًا حاضرة في الحفلات المدرسية والمناسبات الوطنية بأدائها المميز للأغاني الشعبية، مثل: "خلي بالك يا ولا" و"يا رب أبلغ مراضي"، وهو ما أسهم في تعزيز حضورها الفني داخل المجتمع المحلي.
اقرأ أيضًا:
من هي جودي مسعود، تصدرت الترند بوصلة رقص داخل بلاتوهات التصوير
من هي نادين أيوب الفلسطينية المشاركة فى مسابقة ملكة جمال الكون؟
من هي والدة منة شلبي ؟، اعتزلت الرقص بسبب الرئيس السادات
من هي المصورة شيرين شيحة، أثارت الجدل بظهورها مع أحمد السقا بعد طلاقه
انطلاقتها الحقيقية مع موريس كاس
التحول الأبرز في مسيرتها جاء عندما اكتشفها المنتج الشهير موريس كاس، الذي أعجب بصوتها الفريد وقرر أن يقدمها للجمهور باسمها الفني "فاطمة عيد".
ومن هنا بدأ اسمها يلمع في سماء الفن الشعبي المصري، إذ حافظت في أغانيها على الطابع الفلكلوري الأصيل وروح البساطة التي تربت عليها.
أغانٍ من الناس وإلى الناس
اشتهرت فاطمة عيد بأغانٍ تعبّر عن الحياة اليومية للناس، فكانت كلماتها قريبة من القلب، وصورها نابعة من الواقع الشعبي. ومن أشهر ما قدمت:
- "أنا سن سايح مخزن في الصفايح"
- "الليلة الدخلة وبكرة الصباحية"
- "يا بتاع الورد زوّق العربية"
- "برمش عينه ورماني يا ما الجدع"
- "يا رب أبلغ مراضي وافرح وأجدي الأعادي"
وما ميزها أن أغانيها لم تكن تكتفي بإثارة الفرح، بل حملت روحًا صادقة وتعبيرًا حقيقيًا عن المجتمع الريفي والمصري عامةً.
مواقف لا تنسى، الغناء والاحترام معًا
من المواقف الطريفة في مشوارها، أن أحد العرسان غضب عندما غنت في حفل زفافه أغنية تتضمن وصفًا ساخرًا من صاحب "عين واحدة سليمة"، فطلب منها التوقف احترامًا له، وبكل مهنية، استجابت لرغبته، رغم أن الكلمات كانت جزءًا من أغنية معروفة.
ومن جانبها، تؤمن فاطمة عيد بأن الغناء ليس مهنة فقط، بل أسلوب حياة، وكانت تغني في كل مكان وزمان، في المدرسة، في الحقول، وأثناء الأعمال اليومية.
وتنوعت ألوانها الغنائية بين الشعبي والشرقي، بما يتوافق مع ذوقها الشخصي وذوق جمهورها المحب.
إن فاطمة عيد ليست مجرد فنانة شعبية، بل هي صوت أصيل خرج من بين الناس وعاد إليهم بأغانٍ تلامس قلوبهم وتعبر عن أفراحهم وأحزانهم، إنها نموذج للفنان الذي ظل وفيًا لجذوره، مؤمنًا بأن البساطة والصدق هما الطريق الأصدق للوصول إلى الناس.