
ظلّ والد الطفل «أح» يبحث عن المدرسة الدولية الأقل تكلُفة لابنه البالغ من العمر 4 سنوات بمدينة «6 أكتوبر»، حتى يلتحق بها مع بداية العام الدراسي، بينما استقرّت والدة الطفل «يح» على التحاق نجلها بإحدى المدارس التجريبية بالحي السادس، وأثناء استخراج شهادات الميلاد المميكنة من مقرّ السجل المدني التقى «أح» و«يح» ودار بينهما حوار..
«أح»: «أنت جاي مع مامتك عشان شهادة الميلاد برضه!»
«يح»: «آه عشان عاوزين ملف ليّ في المدرسة التجريبي اللي هدخلها في شهر 10»
«أح»: «يا بختك.. أنا بابا عمال يلف على المدارس الانترناشونال ومش لاقي ليّ مكان خالص»
«يح»: «أنا ماما قدّمتلي في المدرسة التجريبي اللي قريبة لبيتنا عشان توفر فلوس الباص»
«أح»: «المشكلة عندنا مش في الفلوس بابا صاحب شركة مقاولات.. هما بس مش عاجبهم ماركة عربية بابا بيقولوا من شروط التقديم لازم تبقى آخر موديل السنة دي.. وأجي المدرسة بـ أوبر هليكوبتر، واشترك في نادي معترف به على مستوى نجيب ساويرس»
«يح»: «طب عملتوا إيه في المشكلة دي؟»
«أح»: «بابا قالهم فلوسي كلها في السوق ومش معايا سيولة دلوقت عشان أغير عربيتي بسبب الـover price.. قالوله: خلاص اتبرعلنا»
«يح»: «واتبرعلهم بإيه؟»
«أح»: «اتبرعلهم بـ أوردر من -كرم الشام- حوالي 100 وجبة عشان كان وقت غدا في المدرسة لحد ما يتفاوض معاهم أو يعمل قرض بضمان أملاكه وهيفتح حساب باسمي لصالح مديونيات المدرسة»
«يح»: «طب هلحق بقى أمشي أنا وماما شكلها استلمت شهادة الميلاد»
«أح»: «طب قولي قبل ما تمشي انتوا اتبرعتوا بإيه قبل التقديم»
«يح»: «سمعت بابا كان بيقول شكله هيبيع -كليته- علشان يعرف يدفع أول قسط.. أو هيفتح -مش حساب في البنك- لأ دماغ المدير».
محمد حسين الجداوي
كاتب ساخر - عضو نقابة الصحفيين - عضو اتحاد الكتاب