كيف يمكن منع حوادث السيارات ؟ امتحان سلوك وثبات انفعالي للسائق قبل منح الرخصة

كيف يمكن منع حوادث السيارات، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ علم الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن اختبار السلوك والثبات الانفعالي يجب أن يشكل عنصرًا مهم وأساسي في تقييم صلاحية الأفراد لقيادة السيارات، وليس مجرد إجراء شكلي ضمن مراحل الحصول على رخصة القيادة.
كيف يمكن منع حوادث السيارات
وأوضح أن الاختبارات الحالية تفتقر إلى العمق الكافي، إذ لا تميز بين السائق القادر على التحكم في عجلة القيادة، والسائق غير القادر على التحكم في نفسه وانفعالاته، مشددًا على أن القيادة ليست مجرد مهارة فنية، بل انعكاس لشخصية الفرد وسلوكه الاجتماعي، والنفسي.
حيث أن بعض السائقين في الوقت الراهن يتعاملون مع القيادة كساحة لاستعراض القوة، لا كواجب يتطلب المسؤولية والالتزام وأن الطريق أصبح في نظر البعض ملكية خاصة، يتصرف فيها كل سائق كما يشاء، دون اعتبار لحياة الآخرين أو سلامتهم.

وكشف بأن الامتحانات الحالية التي تقتصر على اختبار الضغط على البنزين والفرامل لا تكفي للكشف عن السلوك الانفعالي، وبعض الأشخاص يقودون السيارة بشكل جيد، لكنهم يفقدون السيطرة على أنفسهم عند أول احتكاك بسيط، ويتحولون في لحظة إلى أشخاص عدوانيين كأنهم في ساحة معركة وليس طريق يسير عليه عدد من المواطنين.
رخصة القيادة، السلوك والانضباط النفسي والانفعالي لدى السائقين
وأوضح أن هناك نماذج نرجسية مهزوزة نفسيًا، تحاول إثبات ذاتها من خلال تحدي القوانين، الرسالة التي يوجهها هؤلاء للمجتمع هي نا أفعل الخطأ، ولا أحد يستطيع منعي، هؤلاء الأفراد يتصرفون بمنطق "الشخص الأوحد"، غير مؤمنين بالمشاركة أو بالانضباط، ولا يرون في الالتزام سلوكًا راقيًا بل ضعفًا

مضيفًا يرتكبون المخالفات ليشعروا بوجودهم، حتى لو كان هذا الوجود سلبيًا ومؤذيًا، لا يدركون أن شرارة صغيرة قد تُشعل نارًا كبيرة نموذج سلوكي معد حذر قناوي من أن السلوك العدواني على الطرقات لا يتوقف عند صاحبه، بل ينتشر، ويخلق مناخًا عامًا من الفوضى والاستهانة بالقانون، حيث يُغطي صوت العنف والعدوان على صوت القانون والنظام.
وأضاف أن هذه النوعية من السائقين لا تحترم القانون ولا تمتلك الاستعداد للمشاركة في أي جهد جماعي يخدم الأمن المجتمعي، على الرغم من أن الدين نفسه يحث على احترام حياة الآخرين.
أوضح أنه لـ منع حوادث السيارات يجب تقديم برامج تدريبية وتثقيفية تهدف إلى بناء السلوك والانضباط النفسي والانفعالي لدى السائقين، مؤكدًا أن الحل لا يكمن دائمًا في تغليظ العقوبات، حيث قال: لو كانت العقوبات وحدها كافية، لكان حكم الإعدام أوقف جرائم القتل، لكننا بحاجة إلى تغيير السلوك من الجذور فالنبت السيئ لا يضر نفسه فقط، بل يضر كل من حوله.
