الحياد وقت الأزمات ليس دائمًا موقفًا متزنًا كما يظن البعض، بل قد يتحول إلى خيانة للصواب وللقيم إذا كان الظلم واضحًا والحق بيّنًا.
فحين تتعرض الأوطان أو المبادئ أو المظلومون لتهديد، فإن الصمت والوقوف على الحياد يساوي في أثره الوقوف في صف المعتدي، لأن الشر لا ينتصر إلا حين يقف الأخيار متفرجين.
إن الأزمات تمتحن الضمائر، وتكشف من يختار الشجاعة والانحياز للحق، ومن يختار الراحة على حساب الواجب. فالحياد في لحظة الحقيقة… انحياز مقنّع.
الحياد وقت الأزمات قد يبدو للبعض موقفًا عقلانيًا أو دبلوماسيًا، لكنه في كثير من الأحيان يكون غطاءً للتهرب من المسؤولية أو تبريرًا للصمت أمام الباطل.
فعندما يكون المشهد واضحًا: ظالم يبطش، ومظلوم يستغيث، فإن اختيار الحياد لا يعني أنك بعيد عن الصراع، بل يعني أنك اخترت أن تمنح المعتدي مساحة إضافية ليستمر في ظلمه، وأن تحرم المظلوم من دعمٍ كان يمكن أن يغير مصيره.
الأزمات الكبرى هي لحظات اختبار حقيقية للأخلاق والضمير؛ ففيها يظهر الفارق بين من يضع القيم فوق المصالح، وبين من يختار الراحة والأمان الشخصي على حساب الواجب.
الحياد في هذه اللحظات ليس حمايةً للسلام كما يدّعي البعض، بل هو خيانة للحق، لأن الشر لا يزدهر إلا حين يكتفي أصحاب المبادئ بالمشاهدة الصامتة.
إن التاريخ لم يذكر الحياديين كأبطال، بل ذكرهم كشهود صامتين على الانتهاكات، وترك البطولة لأولئك الذين انحازوا بوضوح إلى ما آمنوا به، حتى وإن دفعوا الثمن.
في زمن الأزمات، الحياد خيانة، والصمت تواطؤ، والوقوف على الحياد وقوف في صف الظالم بوجه المظلوم. من لم ينحز للحق حين يعلو صوت الباطل، فقد اختار أن يكون جزءًا من الظلم، ولو ادّعى البراءة.
الصراع بين الحق والباطل صراع أزلي، عرفه البشر منذ عهد آدم، صراع البقاء والقوة والأمن والخلود، ومتوهم من يظن نفسه خالدا إلا أن يكون بعمل يذكره، والمفلح من طاب ذكره وحسن فكره وعمله. خلال هذا الصراع يتوقع الكثير النجاة بمجرد الزامه الحياد، كأنه خلق في أو لعالم آخر أو وجد لغاية أخرى، والحقيقة أن الظلم في أرض تهديد للعدالة في كل مكان، وأن الدفاع عن القضايا الإنسانية حماية لكل البشرية.
في أغلب القضايا التي تهم الشأن العام يكون الحياد شبه مستحيل، حيث يجب تحديد الموقف وتسمية الأشياء بمسمياتها حتى تتوسع الرؤية وتتضح، في حين أن أغلب هذه القضايا يتفاداها البعض مسميا إياها "سياسة" وأن لا شأن له بالسياسة، لكن الأخيرة تدخل في كل شيء وفي أبسط وأتفه ما يمكن تخيله، والابتعاد عنها يعني ترك الآخرين يعبثون بشؤونه ومصيره، ويظن أنه قد أمن، أو كما قال زكي نجيب محمود، "موقف الحياد هو موقف العاجز الذي يريد لنفسه السلامة والهدوء"، لكنه سيهوي بسبب من أمنهم وهم لا يأمنون ماضيه ولا حاضره ولا مستقبله.
الغاية لا تبرر الوسيلة وإن كانت الغاية نبيلة، والوصول للنجاح لا يضمنه أحد سوى مسبب الأسباب، فكيف إذا كانت الأسباب باطلة، فالإنسان غير مطالب بالنتائج بل بطريقة السعي إليها
الصمت اختياري والسكوت إجباري وفي مثل هذه الحالات كلاهما لا يعدان حلا، فالكلمة من أساليب التعبير عن القوة وعدم الخضوع، وهي أقوى من السلاح كونها مرتبطة بالذكرى والعقل، فحتى وإن مات صاحبها ستبقى في الأذهان ويبقى ذكرها بين الناس وفي تصوراتهم وأفكارهم لتنتصر في الأخير ويخلد صاحبها، ومهما كان محتوى الكلمة فهي ليست جريمة، والاستمرار في الدفاع عن أي مظلوم بسبب رأيه وكلمته واجب مهما كان توجهه ومهما كانت عقيدته، وإن لم تصل به رابطة سوى رحم آدم.
تنعم مصر بالأمن والاستقرار والعدل والسلام الاجتماعي، واستطاعت من خلال منظومة من القيم العليا أن ترسي الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتحفظ كرامة الفرد والجماعة دون تمييز أو تفرقة، ولن تأبه الدولة للحملات المغرضة التي تشنها المنظمات الخارجية الفاسدة من أجل تشويه سمعة الدولة، خصوصاً مع الالتفاف الشعبي والبنيان الاجتماعي المرصوص الذي يصد أي محاولة لتشويه سمعة الدولة أو أركانها الراسخة
إن الإرهاب قبل أن يُمارس فعلياً هو فكر، ودولة الإمارات تنبهت لهذا الفكر وقامت بمقارعة الفكر المتطرف، بالفكر الإسلامي السليم، ونشر الوعي الوطني الذي يقوي المجتمع في مواجهة هذا التطرف، كما أن دولة الإمارات قامت بالتعاون مع الدول بمساندة الإجراءات الدولية لمكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية، ويُحسب للدولة حرصها على عدم انخراط أبنائها في الحروب التي تقع في الدول الأخرى، والتي يتم فيها جر الشباب تحت اسم الجهاد، وطريق القيام بأعمال إرهابية في العالم العربي والإسلامي وباقي دول المعمورة، وقامت الدولة عبر قانون الإرهاب وقانون المنظمات الإرهابية وغيرها من القوانين التي شرعتها، بمحاكمة الفكر المتطرف، والتنظيم السري، كما عملت على تتبع مصادر تجميع الصدقات والتبرعات من الجهات غير الرسمية في الدولة، والتي تستغل هذه الصدقات من أجل التمويل المالي لجماعات إرهابية.
التواصل الاجتماعي وأشار إلى سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الشائعات المسيئة للوطن، حيث إن أصحاب الفكر المتطرف تمرسوا بالعمل واستغلوا مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للأفكار الضالة، حيث إن هناك جماعات تم تأهيلها وتدريبها لتضليل الرأي العام، ونشر الأفكار الهدامة، والشائعات المغرضة، لتأليب الرأي العام ضد الدولة، حيث إنه كان باعتقادهم أن وسائل التواصل الاجتماعي، هي البيئة الخصبة للترويج ونشر معتقداتهم وأفكارهم الهدامة، لكنهم تلقوا صدمة كبيرة عندما تم صدهم من شعب مصر ، وعمل شباب مصر لدحض الافتراءات، وتمت مواجهة الهجوم الإلكتروني، والرد بالشواهد والأدلة، التي تثبت أن الوطن يسعى لخدمة المواطن دائماً، مع استعراض سلسلة الإنجازات والمزايا التي يتمتع بها المواطن في مصر ضد الأفكار الظلامية الغريبة عن ديننا وعن ثقافتنا وعن مجتمعنا، وفي ترسيخ ثقته بالله أولاً وبالدولة وقادتها وأجهزتها وأبنائها ثانيا، وفي تكاتف الصف ووحدته ثالثاً ودائماً. الأفكار الضالة وأشار إلى استغلال