دراسة: وضع المكياج على الأطفال يعرض صحتهم للخطر

توصل تحقيق أجرته صحيفة التايمز إلى أن الأطفال الصغار والرضع يتعرضون بشكل روتيني لمنتجات التجميل للبالغين، بما في ذلك البخاخات المعطرة، وطلاء الأظافر.
دراسة حديثة: وضع المكياج على الأطفال يعرض صحتهم للخطر
قد تبدو هذه الأمور غير ضارة، أو حتى مناسبة للنشر على إنستغرام، إلا أن العلم يكشف عن حقيقة أكثر إثارة للقلق، حيث يختلف جلد الرضيع بيولوجيًا عن جلد البالغين: فهو أرق وأكثر امتصاصًا، ولا يزال في طور النمو.
إن التعرض لبعض المنتجات قد يؤدي إلى مشاكل فورية مثل التهيج أو ردود الفعل التحسسية، وفي بعض الحالات، قد يحمل مخاطر صحية طويلة الأمد مثل اضطراب الهرمونات.
يحتوي جلد حديثي الولادة على نفس عدد طبقات جلد البالغين، إلا أن هذه الطبقات أرق بنسبة تصل إلى 30%، ويُسهّل هذا الحاجز الرقيق اختراق المواد، بما فيها المواد الكيميائية، إلى الأنسجة العميقة ومجرى الدم.
تتميز البشرة الشابة أيضًا بمحتوى ماء أعلى، وتُنتج كمية أقل من الزهم (الزيت الطبيعي الذي يحمي البشرة ويرطبها)، هذا يجعلها أكثر عرضة لفقدان الماء والجفاف والتهيج، خاصةً عند تعرضها للعطور أو الكريمات غير المخصصة للأطفال.

كشفت التحقيقات عن استخدام مُسمر البشرة وطلاء الأظافر على الأطفال الصغار، غالبًا ما تحتوي هذه المنتجات على مواد كيميائية ضارة، بل ومسرطنة، مثل الفورمالديهايد والتولوين وفثالات الديبوتيل.
التولوين مادة سامة للأعصاب، وفثالات الديبوتيل مادة كيميائية تُسبب خللاً في الغدد الصماء، وهي مادة كيميائية قد تؤثر على وظائف الهرمونات، مما قد يؤثر على النمو والتطور والخصوبة، كلتا المادتين تخترقان بسهولة أكبر جلد الرضع الرقيق والأكثر نفاذية.
حتى التعرض لمستويات منخفضة من الفورمالديهايد، مثل تلك الموجودة في الأثاث أو تلوث الهواء، ارتبط بارتفاع معدلات الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي السفلي عند الأطفال (وهي العدوى التي تؤثر على الرئتين والممرات الهوائية والقصبة الهوائية).
تحتوي العطور في كثير من الأحيان على الكحول والمركبات المتطايرة التي تسبب جفاف الجلد، مما يؤدي إلى الاحمرار والحكة وعدم الراحة.
وجدت دراسة أن متوسط مسببات الحساسية التلامسية لكل منتج في مجموعات العناية بالبشرة "الطبيعية" يبلغ 4.5. من بين 1651 منتجًا "طبيعيًا" للعناية الشخصية في السوق الأمريكية، كان 96 منتجًا فقط (5.8%) خاليًا من مسببات الحساسية التلامسية.
الرضع والأطفال الصغار ليسوا مجرد بالغين صغار، جلدهم لا يزال في طور النمو، وهو أكثر عرضة للتهيج وامتصاص المواد الكيميائية والتأثيرات الجهازية: المواد التي تخترق الجلد قد تدخل مجرى الدم، وقد تؤثر على الأعضاء أو الأجهزة الحيوية في جميع أنحاء الجسم.
اقرأ أيضًا:
باقي كام يوم على انتهاء فصل الصيف 2025 اعرف التفاصيل
الصين تنتج أول روبوت بشري للحمل في العالم باستخدام رحم اصطناعي 2026
قد تظهر الآثار الجانبية على شكل طفح جلدي، أو تقشر، أو حكة، وفي الحالات الشديدة، ظهور بثور أو قشور. يجب دائمًا استشارة طبيب مختص في حال ظهور أعراض تنفسية، مثل السعال أو الصفير.