
في واقعة طريفة لم تحدث من قبل، استقبل «مستشفى نمبر وان»، عددًا كبيرًا لأشخاص مُصابين بأعراض غريبة، ومن بينهما الطفلين «زُغطة» و«عطسة» اللذين تسببا في انزعاج عائلتهم خلال تلك الأزمة الصحية المفاجئة، خاصةً مع عدم الكشف عن أسباب تلك الحالات.
هذا وازدحمت الأسِرة (جمع سرير)، وتم استدعاء الأطباء المناوبين بقسم الطوارئ على وجه السرعة، تزامنًا مع ارتفاع الحالات بالمستشفى، كي يتمكنوا من السيطرة على هذا الوباء غير المتوقع، في هذا التوقيت من العام.
مرّت أيام وشهور بين أنين المرضى، وإسعافات الأطباء والممرضين للحالات المُصابة، باستخدام تقنية التنفس في -كيس بلاستيكي- حتى يتم إيقاف الانكماش المفاجئ لعضلة الحجاب الحاجز، وتعود الأحبال الصوتية لطبيعة عملها، أو تقنية التخبيط على -نفوخ المريض- حتى يفقد الذاكرة، بينما يتناول الإعلام الواقعة بمنظور تحليلي مختلف عبر استضافة العديد من الخبراء -المتزغطين- في مجال (تهييج الرأي العام)، وخلق ظواهر من الظواهر، ومشكلات من المشكلات، وشائعات من وحي اللا شيء، في حين أن المرضى يبحثون عن «لقاح» للوقاية من تلك النوبات المفاجئة، وينتظرون بشغفٍ صعود المنتخب القومي لكأس العالم 2026، وهبوط أسعار البترول والذهب، وظهور العشرين جنيه البلاستيكية وأزايز المية المعدنية واختفاء محمد بتاع كشري التحرير ورمسيس وغمرة، واعتقال كل ما يسمى "بلوجر"، والإفراج عن زوجة ابن ترامب بعد احتجازها بالبيت الأسود من قبل "المطرب العريان".
وبعد مرور فترة من الزمن، كشف أحد المتخصصين السبب وراء تلك الظاهرة، ليفجر مفاجأة مدويّة، بأن السبب هو الظهور الأخير للفنان المُلقب بـ«الأسطورة»، وفي يده عبوة معجون أسنان ذهبية، وفرشاة عيار 24، وصابونة كريستال عصفور ما تسبب في صدمة لمتابعيه، خاصة من الذين يستخدمون معجون أسنان أبو «5 جنيه» وفرشاة بـ«اتنين جنيه» من على الرصيف، وأصيبوا جميعًا بنوبات الزغطة والعطسة الموسمية وهو بيشاور ليهم من الطيارة الألماس.. ويتكرر ذلك مع كل ظهور -سخيف- لابن الحلال.. أو تصريحات بخصوص قصة حب حسام وشيرين، وبوسي شلبي وجون ترافولتا، وابنة مبارك وبتاعت الفسيخ، وبدرية طلبة والدولارات.. ليقرر بعد تلك الواقعة أسرة كلاً من «زُغطة» و«عطسة» مقاطعة مسلسلات -رمضان-.
محمد حسين الجداوي
كاتب ساخر - عضو نقابة الصحفيين - عضو اتحاد الكتاب