الخميس 14 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حين تشرق شموس مصر، لا يؤذن للفجر بالغياب، ولا تعطى للعتمة فرصة التمدد في الأفق، ومن بين تلكم الشموس التي أشرقت فأضاءت، وانطلقت فما انطفأت، سطع نجم الدكتور بدر عبد العاطي، رجل الدبلوماسية الرفيعة، ووزير الخارجية الذي رد إلى مصرَ هيبتَها، وأعاد إلى اسمها وزنَه في ميزان العالم.

ولد الدكتور بدر عبد العاطي في أرض جبلت على الصبر، وربي في بيئة لا تهدي المجد إلا لمن سهروا الليالي يطلبونه، ومنذ بواكير عمره، كان العلم رفيقه، والتفوق دربه، حتى أضحى الأول على دفعته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لا عن اجتهاد وحسب، بل عن تفرد فطري في الفكر والتحليل والبصيرة، فكان مشعلًا لا يعرف الخفوت، وعبقريًا لا يعرف إلا طريق القمم.

ومن رحاب الجامعة إلى دروب الدبلوماسية، شق بدر عبد العاطي طريقه بثبات الحالمين وحكمة الراسخين، تدرج في المناصب، ولم يمر يوم إلا وكان فيه لبنة تضاف إلى بناء مصر الدبلوماسي، وكان دومًا ممثلًا لوطنه خير تمثيل، متحدثًا باسم مصر بلغةٍ لا تعرف الهوان، ومفاوضًا بلينٍ لا يُفسد الصلابة، وبصلابةٍ لا تُخفي الحنكة.

اقرأ أيضًا:

بعد تسريب وزير الخارجية حول إغلاق السفارة في لاهاي، الرسالة وصلت «المعاملة بالمثل»

وزير الخارجية: مصر تدرب 5 آلاف شرطي فلسطيني تمهيدا لنشرهم في غزة

وزير الخارجية يلتقي نظيره الإيفوري لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين

وزير الخارجية يؤكد لنظيره الألماني رفض مصر قرار إسرائيل بالسيطرة على غزة

حتى جاء القرار الذي عدَّه الكثيرون تتويجًا لمسيرةٍ مكللةٍ بالعطاء: قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيينه وزيرًا لخارجية أم الدنيا، فلم يكن القرار مجرد اختيارٍ إداري، بل كان وعيًا سياسيًا ثاقبًا، يضع الرجل المناسب في الموضع الذي يليق بقدراته الفذة، ومسيرته المشرفة.

منذ أن تولى الدكتور بدر عبد العاطي مقاليد الخارجية، ومصر تشهد تحولًا نوعيًا في علاقاتها الدولية، إذ استعيدت الجسور التي تقطعت بفعل العواصف، ووطدت العلاقات مع الشرق والغرب، وامتدت أيادي التعاون إلى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ولم تكن تحركاته في الساحة الدولية تحركاتٍ دبلوماسيةً فحسب، بل كانت إشاراتٍ واضحة إلى أن مصر لا تعود إلى الخلف، بل تمضي بثباتٍ نحو مقدمةِ الصفوف.

ومع كل لقاءٍ دولي، وكل خطابٍ أممي، وكل قمةٍ حضرها ممثلًا للبلاد، كانت مكانة مصر ترسخ، وصورتها تجلى، واسمها يعاد إليه بريقه الذي حاولت رياح المتغيرات أن تنال منه، ولعل أكثر ما يلفت في أدائه، ذلك التوازن المذهل بين المبدأ والمرونة، بين الثبات والانفتاح، بين الدفاع عن الثوابت والسعي نحو المصالح.

اقرأ أيضًا:

بدر عبد العاطي: دعم مصر لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية

بدر عبد العاطي يغادر إلى نيجيريا في مستهل جولته بغرب إفريقيا

بدر عبد العاطي يلتقي كبار المسئولين بالقارة الإفريقية لبحث سبل التعاون

لقد أعاد بدر عبد العاطي  للخارجية المصرية رونقها ومكانتها المرموقة بين وزارات الخارجية المناظرة، لا بمنطق الشعارات، بل بمنطق الإنجاز، والدبلوماسية الهادئة، والرؤية الواضحة، وحين يذكر اسمه اليوم في المحافل الدولية، يذكر مقرونًا بكلماتٍ مثل: الاحترام، التأثير، والحكمة.

حقٌّ لمصر أن تفتخر بهذا البدر الذي بزغ من الجنوب الوفيّ، وحقٌّ لنا أن نُجلّ قائدًا وطنيًا أعاد إلى دبلوماسيتنا عمقَها ومكانتها، فبوركتَ يا بدر الصعيد، منارةً أضاءت عالمًا بأسره، وسِراجًا عُلق في سماء المجد، لا ينطفئ.

وفي نهاية المسار، بدا البدر محظوظًا بالشمس التي أهدته نورها، تلك الشمس التي تمثّلت في سياسة مصر الخارجية الرشيدة، الواضحة في رؤيتها، العميقة في مقاصدها، والتي خطّ ملامحها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكمة القائد وحنكة الدولة. 

لقد كانت تلك السياسة بمثابة البوصلة التي وجهت خطى "بدر الصعيد"، فاستمد منها ضوء الحكمة، وصلابة الموقف، وثبات الرؤية، فأنار بها الدروب، وتجاوز بها التحديات، وحين اجتمع صدق التوجه مع كفاءة التطبيق، تجسّد المعنى الحقيقي للرجل المناسب في المكان المناسب.

تم نسخ الرابط