قناديل البحر تتسبب في قطع الكهرباء عن ملايين المواطنين (تفاصيل)

أغلقت محطة جرافلينز النووية في فرنسا أبوابها بعد أن تسبب سرب قناديل البحر في انسداد أنظمة التبريد، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص.

فرنسا تقطع الكهرباء عن ملايين السكان بعد تعطل المحطة النووية

أدى سرب ضخم من الحيتان العائمة في المحيط إلى إغلاق إحدى أكبر محطات الطاقة النووية في فرنسا.

تسببت مخلوقات بحرية متطفلة في انسداد أنظمة سحب مياه التبريد في منشأة جرافلين في شمال فرنسا في وقت متأخر من، يوم الأحد، مما أدى إلى توقف تلقائي لثلاثة مفاعلات.

توقف مفاعل رابع عن العمل بعد ذلك بوقت قصير، مما أدى إلى توقف المحطة بأكملها، القادرة على توفير الطاقة لنحو 5 ملايين منزل، عن العمل. وكان مفاعلان آخران قد أُوقفا بالفعل لإجراء صيانة صيفية مجدولة.

ازدهار قناديل البحر يعطل الكهرباء

وصفت شركة الكهرباء الفرنسية المملوكة للدولة (EDF) الغزو بأنه "هائل وغير متوقع"، وأكدت أنه لم يؤثر على "سلامة المنشآت أو الموظفين أو البيئة"، وفقًا لصحيفة الجارديان، كما ظلت صادرات الكهرباء من فرنسا إلى المملكة المتحدة دون تغيير.

تستمد محطة جرافلينز مياه التبريد من قناة متصلة ببحر الشمال، موطن العديد من أنواع قناديل البحر التي تزدهر في مياه الصيف الدافئة. 

وعندما تصل سربها، يمكنها أن تغمر بسرعة براميل الترشيح في محطات الضخ، مما يقطع تدفق مياه البحر الضروري للحفاظ على استقرار درجات حرارة المفاعل.

تعد ظاهرة ازدهار قناديل البحر ظاهرة طبيعية، تحدث غالبًا بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه والتغيرات في تيارات المحيط.

ورغم أن هذه المخلوقات لا تشكل خطرا على الناس من مسافة بعيدة، فإنها قد تسبب اضطرابات كبيرة في محطات الطاقة الساحلية، التي تعتمد على كميات هائلة من مياه البحر الباردة للتشغيل الآمن.

دفعت المشاكل المتكررة الناجمة عن تدفقات قناديل البحر المفاجئة العلماء في جامعة بريستول إلى تطوير "أداة إنذار مبكر" للتنبؤ بظهور اسراب ضخمة من قناديل البحر التي قد تهدد توليد الطاقة.

تهديد بحري يغلق المفاعلات

وفي عام 1999، أدى انتشارٌ هائلٌ لقناديل البحر في الفلبين إلى توقف محطة توليد كهرباء عن العمل، مما تسبب في انقطاعٍ كبيرٍ للكهرباء خشي البعض أن يكون مرتبطًا بمشكلة عام 2000 أو حتى بمحاولة انقلاب.

ومؤخرًا، في سبتمبر العام الماضي، كافح عمال أكبر محطة توليد طاقة تعمل بالفحم في شرق الصين لمدة عشرة أيام لإزالة أكثر من 150 طنًا من قناديل البحر من أنظمة التبريد الخاصة بها بعد أن غمرت موجةٌ مفاجئةٌ بنيتها التحتية.

إن انخفاض عدد الحيوانات المفترسة الطبيعية، مثل السلاحف البحرية، والتغيرات التي يسببها الإنسان في بيئة المحيط، يمكن أن تخلق الظروف المثالية لازدهار أسراب السلاحف وانجرافها نحو الشواطئ.

في الوقت الحالي، تقول شركة كهرباء فرنسا (EDF) إن محطة جرافلين ستظل متوقفة عن العمل حتى يتم إزالة قناديل البحر وإصلاح أنظمة تبريد المياه. 

اقرأ أيضًا:

ترامب يدخل في وصلة مدح لـ روسيا قبيل أيام من قمة ألاسكا

مواصلة تدفق المساعدات الإنسانية المصرية إلى قطاع غزة

ومع استمرار بقاء مياه الصيف الدافئة في بحر الشمال، سيراقب مشغلو المحطة وعلماء البحار عن كثب الموجة القادمة غير المتوقعة من هذه الكائنات الجيلاتينية المزعجة