«أكفان الملائكة»، غموض في وفاة 11 طبيبا أثناء العمل في المستشفيات

واقعة وفيات الأطباء خلال عملهم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية بعد وفاة طبيبين في عمر الزهور.
هذه لم يكن حادث امس هو الوحيد فهناك الكثيرون قد لقوا حتفهم أثناء جائحة كورونا، ومنهم من يتوفى أثناء تأدية عمله كطبيب يقف بالساعات لإجراء عملية بعدد ساعات طويلة، ومنهم من يتوفى بسبب قلة النوم كهؤلاء الذين يمارسون عملهم في نوبتجيتهم في الطوارئ.

شهدت مستشفى قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، حادثًا مؤلمًا بوفاة طبيبة تدّعى سلمى محمد حبيش، وهي طبيبة امتياز من مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وذلك أثناء تأدية واجبها المهني، إثر تعرضها لهبوط حاد في الدورة الدموية بسبب إرهاق شديد وضغط العمل المتواصل دون راحة.
وقالت أسرة الطبيبة الراحلة أنها كانت تعمل لساعات طويلة متواصلة، حيث أنهت مناوبتين متتاليتين (شفتين) دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو تناول الطعام، ما تسبب في تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.
تعرضت الدكتورة سلمي لأزمة صحية مفاجئة خلال تأديتها مهامها في المستشفى، إذ أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية، مما أدى إلى توقف مفاجئ في قلبها، ورغم محاولات زملائها الطبية لإسعافها بسرعة، إلا أن الحالة كانت بالغة الخطورة، فلم تفِ المحاولات بإحيائها.
وأكدت الأسرة أنه بعد تعرض سلمى لحالة إغماء تم نقلها على الفور إلى قسم العناية المركزة، لكنها فارقت الحياة رغم محاولات إنقاذها بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.
إقرأ أيضًا
بيان عاجل من جامعة القاهرة بشأن وفاة طبيبة امتياز بمستشفيات قصر العيني
بسبب الإجهاد، وفاة طبيبة امتياز خلال عملها بمستشفى قصر العيني
كما لقى الطبيب الشاب عبد اللطيف فرج محمد، طبيب الطوارئ بمستشفى المنصورة للتأمين الصحي، حتفه أثناء تأدية واجبه المهني والإنساني في خط الدفاع الأول، داخل غرفة الطوارئ، بين مرضاه الذين نذر حياته لخدمتهم.
ويذكر أن الطبيب عبد اللطيف كان قد توفي عقب انتهاء نوبتجية عمل استمرت نحو 12 ساعة في قسم الطوارئ، كان خلالها يؤدي رسالته السامية بكل إخلاص وتفان.
النقابة الأطباء: إعادة النظر في أوضاع الأطباء داخل أماكن العمل
وفي هذا الإطار، تشدد النقابة العامة للأطباء على ضرورة إعادة النظر بجدية ومسؤولية في أوضاع الأطباء داخل أماكن العمل، لا سيما في أقسام الطوارئ، من حيث عدد ساعات العمل، وضغط الحالات، وتوافر الراحة والدعم النفسي.
وتؤكد النقابة أن الإشارة إلى أوضاع العمل وعدد الساعات وضغوط المهنة، تأتي في سياق عام يخص مهنة الطب وأقسام الطوارئ بوجه عام، ولا تتعلق بأي ملابسات خاصة بواقعة وفاة الزميل الراحل.

بيان جامعة القاهرة بشأن الطبيبة سلمى
أكدت جامعة القاهرة، بشأن الطبيبة سلمى، أنه وفق الثابت من التقارير الطبية وملابسات الواقعة بشأن وفاة طبيبة الامتياز الطبيبة سلمى محمد حبيش، أن سبب الوفاة لم يكن مرتبطًا بالإجهاد أو ضغط العمل، كما تم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.
ونعت جامعة القاهرة ببالغ الحزن والأسى الطبيبة سلمى محمد حبيش بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والتي كانت تقضي فترة الامتياز بكلية طب قصر العيني، ووافتها المنية مساء أمس، وتتقدم الجامعة بخالص التعازي والمواساة لأسرتها وزملائها، داعين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان.

وتؤكد الجامعة حرصها على توفير بيئة عمل آمنة وداعمة لجميع أعضائها من الأطباء وهيئة التمريض والطلاب، مشددة على أن المستشفيات الجامعية تعمل وفق المعايير الطبية والمهنية المتعارف عليها، وأنها لا تتوانى عن تقديم الدعم والرعاية لجميع منتسبيها.
النقابة العامة للأطباء تنعي الطبيبين
نعت النقابة العامة للأطباء بمزيد من الأسى والأسف الطبيبان عبد اللطيف فرج محمد، طبيب الطوارئ بمستشفى المنصورة للتأمين الصحي، والطبيبة سلمى محمد حبيش، وهي طبيبة امتياز من مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، اللذان وافتهما المنية أثناء تأدية واجبهما المهني والإنساني في خط الدفاع الأول، داخل غرفة الطوارئ، بين مرضاهم.
بسبب أزمة قلبية حادة.. وفاة طبيب بسبب أزمة قلبية حادة
كما أعلنت إدارة مستشفى بنها الجامعي بمحافظة القليوبية، في وقت سابق وفاة الدكتور نبيل عادل الطبيب المقيم بقسم الجراحة العامة والأوعية الدموية بالمستشفى، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، قبيل دخوله غرفة العمليات لإجراء جراحة لمريضة خلال نوبتجية العمل الخاص به، حيث أمضى ليلة في إجراء جراحات القائمة الجراحية الخاصة بها، كان يستعد لاستكمال عمله، حتى وافته المنية إثر أزمة قلبية حادة.
وكشف بيان مستشفى بنها الجامعي، في بيان لها، أن الطبيب الراحل أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء العمل بالمستشفى، وجرى إنهاء الإجراءات الخاصة بمراسم الدفن والتشييع، إذ جرى نقل الجثمان للكنيسة لإجراء القداس الإلهي على روحه، وسط انهيار زوجته وأسرته، إذ أنه متزوج حديثًا، ولم يرزق بأطفال.

وتأتي وفاة الطبيب الشاب بعد أسابيع قليلة من الوفاة المفاجئة للطبيبة مي رافع، مختصة التخدير بمعهد الأورام بمدينة دمنهور في البحيرة، أثناء ممارسة عملها، وشهور قليلة من وفاة الطبيب، أحمد سمير عبد العظيم، مدرس مساعد للجراحة العامة بكلية طب المنوفية.

وقد حذر عدد من أعضاء نقابة الأطباء من استمرار سقوط الشباب الأطباء، في أثناء تأدية عملهم داخل المستشفيات الجامعية، والتي وصفوها بـالمأساة، بسبب الإجهاد الذهني وشهيد الواجب
أنقذ مسنة ومات.. وفاة مفاجئة لطبيب قلب أثناء العمل بمستشفى في قنا
وكذلك توفي الدكتور محمد أنور العشري 37 والذي يعمل بمستشفى قفط التخصصي أثناء اجراء عملية جراحية لسيدة "75" عاما تعاني من اضطرابات في القلب، فتوقف قلب محمد أثناء العملية وفي غرفة العمليات مما أدي لوفاته المفاجئة

وفي واقعة ليست بجديدة، نعى وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، الطبيب المصري الشاب المتخصص بأمراض القلب، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بأزمة قلبية مفاجئة، بعد أن فشلت كل محاولات زملائه من أطباء قسم القلب بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة من عمليات إنعاش القلب وإسعافه، وذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الصحة.
كما قام الدكتور أحمد ماهر منصور أخصائي جراحة القلب بالانتهاء من عمليات القلب المدرجة بجدوله والتي استمرت لأكثر من 5 ساعات متواصلة، ثم شعر بالإرهاق والتعب وحاول أن يغسل وجهه بالماء إلا أنه سقط مغشيا عليه وسط زملائه الأطباء، الذين سارعوا لعملية إنعاش قلبه وإسعافه لمدة ساعة كاملة دون جدوى، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط دهشة الجميع.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بنبأ وفاة الطبيب الشاب الذي ساهم في علاج الكثير من مرضى القلب لتكون نهايته بذات تخصصه في مشهد درامي مأساوي، وبحسب أصدقاء وزملاء الطبيب الراحل، فإنه كان يستعد لزواجه قريبا، وأنه وحيد والدته بعد وفاة شقيقته بأزمة قلبية أيضا قبل عدة سنوات.

وشددت النقابة العامة للأطباء على ضرورة إعادة النظر بجدية ومسؤولية في أوضاع الأطباء داخل أماكن العمل، لا سيما في أقسام الطوارئ، من حيث عدد ساعات العمل، وضغط الحالات، وتوافر الراحة والدعم النفسي.