الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

تعيش الكثير من الأمهات في حيرة بين الحزم والقلق، وهن يحاولن فهم طبيعة سلوك أطفالهن، هل هو نشاط طفولي طبيعي "شقاوة محببة" أم أن الأمر أعمق ويشير إلى فرط حركة وتشتت الانتباه؟

الطفل النشط غالبًا ما يكون شعلة طاقة، يحب الاستكشاف، يركض ويقفز ويتنقل بين الألعاب، لكنه عندما يجد بيئة هادئة ومشجعة، يمكنه الجلوس للتركيز، وإتمام مهامه، والاستماع للتوجيه. 

أما الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فقصته مختلفة؛ إذ يظل في حركة مفرطة حتى في المواقف التي تتطلب الهدوء، ويجد صعوبة في التركيز حتى على الأنشطة التي يحبها، ويكون اندفاعيًا في أفعاله وكلماته، وكأنه لا يملك زر الإيقاف.

مشروبات لتهدئة الطفل كثير الحركة - كيف عالجت ابني من فرط الحركة؟

الفرق بين فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال؟

الخطر الحقيقي يكمن في التسرع بالحكم على الأطفال، فالتشخيص الصحيح لا يتم عبر المقارنات مع أطفال الجيران أو الملاحظات العابرة، بل يحتاج إلى تقييم علمي منهجي، يمتد لأسابيع أو أشهر، ويجمع بين ملاحظات الأم، والمعلمين، واستخدام أدوات تشخيصية معتمدة، بل وربما مقابلات مع مختصين في الصحة النفسية أو التربية الخاصة، لرسم صورة دقيقة لحالة الطفل.

إن الفهم الواعي للفارق بين الشقاوة وفرط الحركة ليس رفاهية، بل ضرورة لإنقاذ مستقبل الطفل، فالتشخيص الخاطئ قد يحرم طفلك من الدعم الذي يحتاجه، أو يفرض عليه قيودًا لا داعي لها. 

أما الفهم الصحيح، فيفتح الباب أمام الدعم المناسب، سواء كان عبر تعديل السلوك، أو تدخلات علاجية، أو تهيئة بيئة أكثر توافقًا مع احتياجاته، ليشعر بالأمان والحب والقدرة على النجاح.

إنها رسالة لكل أم، تذكري أن طفلك لا يُقاس فقط بدرجاته الدراسية أو هدوئه في الصف، بل بقدرته على أن يكون نفسه، وأن يجد من يفهمه ويدعمه، فالوعي هو الخطوة الأولى نحو احتضان قلبه، وحماية عقله، وفتح أبواب المستقبل أمامه.

تم نسخ الرابط