الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

«عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ، عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ».. كلمات مقدسة سطرها النبي صلى الله عليه وسلم بأحرف من نور، ليضع للبشرية دستوراً نبوياً مقدساً في فضل ومكانة رجال الشرطة.

وقد حدد النبي صنفان محرمان على النار، وساوى بينهما ورفع مكانتهما دون سائر العالمين، فقال في تحديد دقيق لا ينطق عن الهوى: "عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله"، أي أعين القائمين ليلاً عبادة وتضرعاً لله، وعين رجال الأمن من رجال الجيش والشرطة.

ويظهر الإعجاز النبوي البديع في المساواة التامة بين المؤمنين المتقين الناسكين الباكين لله ليلاً، وبين رجال الأمن الساهرين على أمن وحماية الناس، ليضع بذلك دستوراً نبوياً لمهمة ومكانة رجال الشرطة، لأنهم يسهرون من أجل حماية الوطن، يواجهون المخاطر بصمت وشجاعة، مدفوعين بعقيدة راسخة بأن حماية أمن مصر وشعبها ليست مجرد وظيفة، بل رسالة مقدسة، وواجب وطني لا يقبل التراجع.

رجال الشرطة وحماية الأمن القومي

تأتي جهود رجال الأمن المصريين في قلب منظومة الأمن القومي، فهم الدرع الأول الذي يتصدى بكل حزم لأي محاولة تهدد استقرار البلاد.

إن السهر على أمن المواطنين، وردع الخارجين عن القانون، ومكافحة الجريمة، وتأمين المنشآت الحيوية، ليست مهام لحظية، بل جزء من منظومة احترافية تتكامل فيها الجاهزية الميدانية مع التخطيط الاستراتيجي والتدريب المستمر.

وقد أكدت وزارة الداخلية المصرية في أكثر من مناسبة أن رجال الشرطة يستمدون قوتهم من إيمانهم العميق بأن التضحية من أجل الوطن شرف لا يعلوه شرف، وأن الحفاظ على أمن واستقرار الدولة المصرية مسؤولية لا يمكن التهاون فيها، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة.

ضابطات الشرطة المصرية يقدمن عروضًا قتالية مبهرة أمام الرئيس السيسي - الأسبوع

دور رجال الشرطة في تعزيز سيادة القانون

الأمن لا يتحقق فقط بالردع أو الوجود الشرطي في الشارع، بل بمنظومة متكاملة تسندها سيادة القانون واحترام الحقوق والحريات. 

ولهذا شدّد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، على أهمية مضاعفة الجهود لتعزيز العدالة، وضمان حيادية التطبيق، وحماية حقوق الإنسان المصري، مؤكدًا أن وزارة الداخلية ماضية في تطوير المنظومة الأمنية وفق أحدث المعايير العالمية، مع التركيز على دعم ثقة المواطنين في أجهزة الشرطة، باعتبارها الحاضنة الأساسية للأمن المجتمعي.

مديرية أمن القاهرة نموذجًا: جاهزية واحتراف

وفي مشهد يعكس كفاءة وجاهزية رجال الشرطة، نفذت مديرية أمن القاهرة خلال الأيام الماضية سلسلة من الإجراءات الميدانية المحكمة، بإشراف مباشر من اللواء طارق راشد، مساعد الوزير، مدير أمن القاهرة، وقد شملت هذه الإجراءات:

  • تعزيز الانتشار الأمني الفعّال في مختلف مناطق العاصمة.
  • تشغيل غرفة عمليات النجدة على مدار الساعة لتلقي بلاغات المواطنين والتفاعل السريع معها.
  • تكثيف الارتكازات الأمنية والدوريات المتحركة لتحقيق السيطرة الأمنية الشاملة.
  • التعاون مع مختلف أجهزة الدولة لحماية المنشآت العامة والخاصة.

هذه الجهود لم تأتِ من فراغ، بل ثمرة عقود من الخبرة والتحديث والتطوير المؤسسي داخل أجهزة الشرطة، التي باتت اليوم تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في إدارة الأمن، بما يعزز الاستباقية في مواجهة التهديدات.

الشرطة المصرية.. جهود حثيثة في مكافحة الإرهاب (آليات البطولة والإنجاز) |  مبتدا

الشرطة والشعب... شراكة لبناء مستقبل آمن

إن نجاح المنظومة الأمنية لا يتحقق إلا عبر الشراكة المجتمعية بين الشرطة والمواطنين، فالتعاون وتقديم المعلومات، ودعم الدولة في وجه التحديات، جميعها عوامل تصنع من المواطن شريكًا في بناء وطن آمن ومستقر.

ولذلك فإن حماية الأمن والاستقرار في مصر ليست مهمة الشرطة وحدها، بل مسؤولية وطنية جامعة، تتطلب من الإعلام، والمجتمع المدني، ومؤسسات الدولة، الوقوف صفًا واحدًا خلف رجال الشرطة وهم يخوضون معركة يومية ضد الفوضى، والجريمة، والتخريب.

تحية تقدير وعرفان لكل ضابط وفرد وجندي من رجال الشرطة المصرية، ممن رابطوا على الحواجز، وسهروا في الكمائن، ولبّوا النداء في كل لحظة دون توانٍ أو تأخر، فكانوا درع الوطن وسيفه، وجعلوا من دمائهم سياجًا لأمنه، ومن أرواحهم عهدًا لا يُنقض في سبيل حمايته وصون كرامته.

حفظ الله مصر، ودام أمنها، وسدد خطى رجالها الأوفياء تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو مستقبل لا يعرف إلا الأمان والكرامة والسيادة الوطنية.

لواء دكتور: أيمن حلمي

مدير الإعلام الأسبق بوزاة الداخلية

تم نسخ الرابط