قبل لقاء الرئيسين اليوم، محطات في رحلة العلاقات المصرية - الفيتنامية
يشهد اليوم لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنظيره الفيتنامي الرئيس لونج كونج، وقبل الزيارة المرتقبة، نقف سويًا على محطات في رحلة العلاقات المصرية –الفيتنامية.
تبرز أهمية علاقات فيتنام والدول العربية، في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى تقنيات تخزين الطاقة.
زيارات فيتنامية سابقة إلى مصر
وفي جولته سابقًا إلى مصر، ألقى الرئيس الفيتنامي لونج كونج خطاب سياسي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة والذي أكد فيه عن رغبة فيتنام في فتح صفحة جديدة في تعاونها متعدد الجوانب مع الدول العربية، سعيا نحو السلام والشراكة والتنمية المستدامة وأنه يمكن الاستفادة من التعاون المشترك في مجالات الطاقة الواعدة ونقاط القوة التي يتمتع بها العالم العربي في رأس المال والتكنولوجيا، وقدرة فيتنام المتنامية في مجال الطاقة المتجددة.
وخلال كلمته بجامعة الدول العربية، أعرب الرئيس كونج عن رغبة بلاده في أن تتحمل جميع الدول مسؤوليتها في الحفاظ على السلام العالمي من خلال تعزيز التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعايير السلوك المعترف بها عالميا، مع مراعاة المصالح المشروعة للدول الصغيرة والمتوسطة الحجم، وذلك في ظل المشهد العالمي المعقد الحالي.
اقرأ أيضًا
اليوم، الرئيس السيسي يستقبل نظيره الفيتنامي بقصر الاتحادية
وأكد لونج على فهم فيتنام العميق لقيمة السلام، الذي تبلور عبر عقود من الحرب والمصاعب، معربا عن قلقه البالغ إزاء العنف المستمر والأزمة الإنسانية المطولة في الشرق الأوسط.. معربا عن أمله في أن تسعى جميع الأطراف المعنية إلى حلول سلمية ومستدامة قائمة على القانون الدولي والحوار لحل صراعات المنطقة واختلافاتها.
إنجازات فيتنام التاريخية
ولفت الرئيس كونج إلى ان نجاح بلاده يرجع لتركيزها على 3 ركائز أساسية وهي بناء ديمقراطية اشتراكية وبناء دولة اشتراكية قائمة على سيادة القانون، إضافة إلى تعزيز اقتصاد سوق ذي توجه اشتراكي، وذلك بشأن الإنجازات التاريخية التي حققتها فيتنام منذ إطلاق إصلاحات "دوي موي" (التجديد) قبل نحو 40 عامًا.
وأضاف كونج أن فيتنام تسعى لتحقيق هدفين استراتيجيين أن تصبح دولة صناعية حديثة ذات دخل متوسط مرتفع بحلول عام 2030، وأن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع بحلول عام 2045.
سياسة فيتنام الخارجية
في هذا الإطار، أكد كونج التزام فيتنام بدبلوماسية مستقلة وسلمية ومعتمدة على الذات واستباقية تعزز التعددية والتنوع.. مضيفا أن فيتنام ستواصل التكامل الدولي العميق، وستكون عضوا مسؤولا وبناء في المجتمع الدولي، وفي العصر الحديث، ستسعى فيتنام إلى دبلوماسية شاملة وحديثة ومهنية لتعزيز دورها ومكانتها في السياسة والاقتصاد والثقافة العالمية.
ثمّن الرئيس الفيتنامي العلاقات الدبلوماسية الفيتنامية مع جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، البالغ عددها 22 دولة، مؤكدا التعاون الجوهري والفعال بشكل متزايد في مختلف القطاعات، مقترحا - لتعزيز العلاقات - تعزيز تبادل الوفود رفيعة المستوى عبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك المنتديات الإقليمية والدولية.
وأكد على ضرورة تشجيع توسيع التبادلات الثقافية والفنية وبرامج المنح الدراسية، لا سيما للطلاب الفيتناميين الذين يتعلمون اللغة العربية في المنطقة.. وحث كونج الجانبين على تعزيز التنسيق في المنتديات الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.
وأعرب كونج، عن رغبة بلاده في تعزيز علاقات أكثر جوهرية وفعالية مع جامعة الدول العربية وجميع الدول الأعضاء فيها، إذ أن معظمها من الأصدقاء القدامى والشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لبلاده.
وثمّن كونج على الدور الفعال لجامعة الدول العربية في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.. معربا عن ثقته في أن جامعة الدول العربية ستواصل تحقيق المزيد من النجاحات في بناء مجتمع متحد ومزدهر وديناميكي على مختلف الأصعدة.
العلاقات الودية بين البلدين (مصر – فيتنام)
دعا رئيس فيتنام إلى تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي لتعميق الثقة والتفاهم المتبادل بين بلاده والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما دعا الطرفين إلى التنفيذ الفعال لاتفاقيات التعاون القائمة، ومن أبرزها مذكرة التفاهم بين وزارة الخارجية الفيتنامية وأمانة جامعة الدول العربية.
وحث على إجراء مشاورات وثيقة والدعم المتبادل في المحافل متعددة الأطراف، لا سيما في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، مؤكدًا على موافقة فيتنام على اقتراح الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعزيز التعاون بين الجامعة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
ويذكر أن فيتنام وجامعة الدول العربية أنشأتا في يوليو 2023، آلية تعاون بين وزارة الخارجية الفيتنامية والأمانة العامة للجامعة.