الجمعة 15 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

في زمن تتسارع فيه التحديات وتتعاظم المسؤوليات، تبرز لحظات النور التي تمنح الوطن إشراقًا وأملًا، وتؤكد أن الرهان على الإنسان، منذ الطفولة، هو أقصر الطرق نحو مستقبل مزدهر.

وقد تجلت هذه الحقيقة حين توجهت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، بكلماتها الملهمة لتهنئة الفائزين في مسابقة الدولة للمبدع الصغير، لتفتح بذلك نافذة جديدة على أهمية اكتشاف الطاقات الإبداعية في سن مبكرة، وتعزيزها، وتقديمها للوطن كأثمن استثمار يمكن أن نرعاه.

الإبداع لا عمر له… بل إرادة وظروف مهيأة

في كلمتها المؤثرة عبر صفحتها الرسمية، قالت السيدة انتصار السيسي «أبارك لأبنائي الفائزين في مسابقة الدولة للمبدع الصغير، فأنتم فخر لمصر ونموذج لجيل مبدع وواعٍد».

رسالة بليغة تؤكد أن مصر لا تراهن فقط على السواعد، بل على العقول والخيال والموهبة، وأن الطفولة ليست مرحلة انتظار، بل مرحلة بناء حقيقي للهوية الوطنية.

هذه التهنئة لم تكن بروتوكولية، بل كانت رسالة دولة تؤمن بأن الطفل المصري قادر على الإبداع، وأن موهبته تستحق الرعاية المؤسسية والمجتمعية.

أكاديمية الفنون تهنئ أبنائها الفائزين في مسابقة المبدع الصغير - بوابة  الشروق - نسخة الموبايل

مسابقة «المبدع الصغير»… سياسة ثقافية برؤية تنموية

منذ انطلاقها، جاءت مسابقة الدولة للمبدع الصغير كمبادرة رائدة أطلقتها وزارة الثقافة تحت مظلة الدولة، بهدف تحفيز الأطفال من عمر 5 حتى 18 عامًا على الإبداع في مجالات مثل الأدب، والفنون، والرسم، والكتابة، والتأليف الموسيقي.

ولأن المسابقة تحمل اسم «الدولة»، فهي تمثل أعلى درجة من الاعتراف الرسمي بالمواهب الصغيرة، وتُعد بمنزلة «جائزة النوبل الصغيرة» للأطفال المصريين، الذين غالبًا ما ينتظرون من يكتشفهم، ويمنحهم الفرصة.

إن تكريم الفائزين لا يمنحهم فقط شعورًا بالفخر، بل يعزز ثقتهم في أنفسهم، ويدفعهم إلى مزيد من المثابرة، ويبعث برسالة عامة: أن الموهبة تُكافأ، وأن الإبداع طريق معترف به للنجاح في مصر.

الاستثمار في الإبداع… استثمار في الوطن

العبارة التي استخدمتها السيدة انتصار السيسي في رسالتهاوهي «الاستثمار في الإبداع هو استثمار في مستقبل الوطن»، ليست مجازًا بل رؤية تنموية واضحة، تنسجم مع توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة، والتحول الرقمي، والتعليم الإبداعي.

ففي عالم اليوم، لم تعد الموارد الطبيعية وحدها تصنع القوة، بل أصبحت الأفكار، والابتكار، والخيال المنتج هي المحرك الأساسي للنمو والتقدم، ومن هنا فإن دعم المواهب الصغيرة هو في جوهره رأسمال وطني طويل الأجل.

إن هذا النوع من الاستثمار لا يُقاس بالعائد السريع، بل يُقاس بعدد العقول التي أُنقذت من التهميش، وعدد المبدعين الذين كبروا ليقودوا وطنهم نحو الريادة في مجالات الفن، والأدب، والتكنولوجيا.

من التقدير إلى الاستمرار… دعوة إلى كل بيت وكل مدرسة

إن ما قالته السيدة انتصار السيسي في ختام رسالتها: «استمروا في التألق، فالمستقبل يصنعه الموهوبون أمثالكم» وهي عبارة تحمل في طياتها دعوة صريحة للاستمرارية، لا للموسمية فالموهبة لا تُكَرَّم مرة واحدة، بل تحتاج إلى رعاية دائمة، ومسارات تطوير، وحاضنات رسمية وغير رسمية.

وهنا يأتي دور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني، لتكوين حلقة دعم متكاملة تبدأ من اكتشاف الموهبة، مرورًا بتطويرها، وصولًا إلى تسويقها وتمكينها.

إن مبادرة «المبدع الصغير» ليست مجرد مسابقة، بل هي عنوان لرؤية وطنية جديدة تُدرِك أن الطفل المبدع اليوم هو العالم، أو الكاتب، أو الفنان، أو المبتكر الذي سيُسهم غدًا في نهضة الدولة.

كما أن اهتمام السيدة انتصار السيسي بالمبدعين الصغار هو امتداد طبيعي لرؤية قيادة سياسية تُراهن على الإنسان المصري في كل مراحله.

وحين توجه الدولة خطابها إلى الأطفال بهذه اللغة المشجعة، فإنها تقول لهم: «أنتم هنا، أنتم مهمّون، أنتم مستقبل هذا الوطن».

وإذا كنا قد شهدنا فوز هؤلاء الأطفال في مسابقة واحدة، فالأجمل أن نشهدهم لاحقًا قادة في مجالاتهم، يُبدعون لا من أجل الجوائز، بل من أجل وطن يستحق الأفضل.

المايسترو الدكتور محمد عبد الستار صانع المواهب الشابة

وكان يقف خلف الستار وراء صناعة هؤلاء النجوم الصغار المبدعين، صوت موسيقي خفي يعرف متى يرتفع بالأحلام ومتى يُنصت للصوت القادم من القلب، إنه المايسترو الدكتور محمد عبد الستار.

المايسترو الذي لا يكتفي بإدارة العروض بل يسهم في صقل المواهب وتوجيهها، استطاع أن يحول خشبة المسرح إلى ساحة اكتشاف، وأن يجعل من كل موهبة شابة مشروع نجم قادم، فالصوت الذي يخرج من حنجرة صغيرة يحتاج إلى عين خبيرة ويد أمينة، وهذا ما يجسده عبد الستار، الذي لا يكتفي بإدارة الأداء، بل يشعل في كل متدرب شعلة الانتماء للفن الراقي.

وفي النهاية لا أنسى الدور الرائد الذي يلعبه مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا، التابع لوزارة الثقافة، والذي يُعد أحد أبرز المؤسسات الثقافية التي تحتضن الطاقات الواعدة، وتمنحها المساحة لتتفتح فنيًا في مجالات متعددة كالغناء والعزف، وقد شارك المركز في العديد من الفعاليات المحلية والدولية، حاملاً على عاتقه مهمة إعداد جيل جديد يحمل مشعل الفن المصري الأصيل.

تم نسخ الرابط