مظاهرات الإخوان في تل أبيب، عدنان الضميري: حماس هي ذراع التنظيم الإرهابي

مظاهرات الإخوان في تل أبيب، قدم اللواء عدنان الضميري، الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، رؤية معمقة حول المشهد الفلسطيني الراهن، مركزًا على دور مصر المحوري، ومحاولات تعطيله من قبل بعض الأطراف، وعلى رأسها حركة حماس بوصفها الذراع الفلسطينية لجماعة الإخوان المسلمين، وفق تعبيره.
افتتح اللواء حديثه بالتأكيد على أن الدور المصري في القضية الفلسطينية ليس محل شك أو نقاش، قائلاً: “من لا يعرف الدور المصري في فلسطين لا يعرف فلسطين”.
وأشار إلى أن مصر لعبت على الدوام دورًا مركزيًا في دعم القضية، من وقف إطلاق النار، ورفض التهجير القسري، والمطالبة بإعادة الإعمار، إلى دعم مشروع الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن كل من يحاول تصوير مصر على أنها المشكلة، إنما يضلل الرأي العام ويحول الأنظار عن العدو الحقيقي: الاحتلال الإسرائيلي.
حماس: "المقاومة الإسلامية" بلا اسم فلسطين
توقف اللواء عدنان الضميري، عند اسم حركة حماس، لافتًا إلى مفارقة أنها الوحيدة بين الفصائل الفلسطينية التي لا تحمل اسم فلسطين في اسمها الرسمي، على عكس "فتح" و"الجبهة الشعبية" و"الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وغيرهم.
اقرأ أيضًا:
ما سبب رفض حركة حماس للمبادرات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة؟
داليا زيادة تهاجم المصريين المتعاطفين مع حماس: فرحانة فيكو يا مغيبين
حركة حماس تستنكر تصريحات ترامب حول الانسحاب من مفاوضات غزة
ترامب: نريد إدخال المساعدات الغذائية إلى غزة بشرط عدم سيطرة حماس عليها
وأوضح أن حماس ذراع تنظيم الإخوان المسلمين، وهي ليست حركة فلسطينية خالصة، بل تخدم أجندات دولية وأيديولوجية تتجاوز حدود القضية الوطنية الفلسطينية.
رفض التوحد أثناء الانتفاضة الأولى
وذكر عدنان الضميري، واقعة من انتفاضة 1987، حين كان شابًا معتقلًا ضمن صفوف المقاومة، وقال إن حماس رفضت الانضمام للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، رغم غياب أي اتفاقيات مثل أوسلو حينها، ما يدل على موقفها المتفرد والمنفصل عن الصف الفلسطيني الموحد.
كما أشار إلى رفضهم التعايش مع الأسرى الفلسطينيين الآخرين داخل المعتقلات الإسرائيلية، ما يعكس حالة من الانعزال والانقسام داخل بنية العمل الوطني الفلسطيني.
مظاهرة تل أبيب أمام السفارة المصرية: دلالات خطيرة
علق عدنان الضميري، على المظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، التي قادها فرع الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، معتبرًا أنها نُظّمت بتصريح رسمي من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وقال إن مثل هذه التظاهرات لا تنظَّم دون موافقة أمنية إسرائيلية، معتبرًا أن هدفها تحويل الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية، وتصوير مصر على أنها العقبة أمام وقف الحرب، قائلًا: “لو كانوا صادقين، لتظاهروا أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي لا تبعد سوى أمتار عن السفارة المصرية”.
التحالف القديم بين نتنياهو وحماس
اتهم الضميري حماس بأنها كانت شريكًا ضمنيًا لنتنياهو في الإبقاء على الانقسام الفلسطيني، مستشهدًا بما كان يجري من تحويل شهري لأموال قطرية إلى غزة عبر محمد العمادي.
وأشار إلى تصريح لنتنياهو قال فيه صراحة: “من يريد منع إقامة دولة فلسطينية، عليه أن يدعم حماس”.
التحول الدولي: رفض الميليشيات المسلحة
قال الضميري إن العالم – بما في ذلك تركيا وقطر – بدأ يتفق على أمر أساسي: “انتهى عصر الأذرع والميليشيات المسلحة”.
وأشار إلى بيان دولي وقّعت عليه 17 دولة يطالب حماس بتسليم أسلحتها للسلطة الوطنية الفلسطينية، موضحا أن السيناريو الأقرب هو إقصاء حماس من المشهد السياسي في غزة بعد الحرب، مؤكدًا أن العالم لا يمكن أن يقبل بعد اليوم بتقسيم السلطة الفلسطينية بين فصائل مسلحة.
الطريق إلى الدولة الفلسطينية
أكد الضميري أن السيناريو الأبرز لما بعد الحرب هو إقامة الدولة الفلسطينية، قائلًا: “لا يمكن تحقيق استقرار في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية”.
ورأى أن هذا المسار تدعمه فرنسا، السعودية، مصر، والدول الأوروبية، وهو ما تحاول إسرائيل إفشاله عبر الهجوم على الدول التي رفضت التهجير القسري للفلسطينيين، مثل مصر والأردن، مستخدمة في ذلك أدوات مثل الإخوان المسلمين، على حد وصفه.
نهاية مشروع الإخوان في المنطقة
اختتم الضميري حديثه بالتأكيد على أن مشروع الإخوان المسلمين انتهى إقليميًا، قائلاً: “مصر ارتاحت من وجودهم الإرهابي، ولا مكان لهم في أي دولة عربية، بما في ذلك تركيا التي وقعت بيان تسليم السلاح”.
وطالب القيادة الفلسطينية باتخاذ خطوة مماثلة: حظر الجماعة داخل الأراضي الفلسطينية، معتبرًا أن لا مستقبل للفصائل التي تعرقل الاستقرار وتحارب تحت أجندات خارجية.
وقال الضميري إن الشعب الفلسطيني اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ولن يقبل مجددًا بأن تتحكم فصائل أو ميليشيات بأحلامه الوطنية، “دماء الشهداء الفلسطينيين والمصريين معًا، تمهد الطريق نحو الدولة الفلسطينية”.