الأربعاء 30 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

دينا مراجيح، من الكفاح الشعبي إلى وداع مؤلم تصدر الترند

دينا مراجيح
دينا مراجيح

تصدر اسم "دينا مراجيح" مواقع التواصل الاجتماعي  بعد إعادة تداول لمقاطع فيديوهات قبل وفاتها في ظروف حزينة ومؤثرة منذ عامين بتاريخ الاثنين 5 يونيو 2023، والتي أثارت موجة من التعاطف والحزن بين متابعيها ومحبيها، وأعادت قصتها للواجهة باعتبارها نموذجًا للفتاة المكافحة التي رفضت الانكسار رغم قسوة الحياة.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لقصة حياة دينا مراجيح، وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:

دينا مراجيح، نشأتها وحياتها في المقطم

ولدت دينا مراجيح ونشأت في حي شعبي متواضع بمنطقة المقطم في القاهرة، داخل بيت فقير وظروف معيشية صعبة، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات، قررت دينا أن تسلك طريق العمل الحلال، وأن تتحمل مسؤولية إعالة أسرتها الصغيرة، وخاصة والدتها وأطفالها، بعد أن أصبحت المعيلة الوحيدة لهم.

تركت دينا مقاعد الدراسة في سن مبكرة لتتجه إلى الشارع، إذ بدأت ببيع المناديل في إشارات المرور، ولاحقًا، لجأت إلى إنشاء مرجيحة بسيطة كانت تسعد بها الأطفال، وتقدم لهم لحظات من البهجة مقابل جنيه واحد فقط، وهو ما أكسبها لقب "دينا مراجيح"، الاسم الذي ظل ملازمًا لها حتى وفاتها.

من الشارع إلى الشهرة

لم يكن في حسبان دينا أن تتحول من بائعة مناديل إلى شخصية شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ التقط أحد الأشخاص مقطع فيديو عفويًا لها أثناء حديثها بطريقتها العفوية والمميزة، ونشره عبر تطبيق "تيك توك"، لاقى المقطع انتشارًا واسعًا، لتدخل دينا عالم الشهرة من أوسع أبوابه.

كان جمهورها مزيجًا من الداعمين والمنتقدين، فبينما رأى البعض فيها نموذجًا للكفاح والصدق والبساطة، انتقدها آخرون معتبرين أنها لا تملك مؤهلات الشهرة أو الموهبة.

ورغم الجدل، تلقت دينا عروضًا للمشاركة في بعض المشاهد السينمائية البسيطة، وظهرت بالفعل في أحد الأعمال، ما أثار موجة جديدة من الانتقادات، إذ اتهمها البعض بأنها حصلت على فرصة لا تستحقها، في حين تُهمّش طاقات شابة موهوبة.

فقدان والدتها وانهيارها النفسي

مرت دينا بمرحلة عصيبة بعد وفاة والدتها قبل عدة أشهر، حيث دخلت في حالة حزن شديد وعزلة شبه تامة. أشارت مصادر مقربة إلى أن علاقتها بوالدتها كانت شديدة العمق، وكانت تعتبرها السند الحقيقي لها في الحياة، وبعد وفاتها أصبحت دينا يتيمة الأب والأم، وتدهورت حالتها النفسية بشدة.

في إحدى لقطاتها الأخيرة على "تيك توك"، ظهرت دينا وقد حلقت شعرها تمامًا، في تصرف عبّر عنه البعض بأنه انعكاس لحالة نفسية منهارة، ورسالة استغاثة صامتة.

هل الحزن يقتل؟

تفاعل الكثيرون مع خبر وفاتها بطرح سؤال: هل يمكن للحزن أن يؤدي إلى الموت؟ بحسب دراسة حديثة نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، فإن فقدان شخص عزيز يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة بسبب قصور القلب، خصوصًا خلال الأسبوع الأول من الفقد. 

ويعرف هذا النوع من القصور أحيانًا بـ "متلازمة القلب المنكسر"، وهو ناتج عن ضغوط نفسية شديدة مثل الحزن العميق.

وهو ما دفع البعض للربط بين فقدان دينا لوالدتها، وانهيارها النفسي، ووفاتها المفاجئة، في ظل غياب أي تقارير رسمية حتى الآن عن سبب الوفاة المباشر.

وداع مؤلم.. وصدى واسع على السوشيال ميديا

تصدر وسم #وفاة_دينا_مراجيح قوائم الترند في مصر بعد إعلان خبر وفاتها، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء والدعاء، كما أعاد البعض نشر مقاطعها الشهيرة التي جسدت فيها بساطتها وأسلوبها الشعبي القريب من الناس.

بعض المتابعين وجّهوا نداءً لضرورة دعم الحالات الاجتماعية المماثلة وعدم الاكتفاء بمشاهدتهم فقط عبر الشاشات، خاصة عندما تكون الشهرة سلاحًا ذا حدين قد يرهق الشخص نفسيًا أكثر مما يفيده ماديًا أو معنويًا.

رسالة أخيرة من قصتها

قصة دينا مراجيح ليست مجرد حكاية فتاة بسيطة صعدت إلى الشهرة من العدم، بل هي مرآة تعكس قسوة الواقع، وقوة الإرادة، وثمن التجاهل الاجتماعي. 

قصة فتاة لم تطلب الكثير، فقط عمل شريف تعيل منه أسرتها، رحلت دينا، لكنها تركت خلفها قصةً محزنة، ورسالة يجب ألا تمر مرور الكرام.

تم نسخ الرابط