آخر تطورات مبادرة "سكن لكل المصريين"، 262 ألف وحدة جديدة و113 ألف مطروحة بالفعل

قال الدكتور سعيد حسانين، أستاذ التخطيط العمراني، إن مبادرة "سكن لكل المصريين" حظيت بإشادة واضحة من البنك الدولي، ما يعكس نجاح الدولة المصرية في تبني رؤية عمرانية عادلة وشاملة تستهدف تحسين جودة الحياة لملايين المواطنين، خاصة من محدودي الدخل.
أبرز التحديات التي واجهتها مصر لعقود
وأضاف “حسانين”، في مداخلة هاتفية ببرنامج صباح الخير يامصر، والمذاع عبر قناة القناة الأولى، أن مشكلات الإسكان كانت من أبرز التحديات التي واجهتها مصر لعقود، خاصة ما يتعلق بالإسكان الشعبي غير المخطط، ومع ثورة 30 يونيو، بدأت الدولة التحرك الجاد نحو حلول جذرية، من خلال مشروعات إسكان عملاقة تستهدف الفئات الأولى بالرعاية.

آخر طروحات المبادرة السكنية “سكن لكل المصريين”
وأوضح "حسانين" أن آخر الطروحات ضمن المبادرة شملت 262 ألف وحدة سكنية، تم طرح 113 ألف وحدة منها فعليًا في منتصف يوليو الجاري، معظمها موجه لمحدودي ومتوسطي الدخل، ويتميز عدد كبير من هذه الوحدات بالاعتماد على معايير "الإسكان الأخضر"، بما يعزز من كفاءة الطاقة ويحسن البيئة العمرانية المحيطة.
وأشار إلى أن أكثر من نصف هذه الوحدات تنتمي لفئة "الإسكان الأخضر"، الذي يمثل نقلة نوعية في معايير البناء في مصر، ويهدف إلى توفير مساكن صحية صديقة للبيئة بأقل استهلاك ممكن للطاقة، مع تقليل المخلفات والتلوث وتوفير بيئة سكنية آمنة ومتكاملة.
الإسكان الأخضر، نقلة عمرانية متكاملة
وحول مفهوم "الإسكان الأخضر"، أوضح الدكتور سعيد حسانين أنه يقوم على استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، وتقنيات تضمن تقليل استخدام الكهرباء والمياه، بجانب اعتماد أنظمة تهوية طبيعية، وتصميمات تسمح بالاستفادة من ضوء الشمس، وهذا النوع من السكن بحسب وصفه، "يخلق بيئة معيشية صحية ويحد من التلوث، ويساهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز جودة الحياة".
وأكد أن الدولة تهدف من خلال هذا التوجه إلى تطوير العمران القائم، بما في ذلك تحسين المناطق العشوائية، وإضافة المرافق والخدمات لتكون مناطق سكنية متكاملة.
إنشاء وحدات سكنية
وأشار أستاذ التخطيط العمراني إلى أن المبادرة لا تقتصر فقط على إنشاء وحدات سكنية، بل تهدف إلى خلق مجتمعات عمرانية متكاملة، تشمل مناطق خضراء، ملاعب، خدمات تعليمية وصحية، وشبكات نقل حديثة، بما يضمن بيئة ملائمة للمواطن.
اقرأ أيضًا: 113 ألف وحدة سكنية في إعلان “سكن لكل المصريين 7، احجز الآن
10 إجراءات لضمان قبول طلبك في قرعة سكن لكل المصريين 7
كما لفت إلى إشادة الأمم المتحدة بهذه التجربة، واعتبارها نموذجًا يحتذى به في دول تعاني من تحديات إسكانية مماثلة، مشيرًا إلى أن المبادرة ساهمت حتى الآن في تسليم أكثر من 65 ألف وحدة، في حين يجري العمل على أكثر من 6500 وحدة أخرى ضمن الطرح السابع الحالي.

2000 شركة مقاولات و4 ملايين فرصة عمل
وفي جانب آخر، قال الدكتور سعيد حسانين إن المبادرة كان لها بعد تنموي واقتصادي ضخم، إذ شاركت فيها أكثر من 2000 شركة مقاولات، وأسهمت في توفير نحو 4 ملايين فرصة عمل، سواء مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما يشير إلى دور المشروعات العمرانية في دفع الاقتصاد الوطني وتحقيق نسب تشغيل مرتفعة.
وتابع: "العمران بطبيعته يخلق وظائف سريعة ومتنوعة، من مهندسين إلى فنيين وعمال، فضلًا عن الأنشطة المرافقة، مثل النقل والتجارة والخدمات".
تأثير اقتصادي مباشر على البطالة
وأكد أن الطفرة العمرانية ساهمت في خفض معدلات البطالة من نحو 8% إلى أقل من 6% حاليًا، وذلك بفضل استمرار المشروعات الكبرى في المدن الجديدة وتطوير المناطق القائمة، مما ساعد على تحفيز الاقتصاد وتقليل الضغط على أسواق العمل.
الدكتور سعيد حسانين يوضح أنظمة السداد والتسليم
وبالنسبة لأنظمة التسليم، أوضح حسانين أن هناك نوعين من الوحدات:
- الوحدات الجاهزة للتسليم الفوري، والتي يبلغ مقدم الحجز لها نحو 25 ألف جنيه.
- الوحدات التي سيتم تسليمها خلال 3 سنوات، بمقدم حجز يصل إلى 50 ألف جنيه.

وأشار إلى أن هذه الأنظمة تستهدف تحقيق أكبر قدر من العدالة وتلبية احتياجات الشرائح المختلفة من المتقدمين، بما يشمل أيضًا المتقدمين من الطروحات السابقة الذين لم يحصلوا على وحدات.
واختتم الدكتور سعيد حسانين تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة قدمت دعمًا مباشرًا يصل إلى 14 مليار جنيه ضمن هذه المرحلة من المبادرة، ما يعكس التزام القيادة السياسية بتوفير سكن كريم وآمن لجميع المواطنين، وهو ما يأتي في إطار تنفيذ رؤية مصر 2030 لبناء الإنسان وتوفير أساس حياة مستقرة.