الأربعاء 30 يوليو 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لحظة فارقة من عمر الوطن، تحت سماء تموج بالتحديات وتنتظر الآمال، تُطل علينا انتخابات مجلس الشيوخ 2025 .

إنه نداء وطني لا يُمكن تجاهله، وساحة لاختبار معادن المصريين وإرادتهم الحقيقية في صياغة مستقبلهم، إنها ليست مجرد أرقام أو تواريخ أو أسماء تتنافس، بل هي روح وطن تُجدد، ومؤسسة ديمقراطية تُبنى، ومسؤولية شعبية لا تقبل التأجيل أو التهاون.

إن المشاركة في هذه الانتخابات ليست خيارًا، بل واجب وطني مقدّس، تعبير عن انتماء فعلي لا يُكتفى فيه بالكلام، وإنما يُترجم بالفعل، بالصوت، وبالحضور في ساحة القرار.

تفاصيل انتخابية ترسم خريطة الفرصة الوطنية

تتسم انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام بكثافة نوعية ودلالات سياسية لافتة، حيث تقدم 428 مرشحًا على النظام الفردي (186 مستقلًا و242 حزبيًا) للتنافس على 100 مقعد، موزعين على 27 دائرة تغطي جميع المحافظات. وتُعد هذه الأرقام، رغم انخفاضها عن انتخابات 2020، دلالة على نوع من التوازن بين الاستقلال الحزبي والانتماء السياسي، ما يعكس تعددية نسبية داخل المشهد السياسي.

أما النظام القائم على القوائم، فيحمل في طياته خصوصية واضحة، إذ تشارك فيه قائمة وحيدة هي "القائمة الوطنية من أجل مصر"، والتي تضم 12 حزبًا يتصدرهم حزب مستقبل وطن بـ44 مقعدًا، وحزب حماة الوطن بـ19 مقعدًا، إلى جانب أحزاب راسخة كـ"الوفد" و"التجمع" و"المؤتمر"، ما يعكس طيفًا سياسيًا متنوعًا في ملامحه، موحدًا في رؤيته الوطنية الجامعة.

نحو تمثيل شعبي أوسع ومؤسسات أقوى

وتُعد الخريطة الجغرافية للدوائر مثالًا حيًا على العدالة التمثيلية، حيث توزعت المقاعد لتشمل الدلتا، الصعيد، القاهرة، والإسكندرية، في مشهد يؤكد أن مصر بكامل أقاليمها هي المعنية بإعادة تشكيل الواجهة التشريعية.

فدوائر مثل القاهرة (60 مرشحًا على 10 مقاعد)، والجيزة (28 مرشحًا على 8 مقاعد)، وأسوان (8 مرشحين على مقعدين) تُعبر عن توازن إقليمي مطلوب.

ومع إعلان فتح اللجان أيام 1 و2 أغسطس للمصريين بالخارج، و4 و5 أغسطس بالداخل، فإن العد التنازلي بدأ، وكل صوت غائب هو خسارة مباشرة لمكانته في بناء وطنه، وكل مشارك هو شريك في صناعة القرار، لا متفرجًا عليه.

أكثر من عشرة آلاف لجنة انتخابية فرعية، وتحت إشراف قضائي كامل من نحو عشرة 4آلاف قاضٍ، تضمن الدولة أن تكون الانتخابات نزيهة، شفافة، وتليق بمكانة المصريين. 

بل وتمتد مظلة الاحترام لتشمل كل مواطن، بتقديم تسهيلات لذوي الإعاقة، من مترجمي لغة الإشارة إلى بطاقات بلغة برايل، لتؤكد الدولة أن لا أحد خارج معادلة الوطن.

رسالة إلى الشعب المصري: لا تقفوا على الرصيف

إن واجب اللحظة يفرض أن نكون جميعًا في قلب المشهد. إن الصوت الانتخابي ليس روتينًا ديمقراطيًا، بل هو أداة تغيير حقيقية، ومشاركة في رسم السياسات العامة، وتأكيد على أن الشعب هو صاحب السيادة، وهو من يمنح الشرعية، ويحدد الاتجاه.

الامتناع عن المشاركة ليس حيادًا، بل هو تراجع، وخسارة لموقع في صناعة المستقبل. بينما المشاركة، حتى ولو برأي مختلف، هي شهادة حُب للوطن، وإعلان بأننا جميعًا مؤمنون بأن قوة الدولة تبدأ من صندوق الانتخاب، وليس من هتاف الشارع فقط.

إن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 هي فرصة لإعادة الثقة في المؤسسات، وبناء تشريعي متماسك، ودعم الحياة السياسية بإرادة شعبية حقيقية. 

لا تدع غيرك يقرر مصيرك، لا تترك مقعدك فارغًا في معادلة الوطن. اذهب إلى صندوق الانتخاب، ارفع صوتك، وكن شاهدًا على أن مصر لا تُبنى إلا بالمصريين.

خالد فؤاد

رئيس حزب الشعب الديمقراطي

تم نسخ الرابط